لقد تفشت بصور وأساليب مختلفة أعداد المتسولين من بينهم نماذج مختلفة أيضا، منهم صنف من المنقبات المكحلات المعطرات، وآخرين من الأطفال وكبار السن، وهناك من تشير ملامحهم على أنهم أناس مهذبون ومحترمون. وأنا ليس من عادتي ان أرد احداً عندما أشعر بانه بحاجة فعلية الى المال او المساعدة، الا أنني ولاعتبارات كثيرة ولتجارب مؤسفة اثبتت لي عكس ما يدعيه كثير من المتسولين لم أعد اثق في كل من يدعي حاجته للمساعدة المادية. ولمزيد من التوضيح أقول: بينما كنت جالساً بعد الصلاة في احد الجوامع مع عدد من المصلين تقدم الينا رجل اجنبي تبدو عليه علامات الوقار وطلب منا مساعدة مالية حددها هو بخمسين ديناراً حتى تعينه على الرجوع الى بلده، وبما انني كما أسلفت لم أعد الوثوق بمثل هذه العينة من المتسولين فقد هب صديقي مسرعاً وقدم اليه عشرين ديناراً، وما ان اختفى الرجل عن الأنظار حتى تقدم منا قيم الجامع ليقول: هذا الرجل اعتاد على التسول وبالصورة التي حدثكم عنها في كثير من المساجد... عندها أدركنا حيله وأكاذيبه في جمع المال.. عندها قلت لصديقي لا عليك إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، وما تنفقوا من خير تجدوه عند الله. خلاصة القول: اننا لا يجب ان نهب لمساعدة كل متسول ما لم نثق فيه وفي مدى حاجته الماسة للمال.. فلنتحرَ من كثير من المتسولين المخادعين المتوارين تحت ظل الفقر والعوز. ‫ ‬‬ ] أحمد محمد الأنصاري