علاج متلازمة الطفل الأوسط يتمّ داخل الأسرة

  • 3/28/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يؤكد الأطباء النفسيون أن علاج متلازمة الطفل الأوسط يتم داخل الأسرة، لأنه بإمكانه تحرير الطفل من أحاسيسه السلبية وذلك بمنحه نفس الاهتمام والثقة التي تمنح لشقيقه الأكبر. وقال الحبيب الوحيشي المختص التونسي في علم النفس، في تصريح لـ”العرب”، إن “إسناد بعض المسؤوليات والمهام إلى الطفل الأوسط يكسبه الثقة في نفسه ويجعله إنسانا سويا، كما يشعره بأن الآخرين يثقون فيه، ويتوازى هذا الأمر مع عدم المبالغة في تدليل الشقيق الأصغر، لأنه ربما يتسبب في توليد أحاسيس الغيرة داخله”. ونصح الوحيشي الوالدين بالعدل في التعامل مع الأبناء وعدم إيلاء عناية أكثر من المطلوب لأحدهما حتى لا تتولّد مشاعر الغيرة بين الإخوة. كما أوصى خبراءُ علم النفس بوجوب الحصول على استشارة معالج نفسي في الحالات التي تتحول فيها مشاعر الطفل المصاب إلى سلوك عدواني تجاه والديه وأشقائه. في الحالات التي تتحول فيها مشاعر الطفل المصاب إلى سلوكات عدوانية، وجب استشارة معالج نفسي ويُعرّف الأطباء متلازمة الطفل الأوسط بأنها اضطراب يصيب الكثير من الصغار خلال مرحلة الطفولة، ويتسبب في الكثير من الأوضاع المُشوهة أو غير الطبيعية داخل الأسرة. ونصح الدكتور السعودي عبدالحفيظ يحيى خوجة بمنح الطفل الأوسط المزيد من الأشياء الجديدة، وعدم محاولة إعطائه ما هو مستعمل من قبل الآخرين كالملابس وألعاب أخيه الأكبر أو أي من الأدوات المنزلية الأخرى. ولا يوجد شيء خاطئ في أسلوب نقل الأدوات من أحد الإخوة إلى الآخر طالما أنها لا تزال صالحة للاستعمال، لكن هذا الأسلوب يختلف هنا، فقد يواجه بردة فعل معاكسة من قبل الطفل الأوسط ، حيث يعتبر ذلك تقليلا من قدره. وقال خوجة “يجب على الوالدين التفكير ملياً عند شراء ملابس وألعاب للمولود الجديد في شراء ما يماثلها للابن الأوسط حفاظا على شعوره بأنه شخص مهم في الأسرة كما كان سابقا. كما يستحسن إشراكه في الرأي والاختيار أثناء عملية الشراء. إضافة إلى ذلك، لا بد من أخذ رأيه قبل تمرير أي شيء من خصوصياته إلى أخيه الأصغر، حتى وإن كانت مهملة منه سابقا ولم يعد يوليها اهتماما”. ودعا خوجة إلى الحرص على قضاء وقت كاف مع الابن الأوسط، ومن المستحسن أن يكون أطول مما اعتاد الوالدان قضاءه معه سابقا. وقال “من البديهي أن يحظى المولود الجديد دائما بالاهتمام الأكبر من الوالدين ويكون مركز اهتمام الأسرة لاحتياجه إليها في كل أموره من رعاية ونظافة وإطعام وأيضا التدليل، خاصة أن الابن البكر أو الأكبر سنا يكون عادة مستقلا وغير معتمد على الآخرين في قضاء حاجاته بل يفرح ويفاخر باعتماده على نفسه”. ومن الخطأ الفادح محاولة إعطاء الطفل الأوسط بعض الاستقلال وعدم الاعتماد على الوالدين حتى وإن كان مؤهلا لذلك، والسبب أن التوقيت غير مناسب، فلقد أصبح أكثر طلبا للاحتضان الدافئ وإظهار علامات المحبة له. ومن الضروري قضاء وقت كاف وممتع مع أفراد الأسرة بأكملها، وخاصة وقت تناول طعام العشاء مثلا، على ألا يعتبر ذلك بديلا للوقت الذي يجب قضاؤه مع كل طفل على حدة، وخاصة الابن الأوسط.

مشاركة :