أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الأولوية دائما يجب أن تكون لحل سياسي ينهي الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وشدد عباس خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، على ضرورة حل جميع قضايا الوضع الدائم بما فيها قضية اللاجئين وإطلاق سراح جميع الأسرى وذلك تحت رعاية الرباعية الدولية ووفق قرارات الشرعية الدولية. ودعا عباس الإدارة الأميركية إلى تطبيق التزامها بحل الدولتين ووقف الاستيطان وعنف المستوطنين، والحفاظ على الوضع التاريخي في المسجد الأقصى، ومنع الأعمال الإسرائيلية أحادية الجانب. كما طالب الرئيس الفلسطيني، واشنطن بإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، وإلغاء القوانين الأميركية التي تعتبر منظمة التحرير الفلسطينية إرهابية وتشجع التحريض. وأشار إلى أن الأحداث الحالية في أوروبا أظهرت "ازدواجية المعايير بشكل صارخ، رغم جرائم الاحتلال الإسرائيلي التي وصلت إلى حد التطهير العرقي والتمييز العنصري، إضافة إلى الاعتداء على المقدسات، وعدم احترام القانون الدولي". وتابع عباس، لا نجد من يحاسب إسرائيل التي تتصرف كدولة فوق القانون، محذرا من أن استمرار إجراءاتها أحادية الجانب، ستؤدي في وقت قريب إلى تنفيذ قرارات المجلس المركزي الفلسطيني (إنهاء الالتزامات بكافة الاتفاقيات معها). واعتبر أن ما يحدث في فلسطين "لا يمكن السكوت عليه والقانون الدولي لا يمكن أن يتجزأ، متسائلا "هل يمكن أن تستمر هيمنة سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وامتهان كرامته، وانتهاك حقوقه الشرعية، دون اتخاذ تدابير وطرق تؤدي إلى نهاية هذا الاحتلال؟". وشدد الرئيس الفلسطيني على التزام دولة فلسطين بالقانون الدولي والاتفاقيات الموقعة، وبنهج المقاومة الشعبية السلمية، والعمل مع دول العالم ومع الولايات المتحدة على مكافحة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط والعالم. بدوره أكد بلينكن التزام بلاده بإعادة بناء علاقاتها مع السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن العمل تركز خلال الفترة الأخيرة على إيجاد سبل ملموسة لتحسين جودة ونوعية الحياة للفلسطينيين. وقال بلينكن بحسب ما نشرت الوكالة إن "الدعم المقدم ليس فقط اقتصاديا، بل نحن نركز على الحقوق المدنية للفلسطينيين وحقوق الإنسان، وأيضا دعم المجتمع المدني، لافتا إلى اجتماعه اليوم في مدينة القدس مع قادة المجتمع المدني كونهم جزءا أساسيا من النسيج الاجتماعي الفلسطيني". وجدد الوزير الأميركي التأكيد على الالتزام المستمر والدائم بمبدأ حل الدولتين، مشددا على أن الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي يستحقان أن يعيشا بنفس القدر من الحرية والفرص والكرامة والعيش الجيد، ونحن نؤمن أن أفضل طريق لترجمة ذلك هو وجود الدولتين. وأشار، إلى أن الطرفين (الفلسطيني والإسرائيلي) مختلفان بصورة كبيرة في مواقفهما حاليا حول ذلك، لافتا إلى أن بلاده ستواصل العمل "خطوة بخطوة لتقريب وجهات النظر بين الجانبين، والعمل على الحيلولة دون اتخاذ أي طرف أي إجراء يؤدي إلى رفع مستوى التوتر، وهذا يشمل توسيع الاستيطان، وطرد الناس من منازلها، وهدم المنازل. وأكد وزير الخارجية الأميركي ضرورة أن يمر شهر رمضان وعيد الفصح المسيحي وعيد الفصح اليهودي الشهر المقبل، بسلام ودون أية أعمال عنف.
مشاركة :