الثقافة عنوان أساسي في الإمارات، وهذا العنوان يتجلى منذ تأسيس دولة الاتحاد في الثاني من ديسمبر عام 1971م، من خلال ألوان ومحاور ومفاصل عديدة، تشمل مختلف مجالات الإبداع، وفي كل إمارة من إمارات الدولة السبع هناك خصوصية ما وتميز ما، في ظل تناغم وتكامل وانسجام يشكل بمجمله المشهد الثقافي العام في دولة الإمارات، ولا مبالغة في القول إن الثقافة لم تغب يوماً عن المشهد الإماراتي، بل كانت حاضرة قبل ميلاد دولة الإمارات، وكانت إمارة الشارقة مثلاً ترتبط بعلاقات ثقافية مع المملكة العربية السعودية، قبل تأسيس دولة الإمارات، وفي الشارقة كان هناك ملحقية ثقافية للسعودية، وفوق كل هذا كانت الإمارات مليئة بالأنشطة والفعاليات الثقافية المحلية هنا وهناك، وكان هناك مثقفون كثر، يقومون بدورهم ومهامتهم التنويرية والتثقيفية بشكل جيد، وما إن قامت دولة الاتحاد حتى أخذ حكام الإمارات على عاتقهم مهمة التأسيس الثقافي الفاعل والنشط على مستوى الإمارات، وعلى مستوى كل إمارة، وبدأت الأنشطة والبرامج والفعاليات الثقافية في الظهور بشكل تدريجي منظم وقوي، ومنذ نحو 44 سنة يكاد لا يمر يوم على الإمارات من دون نشاط أو برنامج أو فعالية ثقافية كبيرة، وذات طابع عالمي وعربي. أصبحت الإمارات محطة أساسية في المشهد الثقافي العربي والعالمي، فغالبية المثقفين العرب كانوا هنا في مناسبة ما، بل نكاد الجزم بأن الإمارات جذبت كل المثقفين العرب، ولا يوجد مثقف في مختلف مجالات الأدب والإبداع إلا وكانت الإمارات محطة مهمة وحاضرة في حياته، فالفنانون هنا دوماً، والممثلون في عالم المسرح والسينما والتلفزيون هنا، والمخرجون والكتّاب والراوئيون والقاصون والرسامون والمفكرون، وكل المشتغلين في الكتابة، لهم في الإمارات ذكريات وصولات وجولات ثقافية متنوعة وحضور مهم، تأثّر وأثّر. وفي كل إمارة هناك نشاط ثقافي مميز، لكنه يكون أكثر قوة ووضوحاً وتأثيراً وجذباً، وذا أبعاد عربية وعالمية، في كل من إمارة أبو ظبي، وإمارة دبي، وإمارة الشارقة، ففي أبو ظبي هناك هيئة الثقافة والسياحة التي تشرف وتتصل بكل الأنشطة والبرامج الثقافية ، وفي دبي هناك هيئة الثقافة والفنون، وفي الشارقة هناك دائرة الثقافة والإعلام، بكل أقسامها ودوائرها، ومعهد الشارقة للتراث، وهيئة الشارقة للكتاب، ومؤسسة فن، ومهرجان الطفل السينمائي والمسرح المدرسي، وثقافة بلا حدود، وغيرها من المؤسسات التي تشتغل في الثقافة وتدخل كل بيت. هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة: منذ تأسيسها وهي تأخذ على عاتقها الالتزام بالمحافظة على تراث وثقافة وتراث وتقاليد أبوظبي، وإعلائها وترسيخها على المستوى العالمي، وتعمل الهيئة على تطوير المشهد الثقافي للإمارة، من أجل أن تكون أبوظبي مقصداً عالمياً مستداماً ومتميزاً، في ظل المحافظة على هويتها الثقافية الأصيلة ونظامها البيئي، كما تعمل على صون التراث الثقافي الغني والتاريخي للإمارة، وتعزيزه بكل الوسائل الممكنة، انطلاقاً من إدراكها لأهمية الدور الذي تقوم به من أجل تشكيل مستقبل دولة الإمارات، كما