قطعت إمارة دبي خطوة أخرى نحو تطبيق التكنولوجيا في عدد من قطاعاتها بالاستفادة من تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد ضمن استراتيجية تتبناها الحكومة منذ العام 2016 وتعزيز مكانة الإمارات كمركز رائد على مستوى المنطقة والعالم في هذا المجال بنهاية هذا العقد. وفي أحدث مسار في هذا الاتجاه ابتكرت هيئة الطرق والمواصلات في دبي طرقا تقنية جديدة من خلال الطباعة ثلاثية الأبعاد لتصنيع البعض من قطع الغيار في الأنظمة الكهروميكانيكية وبعض قطع ومواد التكسية المستخدمة في صيانة الطرقات والمنشآت التابعة للهيئة. ونسبت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية إلى ميثاء بن عدي المدير التنفيذي لمؤسسة المرور والطرق قولها إن “مواكبة التقنيات والبرامج العصرية الحديثة في الخطط والبرامج التشغيلية للهيئة مهمة للمساهمة في تحقيق مستهدفات حكومة دبي في مجال الطباعة ثلاثية الأبعاد لإنتاج قطع الغيار”. ميثاء بن عدي: مواكبة التقنيات الحديثة مهمة في البرامج التشغيلية وعملت الهيئة خلال الأشهر الماضية على المبادرة وأجرت بموجبها بعض الدراسات والتجارب حول توفير بعض قطع الغيار للأنظمة المستخدمة في صيانة الطرقات بالتعاون مع شركات متخصصة في الطباعة ثلاثية الأبعاد. ونجحت المبادرة في توفير بعض قطع الغيار مثل مراوح الدفع وأجهزة التحكم بالإضافة إلى قطع التكسية الخاصة بجدران الأنفاق في منشآت الطرقات في دبي. وذكرت بن عدي أن المبادرة اعتمدت على اختيار بعض قطع الغيار التي سيتم تصنيعها بالطباعة ثلاثية الأبعاد، بالاستناد إلى بعض المعايير مثل عدم توفر قطع الغيار في الأسواق المحلية وملاءمتها لعناصر السلامة العامة. وأكدت أن النتائج أثبتت خلال المراحل الأولى أن تطبيق التقنية أدى إلى وفرة في الكلفة التشغيلية لشراء قطع الغيار بنسبة تصل إلى 50 في المئة. وإلى جانب ذلك تمت إضافة تحسينات على قطع الغيار مقارنة بالقطع من المصنع بناء على تحليل البيانات التاريخية للأعطال، الأمر الذي أدى إلى تقليل نسبتها إلى أدنى مستوى. كما ساهمت تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في تقليل كلفة النقل والوقت اللذين كانت تحتاجهما قطع الغيار للوصول من البلد المصنع إلى دبي. واستعانت مؤسسة المرور والطرق في المراحل الأولى من المبادرة بثلاث شركات في مجال تصنيع الطباعة ثلاثية الأبعاد لوضع خطط ودراسات مستقبلية لتطوير عمليات تصنيع قطع الغيار والتأكد من كفاءتها وعملها على الوجه المطلوب قبل إدخالها للخدمة في أنظمة صيانة الطرقات ومنشآتها في دبي. الإمارات تعتزم جعل 25 في المئة من أبنية دبي مطبوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد بحلول عام 2030 وتعد بلدية دبي من أهم الجهات الحكومية المعنية بتنفيذ استراتيجية دبي للطباعة ثلاثية الأبعاد، وذلك لجعل 25 في المئة من أبنية دبي مطبوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد بحلول عام 2030. ويتم ذلك الأمر من خلال دراسة استخدام التقنيات المتوافرة في الوقت الحالي محليا، وكيفية استقطاب الشركات العالمية الرائدة في هذا المجال، فضلا عن تحليل الآلية المثلى لإنجاح عملية التحول من طرق البناء التقليدي إلى البناء باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد. ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة مع تطور التكنولوجيا عالميا ونضوجها وكذلك نمو طلب الأسواق التي ستدرك أهمية هذه التكنولوجيا في إعادة ابتكار قطاع التشييد والبناء من خلال خفض التكلفة وتقليل المدة المستغرقة في تنفيذ المشروعات وتقليل عدد العمالة. وبالإضافة إلى ذلك تقليل نسبة المخلفات الناتجة من البناء والمضرة بالبيئة، كما سيتم التركيز على قطاعات حيوية أخرى مثل الطب والمواد الاستهلاكية، حيث ستتيح لها هذه التكنولوجيا حرية التصميم والتنفيذ للبضائع والمنتجات بأسعار تنافسية.
مشاركة :