تونس: «النهضة» كتلة برلمانية أولى بعد استقالة 28 نائباً من «النداء»

  • 1/12/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

تونس رويترز وجد حزب حركة النهضة الإسلامية نفسه الكتلةَ الأولى في البرلمان التونسي بعدما تنازل مزيدٌ من النواب عن عضويتهم في حزب «نداء تونس» احتجاجاً على ما اعتبروه سعياً لتوريث حزبهم إلى نجل رئيس الجمهورية. وأعلن 11 نائباً من «نداء تونس»، أمس الإثنين، الاستقالة من الحزب والخروج من كتلته البرلمانية بعد موجة استقالات نهاية الأسبوع الماضي شمِلَت 17 نائباً. وبهذه الاستقالات الجديدة من الحزب العلماني المتأسِّس بعد ثورة 2011؛ أصبح حزب حركة النهضة الذي يمتلك 69 مقعداً برلمانياً في الصدارة متقدماً على كتلة النداء، التي تراجع عدد نوابها إلى 58 في مجلس يضم 217 مقعداً. ولن تشكِّل استقالة النواب تهديداً لاستقرار الحكومة على الأرجح، لكنها تأتي في وقت حساس تكافح فيه البلاد لاحتواء الخطر المتزايد للجماعات المتطرفة وانعاش الاقتصاد العليل. وتضم الحكومة برئاسة الحبيب الصيد وزيراً واحداً من «النهضويين». ويتهم النواب المستقيلون نجل الرئيس، حافظ الباجي قائد السبسي، ومجموعته بالسعي إلى السيطرة على الحزب وفرض مسارٍ غير ديمقراطي. وتوقعت صابرين القوبنطيني، وهي نائبة مستقيلة من النداء، ارتفاع عدد المُقدمِين على الخطوة نفسها بعدما وصل العدد إلى 28 نائباً حتى الآن. وعدَّت النائبة الاستقالات «احتجاجاً على تغيير مسار الحزب في اتجاه الاقصاء والسيطرة عليه وتوريث ابن الرئيس، وهو ما حصل بالفعل عقب مؤتمر الحزب الأحد». ويواجه الرئيس، الباجي قائد السبسي، أصواتاً تتهمه بتوريث نجله قيادة النداء لإعداده لمنصب سياسي أهم. لكن رئاسة الجمهورية تنفي أي تدخل في الخلافات بين الفريقين المتصارعين، وتستنكر الزجَّ بها في الخلافات الداخلية للحزب الذي أسَّسه الرئيس في عام 2012. وأمس الأول؛ انتُخِبَ حافظ السبسي أميناً عاماً للنداء وممثلاً قانونياً له ضمن قيادة جماعية للحزب في ختام مؤتمر عُقِدَ في سوسة، ما عزز مخاوف منتقديه الذين قالوا إنها خطوة تكرِّس هيمنته فعلياً. وتأتي الاستقالات لتعمق الانقسام في الحزب بعد أيام من إعلان أمينه العام، محسن مرزوق، الانشقاق استعداداً لتأسيس حزب جديد. وحشد مرزوق الأحد أعداداً كبيرة من أنصاره في مؤتمر عُقِدَ في قصر المؤتمرات في العاصمة التونسية، وتعهد بإطلاق حزب ديمقراطي ومنافسة بقية الأحزاب في الانتخابات المحلية المقبلة، التي يُرجَّح إجراؤها العام المقبل. و‬‬ينتقد معسكر مرزوق ما يسميه «رغبة البعض في الهيمنة على النداء بالقوة» في إشارة إلى حافظ السبسي. ‬‬‬‬‬‬بينما يدفع الفريق الآخر الاتهامات عنه، وينسِب إلى فريق الأمين العام المستقيل محاولة الهيمنة وإقصاء قيادات بارزة. واستفاد «نداء تونس» من استقطاب فئات مجتمعية واسعة ومعارضي تيار الإسلام السياسي ليفوز على خصمه النهضة في انتخابات أواخر 2014، لكن استمراره في الصدارة لم يصمد طويلاً. وقاد النداء احتجاجات شعبية في صيف 2013 انتهت باستقالة ثاني حكومة تقودها النهضة مع حزبين آخرين وتشكيل أخرى جديدة وغير حزبية قادت البلاد إلى الانتخابات. وحَظِيَ الانتقال السلس للسلطة في تونس وصياغة دستور جديدة بإشادة غربية واسعة نالت بفضلها أربع منظمات من المجتمع المدني التونسي جائزة نوبل للسلام الشهر الماضي.

مشاركة :