تعمل على وضع هذا الإرث العريق ضمن سياق عالمي من خلال برنامج مكثف من الأنشطة الثقافية، والمعارض والمتاحف، بهدف تعزيز التفاهم بين مختلف ثقافات العالم، وترسيخ مكانة أبوظبي كوجهة ثقافية مستدامة على المستوى العالمي. دار الكتب الوطنية: تأسست دار الكتب الوطنية في 1981 لتكون واحدة من أضخم كنوز المعرفة في الإمارات، ومورداً بالغ الأهمية للمفكرين والباحثين والعلماء. وتعمل دار الكتب الوطنية على تطوير وتوسيع أنشطتها في كل أرجاء إمارة أبوظبي عبر افتتاح مكتبات مكرسة لخدمة مختلف المناطق والتجمعات السكنية والأطفال، بالإضافة إلى المكتبات المتنقلة. وقد كان لدار الكتب الوطنية إسهامها الكبير في نشر العلوم والثقافة في المجتمع المحلي، وتحقيق النتاج الفكري العربي والإسلامي والعالمي بالاعتماد على مصادره المعرفية الأصيلة، مع التركيز على القضايا ذات الصلة بالإمارات، وإرساء وتنظيم قناة وصول سهلة لمصادر المعلومات، ودعم وتشجيع حركة النشر المحلية وترجمة أمهات الكتب العالمية، وتشجيع الموهوبين من المؤلفين والباحثين الإماراتيين عبر نشر مؤلفاتهم وأعمالهم الأكاديمية، وتولت دار الكتب الوطنية منذ 1988 مسؤولية جمع وحفظ وعرض المخطوطات العربية والإسلامية القديمة. مشروعات ثقافية أساسية: لدى الهيئة حزمة من المشاريع الثقافية الكبرى، وتتقدم بخطى سريعة لتصبح مركز تجارة الكتب العربية ونقطة الارتكاز لتجار وموزعي وناشري الكتب في منطقة الخليج العربي، وتنفذ الهيئة مجموعة من مبادرات النشر لدعم عملية تنمية وتطوير صناعة الكتاب. كما تنفذ حزمة متنوعة من المشروعات التي تشجع إنتاج المادة المكتوبة دعماً لتطوير صناعة الكتاب. وتركز هذه المشروعات على تقدير ومكافأة المنتج المتميز ودعم الكّتاب الشباب وتشجيع المواهب والإبداع. ومن بين أهم تلك المشروعات "جائزة الشيخ زايد الدولية للكتاب"، وجاء إطلاق هذه الجائزة تكريماً لذكرى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حاكم إمارة أبوظبي ورئيس دولة الإمارات لأكثر من 30 عاماً، ولقيادته توحيد الدولة ومسيرتها التنموية. وتمنح الجائزة سنوياً للمؤلفين والمفكرين والناشرين العرب المتميزين وللمواهب الشابة من الذين كان لكتاباتهم وترجماتهم في مجال العلوم الإنسانية دور مهم في إغناء الثقافة والآداب والحياة الاجتماعية العربية علمياً وموضوعياً. وتعتبر جائزة الشيخ زايد للكتاب مؤسسة ثقافية مستقلة تبلغ القيمة المالية الإجمالية لمكافآتها 7 ملايين درهم. مشروع كلمة وهو مبادرة طموحة غير ربحية مكرسة لتمويل الترجمات إلى اللغة العربية، ونشر وتوزيع الأعمال عالية الجودة من المؤلفات الكلاسيكية والمعاصرة. وتجمع هذه المبادرة جهود المؤلفين والمترجمين والناشرين والموزعين لتوفر لقراء العربية باقة غنية ومتنوعة من الكتب. وفي كل عام يختار مشروع كلمة 100 عنوان كلاسيكي ومعاصر باعتبارها أعمالاً "أصيلة" لترجمتها إلى العربية. ويقوم مشروع كلمة بدور أساسي في تحديد دور النشر عالية الجودة، وفي تطوير عملية تسويق وتوزيع الكتب والاستثمار في تنمية مواهب مترجمين جدد