صناعة الإسمنت ماذا ينقصها؟

  • 12/2/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تلقيت وبكل سرور دعوة كريمة من الاخ جهاد بن عبدالعزيز الرشيد مدير عام شركة اسمنت اليمامة لحضور حفل توقيع عقد مشروع انشاء مصنع اسمنت اليمامة الجديد مع الشركة الالمانية، كان حفلاً رائعاً رعاه أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز ذاكراً في خطابه في الحفل أن خادم الحرمين يولي اهتماما كبيراً ومتميزاً بتطوير الصناعة الوطنية، إنني أشهد بالله أن خادم الحرمين الملك سلمان كان ولا يزال راعياً للصناعة ومهتما بها طوال السنين الماضية وحتى الآن. لقد احضرني، خلال الحفل، قصة مصنع اسمنت اليمامة والتي أنا أشبّهها شخصياً بقصة الصناعة في المملكة، فقد مرت الرياض لبعدها عن الموانئ بأزمات اسمنت خانقة كان فيها الاسمنت يستورد عن طريق ميناء الملك عبدالعزيز في الدمام والذي ينقل فيما بعد عن طريق سكة الحديد أو عن طريق ميناء ينبع حتى ينقل بعدها بالشاحنات بطريق معبد جزئياً ماراً بالمدينة المنورة ثم بالقصيم وصولاً إلى الرياض. في ذلك الوقت أو ذلك العصر أو حتى القرن، عند افتتاح اسمنت الظهران السعودية واسمنت اليمامة في الرياض كان استهلاك الاسمنت قليلا، وذلك لتكلفته العالية حيث كان يستورد خاصة إما من اليابان وهي دولة تستورد الطاقة والمواد الخام غير المتوفرة فيها أو من أوروبا الشرقية كرومانيا مثلاً والتي لا يوجد فيها موانئ للتصدير فتنقل أولاً عن طريق قوارب أو بواخر نهرية وصولاً إلى الموانئ ويعاد تحميلها لتنقل عن طريق البواخر الأكبر حجماً، وحتى بعد ذلك كان هناك تحد منتظر ألا وهو صعوبة وجود الموانئ ذات الغاطس العميق في المملكة والذي أدى في أحيان كثيرة إلى انتظار البواخر في الميناء لمد البحر لتستطيع الرسو بشكل سليم على الرصيف. أذكر هنا صاحب السمو الأمير سلطان بن محمد الذي انضم إلى اسمنت اليمامة منذ بداية شبابه، في تلك الفترة، كان محمد بن عبدالله الجميح "رحمه الله" أحد أعضاء مجلس الإدارة في الشركة وهو رجل أعمال متمرس وله علاقات كثيرة وتجارب عديدة فتعلم منه صاحب السمو الشيء الكثير واستمر عضو مجلس إدارة في الشركة ثم عين عضواً منتدباً منذ ذلك الوقت، وأنا شخصياً قد اجتمعت معه في عدة اجتماعات عمل لمناقشة أوضاع السوق في وقت تكدس المخزون فكان نعم المستمع لآراء الباقين، حازماً ومتعقلا وسيع البال، مدركاً بشكل كبير لتحديات هذه الصناعة وكان قادراً على اتخاذ القرارات الصحيحة والتي اعتبرتها شخصياً شجاعة جداً وجريئة ولكن ذلك لا يخفى على شخصه الكريم حيث كان يمتلكها بالفطرة. كان انتاج اسمنت اليمامة في عام 1966 بطاقة وقدرها 100 الف طن سنوياً، أما الآن فقد وصل انتاجها بعونه تعالى وبإدارتها الناجحة إلى طاقة انتاجية تتخطى الخمسة ملايين طن سنوياً وهذا بحد ذاته في مجال الصناعة يعد رقماً قياسياً جميع الصناعيين يشهدون به. إن نجاح اسمنت اليمامة بقياداتنا الوطنية عبر كل تلك السنين يتمثل بالصناعة في المملكة عموماً وفي مدينة الرياض خصوصاً "والتي تقع وسط الصحراء" والتي مرت بصعوبات جمة وتحديات جبارة ولكن رغم ذلك وبتوجيهات القيادة الحكيمة فقد وصلنا إلى مراحل تعد فيها شركاتنا الوطنية الصناعية من النخبة الأولى في المنطقة. وانطلاقاً من أهمية قطاع الاسمنت، فلابد لنا من الوقوف وجهاً لوجه أمام التحديات التي تواجهها اسمنت اليمامة ومصانع الاسمنت والمصانع عموماً من تحديات والعمل على معالجتها بأقصى سرعة ممكنة وهذا لا بد أن يحدث بتكاتف جميع أصحاب العلاقة في الصناعة، ابتداء من رجال الأعمال والصناعيين وانتهاء بجميع مؤسسات الدولة المسؤولة عن الصناعة. وهنا أتمنى من وزير البترول والثروة المعدنية وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن تركي بن عبدالعزيز مستشار وزارة البترول والثروة المعدنية أن يساندا هذا المصنع وجميع المصانع في توفير الطاقة، وأتمنى أيضاً من وزير التجارة والصناعة إيجاد طريقة لعقود إيجار طويلة الأمد للمصانع في المملكة تضفي الطمأنينة والاستقرار على المستثمرين الصناعيين، حيث إننا جميعاً لا نريد أن تتأثر الصناعة في المملكة ككل. وختاماً أوجه الشكر لخادم الحرمين على جهوده وسعيه المتواصل لضمان استدامة نمو الصناعة في المملكة والشكر موصول لولي العهد وولي ولي العهد وجميع الوزارات والجهات الحكومية في مملكتنا والذين يدأبون على حماية صناعتنا الوطنية.

مشاركة :