السياسة الخارجية دبلوماسية متفردة وصولاً لأعلى المراتب

  • 12/2/2015
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

تبوأت دولة الإمارات العربية المتحدة على الصعيد الخارجي مكانة مرموقة بين الأمم والدول، لنهج سياستها الخارجية المتوازنة والمتفردة، وصدقيتها في التعامل مع مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والدولية. وتنطلق السياسة الخارجية لدولة الإمارات، من التزامها بالانتماء الخليجي والعربي والإسلامي، وحرصها على تعزيز وتوسيع دائرة علاقاتها مع جميع دول العالم، وهي انعكاس صادق وأمين لسياستها الداخلية، والتي تشمل تاريخها، وحضارتها، وثقافتها، واقتصادها، وطبيعة شعبها، وحكمة قيادتها، ومدى اختيارها لمن يعبرون عن هذه السياسة. فمنذ تأسيسها في عام 1971 نهجت الإمارات سياسة خارجية، سمتها الحكمة والاعتدال والتوازن، ومناصرة الحق والعدالة واعتماد أسلوب الحوار والتفاهم بين الأشقاء والأصدقاء، ورسخت احترام المواثيق الدولية والالتزام بميثاق الأمم المتحدة، واحترام قواعد حسن الجوار وسيادة الدول، بالإضافة إلى وحدة أراضيها، وحل النزاعات بالطرق السلمية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين. وجنحت إلى الالتزام بمواثيق الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية، والوقوف إلى جانب الحق والعدل والإسهام الفعال في دعم الاستقرار والسلم الدوليين. وأثبتت السنوات ال44 الماضية سلامة هذا النهج الذي أرسى قواعده مؤسس دولة الإمارات، وباني نهضتها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، ما جعل الدولة تتبوأ مكانة مرموقة في المجتمع الدولي. وبرزت أجيال جديدة نهلت من مدارس الواقعية، ولاحظت توازنات القوى العالمية، فخطت للدولة اتجاهاتها الحديثة، تنطلق من الفلسفة الحكيمة لقيادتها الرشيدة ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، كنهج يساير ثقافة الانفتاح والتسامح التي تأسست عليها مرتكزات السياسة الخارجية لدولة الإمارات، وكانت تلك الثوابت مرتكزات نهجها الشفاف الذي اعتمد الحوار والمصارحة، والحرص، وإقامة علاقات متينة مع جميع الدول على أساس الاحترام المتبادل. انفتاح على العالم وكثفت وزارة الخارجية خلال العام الحالي تحركها الدبلوماسي النشط تحت قيادة سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية نحو تحقيق مزيد من الانفتاح على العالم، من خلال تبادل الزيارات والاتصالات على أعلى المستويات وانتظام عقد اجتماعات اللجان المشتركة واستضافة العديد من المؤتمرات الإقليمية والدولية واستقبال عدد كبير من الملوك والزعماء رؤساء الدول وكبار المسؤولين من مختلف قارات العالم. وأكد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية في كلمته التي ألقاها خلال أعمال اليوم الثاني من القمة الحكومية 2015 وحملت عنوان نحن الإمارات والتي غطت كافة مناحي التقدم الحضاري الذي تشهده الدولة في مختلف المجالات، أن الهوية الإسلامية والعربية لدولة الإمارات هي مصدر تقدمها وانفتاحها على العالم وشدد سموه على أن دولة الإمارات صغيرة بمساحتها كبيرة بتأثيرها في مسار التطور العالمي، وأنها أرض كانت صحراوية في زمن مضى لتنبت اليوم الكثير من الخيرات وتشمخ بالعمران ومعالم النهضة والحداثة. وأكد سموه بأن سياسة الإمارات للانفتاح على العالم جاءت كنتيجة طبيعية للانفتاح والانسجام الداخلي الذي انعكس بدوره على السياسة الخارجية لدولة الإمارات مشدداً على أن المودة والاحترام والإرادة المشتركة للنجاح وتحقيق الازدهار عززت من اتحاد الإمارات ومكانتها العالمية واستطاعت أن تصبح مركز جذب للجميع. علاقات دبلوماسية متينة وفي موضوع متصل أكد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان أن طبيعة الإنسان الإماراتي المسالمة والمحبة للخير مكنت دولة الإمارات من تكوين صداقات مع مختلف شعوب العالم مشيرا إلى أن العلاقات الدبلوماسية لدولة الإمارات تمتد اليوم إلى أكثر من 187 دولة حول العالم، منوها بأن من يقصد الإمارات للحياة والعمل سوف يثري تجاربه من تفاعله مع الشعب الإماراتي وعلى العكس أيضا فقد أكد سموه بأن شعب الإمارات أيضا سيثري تجاربه من تفاعله معه وسيستفيد من خبراته، ودولة الإمارات ومن خلال علاقاتها الطيبة مع مختلف دول العالم نجحت في بناء منظومة متكاملة لمستقبل مشرق، وشدد سموه على أن سياسة الدولة الخارجية المبنية على الإيجابية وبناء جسور التعاون بين أبناء الإمارات ومختلف شعوب العالم أسهمت في تعزيز قدرة الدولة على استقطاب الأفضل من كافة أنحاء العالم، مشيراً إلى الحضور المميز لعدد كبير من القيادات العالمية في القمة الحكومية. وحول الدور الرائد للبعثات الدبلوماسية للدولة في الخارج قال سموه:لا بد لي هنا أن أنوه بنجاح الإمارات بتكريس علاقات دبلوماسية متينة مبنية على الاحترام المتبادل مع دول العالم فاليوم بلغ عدد بعثاتنا الدبلوماسية 105 بعثات حول العالم والتي لها دور أساسي في تعزيز أواصر التعاون والتنسيق بيننا وبين الأصدقاء والأشقاء وبناء علاقات تجارية واقتصادية وسياسية وثقافية متينة هذه البعثات بكوادرها الوطنية هي التي تتولى تصدير قصة الإمارات إلى العالم. شراكات استراتيجية حققت دبلوماسية دولة الإمارات انفتاحاً واسعاً على العالم الخارجي، أثمر عن إقامة شراكات استراتيجية سياسية واقتصادية، تجارية وثقافية وعلمية، تربوية وصحية، مع العديد من الدول في مختلف قارات العالم، بما عزز مكانتها في المجتمع الدولي. وتجدر الإشارة هنا إلى أن دستور دولة الإمارات أرسى المبادئ والمرتكزات التي تستند إليها السياسة الخارجية للدولة، حيث نص على أن اتحاد دولة الإمارات هو جزء من الوطن العربي الكبير الذي تربطه به روابط الدين واللغة والتاريخ والمصير المشترك. تعزيز الأمن والاستقرار كما أن التجربة التنموية الناجحة لدولة الإمارات على المستوى الداخلي، شكلت دافعاً قوياً لسياستها الخارجية، وأساساً مهماً تستند إليه هذه السياسة والقائمين عليها في تنفيذ أهدافها، زانها رشاد التحرك والتصرف الذي يميز السلوك الخارجي للدولة، والحرص على الانفتاح على كل دول العالم، وتدعيم مبادئ الحوار والتفاهم والصداقة معها. وانخرطت دولة الإمارات منذ استقلالها في العمل الدولي إيماناً منها بإمكانية خلق فضاء دولي خال من الحروب والأزمات، فانضمت إلى الأمم المتحدة وساهمت بشكل ملموس في بلورة مبادئها وتحقيق أهدافها المرتبطة بتحقيق السلم والأمن الدوليين، من خلال المشاركة في هيئاتها واتفاقياتها، ونذكر هنا على سبيل المثال، الاتفاقية الدولية لقمع ومعاقبة جريمة التمييز العنصري، واتفاقية القضاء على التمييز بجميع أشكاله، والمشاركة في قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام، وانضمامها إلى العديد من الاتفاقيات والمعاهدات والمؤتمرات الدولية الحيوية. وقد لعبت الإمارات دوراً مهماً داخل مختلف المنظمات الدولية والإقليمية الأخرى، وعبرت عن دعمها لمعظم قضايا التحرر وحقوق الإنسان في العالم، خاصة في تونس وليبيا ومصر وسوريا، وغيرها من الدول إضافة إلى قضية العرب القضية الفلسطينية. وأمام الانعكاسات السلبية للعولمة على مختلف الواجهات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، وما تلاها من اتساع الفجوة بين مختلف الدول والشعوب، طالبت الإمارات بنهج حوار بناء بين دول الشمال والجنوب بالشكل الذي يخدم المصالح المشتركة لكل الأطراف، سواء الفقيرة منها أو الغنية. مستجدات الأمن الإقليمي أكدت دولة الإمارات أن السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي لن يتحققا في ظل مواصلة بعض الدول لسياسات احتلالها وتعديها على أراضي الغير بالقوة، وانتهاجها أساليب التصعيد والمواجهات العسكرية لحل خلافاتها وأزماتها الإقليمية والدولية الناشئة أو من خلال سعيها نحو امتلاك الأسلحة النووية، وغيرها من أسلحة الدمار الشامل التي من شأنها حتماً أن تؤدي إلى إيجاد خلل واضح