لضمان استمرارية المبادرة. مشروع قلم: أطلقت الهيئة مشروع قلم، لتنمية ودعم وتشجيع الموهوبين والمبدعين الإماراتيين في مجال الكتابة والتأليف. ويهدف المشروع إلى تنمية ومساعدة الكتاب الإماراتيين الشباب عبر نشر وتوزيع وترويج أعمالهم الأدبية، سواء كانت مجموعات قصصية أو روايات أو مسرحيات أو قصائد. معرض أبو ظبي للكتاب يعتبر معرض أبوظبي الدولي للكتاب أكثر معارض الكتب طموحاً وسرعة في النمو، حيث تزيد الكتب المعروضة سنوياً عن 500 ألف عنوان. ويجتذب المعرض أعداداً ضخمة من الناشرين وموزعي الكتب والقراء من كل أرجاء العالم للحضور في هذا السوق التجاري النشط والمهم لكبريات دور النشر العالمية. ويهدف إلى إحياء اهتمام الناس بعالم الكتب والتأكيد على أهمية الكتاب باعتباره أداة بالغة الأهمية للتنمية المعرفية والتقدم. كما يمثل المعرض فرصة مهمة لعشاق القراءة لاختيار ما يناسبهم من بين مجموعات متنوعة من الكتب بمختلف اللغات، وفي شتى ميادين المعرفة. هيئة دبي للثقافة والفنون: تم إطلاق هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة) في 8 مارس 2008 في إطار خطة دبي الاستراتيجية 2021 التي تهدف إلى تعزيز مكانة الإمارة كمدينة عربية عالمية تساهم في رسم ملامح المشهد الثقافي والفني في المنطقة والعالم. وأعلنت الهيئة عن إطلاق العديد من المبادرات التي تثري النسيج التاريخي والمعاصر للثقافة في الإمارة، ومن بين أبرز المبادرات: "جائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم" لداعمي الفنون، وهذه المبادرة هي الأولى من نوعها في العالم العربي لتكريم الأفراد والمؤسسات الذين تقدموا بدعم مالي أو عيني للفنون البصرية وفنون الأداء والأدب والسينما في المنطقة. و"موسم دبي الفني"، وهي المبادرة الشاملة الأولى للفنون، وتضم ("أسبوع الفن" و"آرت دبي" و"أيام التصميم- دبي" و"معرض سكة الفني")، و"معرض الشرق الأوسط للأفلام والقصص المصورة" (كوميك كون). وتسعى المبادرة لتسليط الضوء على المشهد الإبداعي المتنامي للإمارة ضمن دائرة الحراك الثقافي العالمي. ومعرض سكة الفني، وهو معرض سنوي يهدف إلى تسليط الضوء على المواهب الفنية في دولة الإمارات، ومهرجان دبي لمسرح الشباب، وهو مهرجان سنوي يحتفي بفن المسرح في دولة الإمارات العربية المتحدة. مهرجان دبي السينمائي تم تأسيس "مهرجان دبي السينمائي الدولي" بناء على فكرة الإرث التاريخي والجغرافي لدولة الإمارات ودبي باعتبارها ملتقى للثقافات، فكانت المكان المثالي لاحتضان مهرجان سينمائي دولي، يبني جسورا ثقافية وحضارية، ويشكّل منبراً للحوار الثقافي بين الشرق والغرب، وبين العالم العربي وبقية شعوب الأرض. واليوم أصبح المهرجان منصة مؤثرة للسينمائيين والسينما العربية لتقديمها على الساحة الدولية، والصرح السبّاق في المشهد السينمائي للمنطقة. وخلال عقده الأول، نجح المهرجان في تطوير الثقافة السينمائية في المنطقة، وتوفير فرص أكبر لصناع السينما العرب، وإثراء المشهد الثقافي والفني في دبي والإمارات. المهرجان هو حدث سنوي غير ربحي، وقد شهد خلال