أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، عضو مجلس الوزراء وزير التسامح والتعايش، أن الأهمية القصوى لهذا المؤتمر الدولي الذي يتناول «دور البرلمانات والمنظمات العالمية في تعزيز قيم التسامح والتعايش» تكمن في الاهتمام الذي يوليه لتعزيز قيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية على مستوى القوانين والتشريعات، كما يكمن في قدرة الجميع على تطوير فهم مشترك لمختلف التحديات والفرص، يكمن كذلك في القدرة على ابتكار مناهج بناءة لاستخدام القانون كأداة لتعزيز التسامح والتعايش السلمي. جاء ذلك خلال إطلاق معاليه لجلسات المؤتمر الدولي «دور البرلمانات والمنظمات العالمية في تعزيز قيم التسامح والتعايش» الذي نظمته كل من وزارة التسامح والتعايش والمجلس الوطني الاتحادي، والمجلس العالمي للتسامح والسلام، بإكسبو 2020 دبي والذي ركز على دور المجالس والهيئات والبرلمانات العالمية في الإسهام في نشر وتعزيز قيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية، وركز على عدة محاور يمكنها أن تسهم في إثراء مسيرة الجهود الدولية في الوصول إلى بناء تحالف عالمي قوي فعال، لنشر وتعزيز قيم التسامح والأخوة الإنسانية والاحتفاء بالتعددية، وصولاً إلى عالم أكثر أمناً واستقراراً وازدهاراً. حضور وحضر المؤتمر معالي صقر غباش، رئيس المجلس الوطني الاتحادي، ومعالي أحمد بن محمد الجروان، رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام، ومجالس حقوق الإنسان، وعفراء الصابري المدير العام بوزارة التسامح والتعايش، وممثلون عن الاتحاد البرلماني الدولي IPU، والبرلمان الأوروبي، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وتحالف حضارات الأمم المتحدة UNAOC، وجامعة الدول العربية، البرلمان العربي، مجلس حقوق الإنسان في الإمارات، ومركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وممثلون عن جهات برلمانية من مختلف دول العالم، إضافة إلى أعضاء هيئة التدريس بالمعاهد والجامعات في الدولة والعالم. فيما تحدث في الجلسة المفتوحة للمؤتمر، والتي حملت عنوان «تحديات المجتمع المتسامح» إسبيرانكا بياس، رئيسة الجمعية الوطنية بموزمبيق، وهيري راغاوناريمامبيانينا رئيس جمهورية مدغشقر السابق، وكوليندا غرابار، رئيسة جمهورية كرواتيا السابقة، والوزير المفوض محمد خير مدير إدارة المنظمات والاتحادات العربية، بجامعة الدول العربية، ورهام سلامة المدير التنفيذي لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف. تسامح وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، عضو مجلس الوزراء وزير التسامح والتعايش «أقف أمامكم اليوم، بصفتي وزيراً للتسامح والتعايش في دولة الإمارات، وهي واحدة من أكثر دول العالم تنوعاً عرقياً ودينياً وثقافياً، وهي في الوقت نفسه واحدة من أكثر دول العالم تعايشاً وانسجاماً وازدهاراً على وجه الأرض، لقد آمنت دولة الإمارات بالتسامح، وذلك منذ اليوم الأول لتأسيسها على يد المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. كان الشيخ زايد يؤمن إيماناً يقينياً بأن احترام الآخرين والقدرة على التعايش معهم والاستماع إليهم، سيوفر الأساس السليم لدولة مدنية وسلمية مزدهرة، وكان على يقين بأننا يجب أن نتوصل إلى فهم واحترام مختلف الثقافات والجنسيات والأعراق والأديان والمعتقدات، وعلمنا أيضاً أن التسامح يتعلق بإظهار اهتمام حقيقي برفاهية جميع البشر، وجسد ذلك في كافة أقواله وأفعاله، وآمن، رحمه الله، أن ثمرة التسامح تزدهر في مجتمع ينعم بالنظام واحترام القوانين، لذلك لا بد أن تكفل القوانين والتشريعات المتطلبات اللازمة لازدهار التسامح والتعايش. وحرصت دولة الإمارات على توفير كافة الاحتياجات القانونية والتشريعية لمجتمع متعدد الثقافات، وهذا هو حجر الزاوية لازدهار البلاد التي تحمي الحقوق والحريات الفردية، حيث يكفلها القانون على النحو المنصوص عليه في الدستور». وثيقة أبو ظبي وقال معاليه: «انعقاد اللقاء التاريخي في دولة الإمارات عام 2019 بين قداسة البابا وفضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أصبح واقعاً، بدعم ورعاية