وخطير في التوازنات الأمنية والاستراتيجية في المنطقة. وشددت دائماً على موقفها المؤكد بأن تحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين يتطلب تعزيز الحوار والطرق السلمية لحل الخلافات الإقليمية، وأيضا تغليب المصالح العامة التي تعود على الشعوب كافة بالأمن والاستقرار والتنمية، فضلاً عن التوصل إلى اتفاقات استراتيجية تعزز من إيجاد المناطق الخالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل بالعالم. ثقافة التسامح حظيت مكافحة الإرهاب باهتمام كبير لدى حكومة الإمارات العربية المتحدة كونه يخص الأمن الجماعي لدول المنطقة، ويؤثر بشكل مباشر في الأمن والاستقرار على الصعيد الدولي. وعلى ضوء الأهمية الفائقة للموضوع، شرعت الدولة عدداً من القوانين لمكافحة الإرهاب مع السعي إقليمياً، ودوليا إلى توقيع عدد من المعاهدات والاتفاقيات الإقليمية المتخصصة، والتي تعد الأولى ضمن نطاق الإجراءات القانونية التي تبنتها الدولة بصورة منفردة، أو ضمن المنظومة الخليجية، أو ضمن التوجه العالمي بهدف تطوير إطار قانوني متخصص للتعامل مع ظاهرة الإرهاب. ورعت الإمارات حوار الحضارات، ودعت إلى تعزيز ثقافة التسامح الديني، واستضافت مؤتمرات عديدة شارك فيها العديد من رجال الدين من مختلف الأديان، سواء في منطقة الخليج العربي أو في منطقة الشرق الأوسط أو في العالم. وأكدت الدولة أنها بنسيجها الاجتماعي المتماسك وبنيتها الحضارية المتكاملة شهدت عبر تاريخها المشرق تعايشاً إنسانياً فريداً في نموذجه، وهو تعايش قائم على فضائل الصدق والسماحة والاحترام دونما أي تأثير لاختلاف الدين أو المعتقد أو العرق، ما جعل إمارات الخير مقصداً محبباً لبني البشر من سائر الأصقاع استظلالاً بدوحة تسامحها الظليلة وتطلعاً لأمنها المستقر. الجزر الإماراتية الثلاث واصلت دولة الإمارات العربية المتحدة، انطلاقاً من نهج سياستها الخارجية الثابت الذي يقوم على التزام التعايش السلمي وحسن الجوار والاحترام المتبادل وتكريس علاقات التعاون، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واعتماد الوسائل السلمية لتسوية الخلافات وحرصها على إزالة التوتر في المنطقة وتعزيز تدابير بناء الثقة والاحتكام للشرعية الدولية، مساعيها السلمية لاستعادة سيادتها على جزرها الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى التي احتلتها إيران. دبلوماسيات استطاعت دولة الإمارات أن تكون رائدة في مجال تمكين المرأة بالمنطقة حيث فتحت المجال أمام نساء الإمارات لتولي مناصب قيادية في القطاعات الحكومية والخاصة على حد السواء باعتبار أن ثلثي طلاب جامعاتها الحكومية من النساء. وخطت وزارة الخارجية خطوة مميزة في تعيينها ثلاث سفيرات للدولة في الخارج لدى كل من السويد وإسبانيا ومونتنيغرو الجبل الاسود ومندوبة دائمة لدى الأمم المتحدة بالإضافة إلى قنصل عام في ميلانو. وبلغ عدد الدبلوماسيات العاملات في مقر الوزارة 148 موظفة كما بلغ عدد الدبلوماسيات العاملات في البعثات الدبلوماسية للدولة في الخارج 30 موظفة وهو ما يؤكد رؤية القيادة الإماراتية الحكيمة بدعم دور المرأة الإماراتية على اعتبارها جزءاً لا يتجزأ من المجتمع الإماراتي عبر تضافر جهودها جنبا إلى جنب مع الرجل في عملية التنمية الشاملة التي تشهدها البلاد بحيث استطاعت الوصول إلى العديد من المناصب القيادية العليا ومواقع صنع القرار. مواقع تتواجد وزارة الخارجية بشكل فعال عبر مواقع التواصل الاجتماعي على تويتر وانستغرام بنشر العديد من أنشطة الوزارة والبيانات الرسمية وتحذيرات السفر، وأهم نشاطات البعثات التمثيلية في الخارج، وهناك حساب تواجدي على شبكة التواصل الاجتماعي تويتر وانستغرام واليوتيوب TWAJUDI لتكون قناة التواصل الرسمية بين الوزارة ومواطني الدولة المسافرين للخارج في حالات الأزمات والكوارث ويتم من خلالها إرسال تغريدات عن أهم الإرشادات الخاصة بالسفر لمتابعيها والرد على الاستفسارات الخاصة بهم.

مشاركة :