بيروت - وصف البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي الاحد القضاء اللبناني بالانتقامي والمسيس، وذلك بعد ايام قليلة من توجيه اتهامات لزعيم حزب القوات المسيحي سمير جعجع بالتورط في احداث عنف العام الماضي، وفي ظل تجميد التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت منذ عامين. وفجرت الخلافات السياسية أزمة اقتصادية ومالية غير مسبوقة في تاريخ لبنان المعاصر وكشفت عن مدى الهيمنة التي يتمتع بها حزب الله على مؤسسات الحكم. وسبق ان رفض جعجع المثول امام القضاء الا بخطوة مماثلة من قبل حسن نصرالله زعيم حزب الله، الذي يرفض التحقيقات القضائية بشأن انفجار المرفأ في 2020. وكان عدد من الاحياء المسيحية هي الكثر تضررا جراء الانفجار الذي أودى بحياة حوالي 300 وأحدث دمارا واسعا في بيروت. وقال البطريرك الراعي خلال قداس في بيروت، متسائلا "أما لليل القضاء الانتقائي والانتقامي والانتخابي والمسيس والمركبة ملفاته مسبقا أن ينجلي؟ أما لليل تلفيق الاتهامات والدعاوى والسكوت عن أخرى ساطعة أن ينجلي؟ أما لليل تجميد التحقيق في جريمة تفجير مرفأ بيروت أن ينجلي"؟ وللبطريرك الماروني نفوذ سياسي في لبنان الذي يشهد انقساما داخل الوسط المسيحي بين حلفاء حزب الله واهمهم رئيس الجمهورية ميشال عون، وخصوم الحزب الموالي لايران ومنهم جعجع الذي يعتبر ابرز سياسي مسيحي معارض لنفوذ حزب الله. وقال جعجع السبت بعد يومين من توجيه محكمة عسكرية الاتهام إليه فيما يتعلق باشتباكات الطيونة الدامية في بيروت في أكتوبر/تشرين الأول، إن "محاولات عزل وتطويق وترهيب وإلغاء القوات مستمرة حتى اليوم. وآخر محاولة في هذا السياق، كانت قرارات قضائية خلقت ميّتة لأنّها ضدّ كل قانون، وبعكس كل عدالة، وهي فقط مجرّد محاولة يائسة فاشلة لتلطيخ صورة القوات اللبنانية". وقُتل سبعة أشخاص، جميعهم من أنصار جماعة حزب الله وحركة أمل الشيعيتين، في 14 أكتوبر/تشرين الأول قرب منطقة شهدت اشتباكات من قبل أثناء الحرب الأهلية اللبنانية التي دارت بين عامي 1975 و1990. واضاف الراعي في كلمته الاحد "أين القضاة الشرفاء؟ وأين المرجعيات القضائية لا تقوم بواجباتها الناهية حماية للجسم القضائي؟ وأين السلطة لا تردع ذاتها عن استغلال بعض القضاة ولا تردع المتطاولين على دورها". كما حذر الراعي من "تطيير الانتخابات النيابية عن موعدها (في منتصف مايو/ايار) وتحميل مسؤولية هذه الجريمة الوطنية للطرف الذي يريد حصولها حقا". واضاف "يجب أن يتم هذا الاستحقاق الدستوري وأن يعقبه انتخاب رئيس جديد للجمهورية. من شأن الرئيس الجديد أن ينهض بالبلاد وينتشلها من المحاور إلى الحياد، ويضع حدا لهذا الانهيار والدمار. لبنان ليس ملك فئة. إنه ملك الشعب والتاريخ والمستقبل". وتساءل الراعي ايضا ملمحا الى دور حزب الله "أما لليل الخروج عن الدولة والشرعية والجيش أن ينجلي؟ أما لليل الهيمنة والباطل وتعطيل الدستور والنظام والميثاق أن ينجلي؟ أما لليل تلوين كل شيء بالطائفية والمذهبية أن ينجلي"؟
مشاركة :