أغرب القصص الكروية (4) - عندما اعترضت تشيلي على إشراك أوروجواي للاعبين " إفريقيين "

  • 12/2/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لا نصدق أنهم فعلوا ذلك وأشركوا لاعبين أفارقة في لعبة للبيض فقط.. كان هذا رد فعل الاتحاد التشيلي والمنتخب الوطني عندما رأوا إيزابلينو جرادين وخوان ديلجادو أصحاب البشرة السمراء يلعبان مع أوروجواي في نهائي كوبا أمريكا 1916. حقبة ما قبل كأس العالم لكرة القدم الأول في أوروجواي لم يكن شيئا مألوفا أن ترى لاعبين من أصحاب البشرة السمراء يلعبون في أوروبا وأمريكا الجنوبية، الأمر كان نادرا. أغرب القصص الكروية (1) - عندما استخدم السوفيتيون ضباب لندن للعب بـ15 لاعبا أمام أرسنال أغرب القصص الكروية (2) - عندما تحدى دينامو كييف تهديدات جيش هتلر فتم إعدامهم أغرب القصص الكروية (3) – عندما اختطف رجال محترمون دي ستيفانو بسبب فرانكو تجارة العبيد كانت رائجة تلك الأيام، تجلب مجموعة من الإفريقيين تضعهم في صندوق يعبر المحيط لأوروبا وأمريكا ليمتلكهم البيض أو ربما يضعونهم في مكان كحديقة الحيوانات ليشاهدهم هؤلاء السادة. هذا بالضبط ما حدث لأجداد جرادين الفتى الأسمر الذين تم شحنهم من ليسوتو إلى أوروجواي لكن مع مولده كانت الأمور اختلفت قليلا فهو ولد حرا في حي فقير بمونتفيديو. ومثل الأسطورة المعروفة.. جرادين كان سريعا أسرع من هؤلاء البيض.. في الأساس كان عداء ومارس اللعبتين في وقت واحد بل أنه ركز أكثر على سباقات 200 و400 متر أكثر من كرة القدم فمشواره الدولي لم يتخطى 30 مباراة. الخدعة قبل 99 عاما من الآن اتفقت منتخبات الأرجنتين والبرازيل وأوروجواي وتشيلي على خوض أول بطولة لكوبا أمريكا في بوينس أيريس بنظام المجموعة الواحدة. أوروجواي فاجئت الجميع بإشراك الثنائي جرادين وديلجادو لأنهما يجيدان الركض أكثر من أي لاعب آخر في هذه البطولة. جرادين كان بطلا لأمريكا الجنوبية في سباقات 400 متر، المدافعون الذين راقبوه كانوا أقل حيلة من العدائين في الركض. المباراة الافتتاحية أوروجواي واجهت تشيلي، ما حدث لم يصدقه الجميع.. كان هناك ثنائي من ذوي البشرة السمراء يركضون دون تعب لا يلحق بهما مدافعا تشيليا واحدا. النتيجة كانت 4 أهداف لأوروجواي دون رد سجل جرادين منهما هدفين، الاتحاد التشيلي ثار وغضب فكيف يجرؤ هؤلاء الأوروجوائيين أن يشركوا إفريقيين في المباراة ليقدموا احتجاجا رسميا! بالطبع تم رفضه فلم يكن هناك قانونا ضد إشراك لاعبين من أصول إفريقية، جرادين وديلجادو ولدا في أوروجواي ومواطنين يمتلكان الجنسية. بعدها واصل منتخب أوروجواي مشواره الناجح في البطولة بقيادة جرادين الذي أنهاها هدافا لها بعد أن سجل هدفا ثالثا في الانتصار على البرازيل ليقود بلاده للذهب. بعدها بثلاث سنوات خاض جرادين مع أوروجواي البطولة الثالثة لكوبا أمريكا، الجدل لم يتوقف خاصة وأن اللاعبين ذوي البشرة السمراء منعوا من اللعب مع البرازيل. القضية هذه المرة كانت أكبر بكثير من احتجاج التشيليون لكن جرادين تلقى دعما كبيرا من بلاده وكذلك من الرياضيين البرازيليين ذوي الأصول الإفريقية نفسهم. ثورة إفريقية في أمريكا الجنوبية ما فعلته أوروجواي في كوبا أمريكا بالاستفادة من جميع مواطينها حتى أصحاب الأصول الإفريقية جعل باقي المنتخبات اللاتينية تلجأ للتجربة ذاتها. البرازيل وتشيلي وكولومبيا والبقية فيما بعد وخاصة في حقبة العشرينات بدأت في استخدام اللاعبين أصحاب الأصول الإفريقية. جرادين خلد في أمريكا الجنوبية كأحد الرجال الذين حاربوا ضد العنصرية والتمييز.

مشاركة :