القيادة الحكيمة والجهود الدؤوبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث وقع كلاهما على وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية، هذا الإعلان أتاح للعالم التعرف على موقف الإمارات الداعم بقوة للتعددية الثقافية والعيش المشترك لترسيخ الكرامة الإنسان والسلام والازدهار للجميع ». وأضاف معاليه: «كما أن استحضار هذه الروح الإيجابية التي تؤكد على أهمية التسامح والأخوة الإنسانية في نجاح مجتمعنا العالمي مهم للغاية، فإننا بحاجة إلى أن ننتبه دائماً إلى تهديدين جديين لعالمنا في القرن 21، وهما تزييف الحقائق والكراهية، لقد سهّل العالم الرقمي نشر الأكاذيب والتشجيع على الكراهية أكثر من أي وقت مضى، قد تبدأ الكراهية بالتنمر المهين وتنتهي بالعنف الدموي، والكراهية يمكن أن تدمر المجتمع، وهنا ألاحظ أن شركات التكنولوجيا الفائقة لا تزال تتقدم بفارق كبير عن المشرعين، ونعلم جيداً قدرتها على ابتكار استراتيجيات هدفها تحقيق الأرباح، وهي هنا لا تركز كثيراً على ما هو مقبول بموجب مبادئ القانون، حيث تسهل تلك الاستراتيجيات في أحيان كثيرة انتشار الكذب والكراهية، وهذا أمر يحتاج إلى التغيير من أجل غد أكثر أمناً وتسامحاً، وإن حضوركم هذا المؤتمر، يجسد التزامكم باستكشاف طرق تحسين القوانين والمبادرات المتعلقة بتعزيز التسامح والأخوة الإنسانية ». واختتم معاليه موجهاً حديثه للحضور قائلاً: «إن لدي آمالاً كبيرة في عالم يكون فيه التسامح والرحمة والأخوة قادرة على توجيه السلوك البشري،». منارة عالمية ومن جانبه تناول معالي أحمد الجروان، رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام، في كلمته ما يمتلكه النموذج الإماراتي من ثراء وتطور في تعزيز نظم وتشريعات وقوانين التعايش والأخوة الإنسانية محلياً وعالمياً، مؤكداً أن القيادة الرشيدة والمشرعين الإماراتيين حريصون كل الحرص على حماية حقوق الإنسان، وتعزيز قيم التعايش والأخوة، معبراً عن اعتزازه بالمشاركة في المؤتمر، وثقته بما سيحقق من نجاح في تحقيق أهدافه في دعم مساعي السلام والتعايش حول العالم. وقال معاليه: «إن دولة الإمارات تأسست على يد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد على مبادئ الأخوة والسلام والتسامح والتعايش، الأمر الذي استمر صفة ملازمة لهذه الدولة منذ إنشائها وحتى باتت تتصدر أعلى مراكز التطور والتقدم في مختلف المجالات والتصنيفات الدولية، وأصبحت بفضل قيادتها الرشيدة منارة عالمية لجهود نشر قيم التسامح والتعايش والسلام». مخاطر ونبه الجروان إلى أن ما يواجه العالم مؤخراً من مخاطر، ونزاعات وتطرف وتعصب وإرهاب وعنف، بما يهدد مجتمعات العالم أجمع، وينشر الحقد الكراهية يزيد من أهمية هذا المؤتمر من أجل توجيه رسالة من أرض التسامح إلى العالم أجمع، مفادها: أننا نحب السلام وندعو للتسامح والتعايش السلمي بين الشعوب، خاصة ونحن نطلقها من هذا المكان - من إكسبو 2020 دبي - حيث يلتقي العالم أجمع في محبة ووئام، ليشارك عصارة إنجازاته وخبراته. وأوضح معاليه أن المجلس العالمي للتسامح يعمل على بناء وتعزيز الشراكات الدولية في مجالات التسامح والسلام في شتى المجالات، ولعل أهمها، هو المجال التشريعي والبرلماني، وهو ما يجسده دور البرلمان الدولي للتسامح والسلام الذي يضم برلمانيين ممثلين لما يقارب الثمانين دولة من حول العالم، ويختص حصراً، بمناقشة آليات رفع قيم التسامح والسلام حول العالم. تحديات فيما تناولت الجلسة الثانية تحديات المجتمع المتسامح، وتركز الحوار حول أهمية التسامح والاحترام المتبادل والحوار الموضوعي في مواجهة مختلف التحديات والوصول إلى أفضل النتائج، كما تطرق الحوار إلى وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية كوثيقة عالمية مهمة يمكن الاسترشاد بها، في سياق الأُطر القانونية والتشريعات على المستوى الدولي والمحلي بكل دولة حسبما تراه مناسباً لحماية وتعزيز هذه القيم الإنسانية السامية، كما تناولت الجلسة أساليب تعزيز ثقافة التسامح والتعايش عن طريق القوة الناعمة للتحالفات والبرلمانات العالمية. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :