نواب ينسحبون من كتلة النهضة البرلمانية: استقالات فعلية أم مناورة تونس - تثير الاستقالات التي تعصف بكتلة حركة النهضة الإسلامية في تونس في البرلمان المجمد (54 نائبا) تساؤلات عما إذا كانت نابعة من مراجعة حقيقية أم أنها مجرد مناورة سياسية، بعد فقدان الحركة لنفوذها إثر الإجراءات التي اتخذها الرئيس قيس سعيّد في الخامس والعشرين من يوليو الماضي. وبحث مكتب البرلمان المجمدة أعماله واختصاصاته الذي قرر الاجتماع في خطوة مثيرة للجدل، استقالة 8 نواب من كتلة حركة النهضة وهم بحسب ما ذكرت وسائل إعلام محلية: سمير ديلو، جميلة دبش كسيكسي، رباب اللطيف، توفيق الزائري، نسيبة بن علي، التومي الحمروني ومعز بلحاج رحومة. لكن من بين هذه الأسماء من لا يزال يدافع عن أطروحات حركة النهضة، رغم الانتقادات التي وجهها إليها سابقا، على غرار سمير ديلو الذي برز كأحد أهم المدافعين عن وزير العدل السابق نورالدين البحيري عندما وُضع قيد الإقامة الجبرية. ويرى مراقبون أن إعلان نواب من النهضة أو قيادات بارزة عن القيام بمراجعات والتخلي عن فكر الإسلاميين يبقى مجرد إعلانات، لكن هؤلاء يبقون تحت عباءة الحركة الإسلامية التي تخوض حاليا صراعا مع الرئيس سعيّد، تحاول فيه توظيف كل أوراقها بما في ذلك الاستنجاد بدعم الخارج، في محاولة لاستعادة موقعها في المشهد السياسي. وشهدت حركة النهضة في الأشهر الماضية خلافات واسعة النطاق حول تنظيم المؤتمر الحادي عشر، الذي نجح الغنوشي في تأجيله في أكثر من مناسبة، لمنع إزاحته من رئاسة الحركة. والخلافات داخل النهضة نشبت حول ترشح الغنوشي لرئاسة الحركة مجددا، وهو ما يمنعه الفصل الـ31 من النظام الداخلي للحركة، ما أرغم الغنوشي على القيام بمناورات عدة أفضت إلى عدم تنظيم المؤتمر الحادي عشر للحزب هذا العام. وفي سبتمبر الماضي، أي بعد شهرين على تفعيل الرئيس سعيّد للفصل الـ80 واتخاذ قرارات استثنائية، قدم 113 عضوا في الحركة، بينهم قيادات مركزية وجهوية وأعضاء بمجلس الشورى وأعضاء بالبرلمان المجمدة عضويته، استقالاتهم احتجاجا على ما وصفوه بـ”الإخفاق في معركة الإصلاح الداخلي للحزب”، حسبما جاء في بيان. وأضاف البيان أن القرار يعود إلى “الخيارات السياسية الخاطئة لقيادتهم”، ما أدى حسبهم إلى “عزلة الحركة وعدم نجاحها في مقاومة الخطر الاستبدادي الداهم”. ويكتنف الغموض مستقبل حركة النهضة الإسلامية التي تصادمت قبل ثورة السابع عشر من ديسمبر 2010، مع الزعيم الحبيب بورقيبة الذي قاد تونس بعد الاستقلال عام 1956 والرئيس الراحل زين العابدين بن علي.
مشاركة :