سنواته العشر الأولى نمواً كبيراً، من 76 فيلماً و13 ألف متفرج في 2004، إلى أكثر من 170 فيلماً 100 منها من العالم العربي في دورته العاشرة، مع نمو في أعداد المتفرجين بنسبة 150%، ليكون المهرجان انعكاساً حقيقياً لتأثيره الملموس على الساحة السينمائية العربية ودوره في تقديمها للعالم. وفي عام 2006 تم إطلاق جوائز المهر للاحتفاء بإبداعات السينما العربية ومواهبها الصاعدة والمخضرمة على حد سواء، فجذبت أنظار العالم وقدّمت وكرّمت أكثر من 255 موهبة سينمائية. وكان للمهر الإماراتي دور كبير للارتقاء بالسينما الإماراتية كماً ونوعاً، فشهدت الأفلام الإماراتية في الدورة العاشرة من المهرجان زيادة وصلت إلى 50%، مع تطور كبير في أعداد الأعمال الأولى القوية للمخرجين الإماراتيين. يجتذب المهرجان سنوياً أهم صنّاع السينما والإعلاميين، حيث شهدت أروقته في 2013 مشاركة أكثر من 1800 سينمائي من 81 دولة، وأكثر من 1500 إعلامي، ونجح المهرجان في ترسيخ مكانته على أجندة الفعاليات الثقافية العالمية الكبرى، وأصبح محطة سنوية تشهد حضور نجوم الخليج والعالم العربي وهوليوود وأوروبا وبوليوود وآسيا، فأصبح واحداً من أهم عشرة مهرجانات سينمائية في العالم وفق مجلة كوندي ناست المتخصصة في السياحة والأنشطة، مما برهن بقوة على المكانة الدولية التي يتمتع بها المهرجان باعتباره حدثاً ترفيهياً وثقافياً وتعليمياً تفخر دبي باستضافته. إن أحد أهم الأهداف الرئيسية للمهرجان هو إيجاد الفرص لصنّاع السينما العرب لعرض أعمالهم على الساحة الدولية، فدخل المهرجان في شراكات مع أعرق المهرجانات والمؤسسات ذات التأثير الكبير في الساحة الدولية، منها مهرجان كان السينمائي الدولي، وسان سيباستيان، وفينيسا، ومهرجان مالمو للفيلم العربي، ودوربان الدولي ومهرجان بياريتز لأفلام أمريكا اللاتينية، ولا يزال المهرجان يزداد زخماً وحضوراً وتأثيراً وانتشاراً دولياً عاماً بعد عام، من دون التخلي عن هويته العربية الراسخة، ويستمر المهرجان في ريادة نمو صناعة السينما، وتوسيع القاعدة الجماهيرية والثقافية لها في دولة الإمارات العربية المتحدة. الشارقة عاصمة الثقافة العربية والإسلامية تتميز الشارقة بزخم استثنائي في عالم الثقافة والفنون، ونظراً لكل ذلك التدفق الكبير والنشاط الدائم والدعم غير المحدود من قبل صاحب السمو حاكم الشارقة، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، راعي وشيخ الثقافة في الإمارة، فقد كانت الشارقة في عام 1999 عاصمة الثقافة العربية، وفي عام 1914 عاصمة الثقافة الإسلامية، وفي عام 1915 عاصمة السياحة العربية، وهي من خلال معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي وصل في نوفمبر الجاري إلى نسخته الرابعة والثلاثين، تعتبر عاصمة الكتاب، والشارقة دوماً عنوانا أساسيا في الثقافة، يسجل للإمارة وحاكمها، ولدولة الإمارات وقادتها، ولشعبها ولكل العرب المشتغلين في الثقافة، وكل مثقفي العالم الذي يحل كثير منهم ضيوفاً ومشاركين في المعرض وفي بقية الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية. وتقوم دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة المعنية بالثقافة بمختلف محاورها ومفاصلها بتنفيذ وتنظيم العديد من الأنشطة والبرامح، وتضم الدائرة إدارات وأقساما عدة كل إدارة تنفذ مشروعاتها وبرامجها. معرض الشارقة الدولي للكتاب اليوم يكمل معرض الشارقة الدولي للكتاب مسيرة 34 عاماً، وتقوم هيئة الشارقة للكتاب التي تأسست العام الماضي بمهمة تنظيم المعرض لتواصل دور ومهمة دائرة الثقافة والإعلام في هذا الصدد، والمعرض الذي اختتم دورته الرابعة والثلاثين قبل عدة أيام، هو أحد أهم أربعة معارض كتب في العالم، ويحتل مكانة متقدمة على مستوى العالم، وشارك في دورته الرابعة والثلاثين 1547 دار نشر من 64 بلداً، منها 890 دار نشر محلية وعربية، و433 دار نشر أجنبية، عرضت جميعها أكثر من 1.5 مليون عنوان، بأكثر من 210 لغات، بالإضافة إلى العديد من الفعاليات الثقافية التي تجاوزت ألف فعالية. لم يعد معرض الشارقة الدولي للكتاب معرضاً عادياً، بل معرض ثقافي وفني شمولي، فهو يحتضن كل أفراد المجتمع، وحاضن للجميع، من مؤسسات عامة وحكومية وخاصة، ومفكرين ومثقفين وشعراء ومبدعين في كافة ألوان الإبداع، كما أنه محطة لقاء بين الجميع، ومحطة تبادل معارف وأفكار وتجارب وخبرات، وتفاعل وتواصل، كما أن المعرض لا يتحدث بلسان الشارقة فقط، بل بلسان الإمارات والعروبة والإسلام، وهو رسالة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، إلى العالم أجمع، في ظل سعي دائم من أجل إثراء التواصل الحضاري بين ثقافات العالم، وإحداث تأثير فاعل ومستمر في الاهتمام بالكتاب، وجعل القراءة عادة يهتم بها أفراد الأسرة كافة، للنهوض بواقعهم، وتنمية مهاراتهم، وفهم الماضي لمعايشة الحاضر والاستعداد للمستقبل. معرض الشارقة والمملكة ما من شك أن هناك علاقة ثقافية مميزة بين المملكة والإمارات عموماً وإمارة الشارقة خصوصاً، فالبلدان يمثلان بيئة ثقافية وتاريخية وجغرافية واجتماعية موحدة، وهذا يمنح البلدين التميز في العلاقة، فما بالك عندما يكون هناك سعي جاد متبادل من أجل تعزيزها وديمومتها. كما أن مسيرة وتاريخ العلاقات الثقافية، إن جاز التعبير، بين إمارة الشارقة ودولة الإمارات من جهة، وبين المملكة العربية السعودية، هي مسيرة زاخرة بالمحطات الثقافية المهمة، وبالإنجازات التي تخدم المجتمع الإماراتي والمجتمع السعودي، في ظل تفاعل وتواصل مستمر يسهم في تطوير البناء الثقافي في بلدينا. لدينا سمات وعناصر ومكونات ثقافية مشتركة، ومن المهم العمل من أجل التأكيد عليها باستمرار، فهي مفصل أساسي في الخصوصية والهوية، وعنوان للانطلاق إلى العالم لا يمكن التفريط به. ووفقاً للقائمين على معرض الشارقة الدولي للكتاب، هناك دائماً تميز في جناح المملكة العربية السعودية المشارك في المعرض، شكلاً ومضموناً وأنشطة وبرامج، ودائماً هناك مشاركة سعودية نشطة وفاعلة من قبل دور النشر. وفي كل عام يشهد جناح المملكة العربية السعودية في معرض الشارقة الدولي للكتاب أنشطة وفعاليات متنوعة، يحضرها ويتابعها الكبار والصغار، كما أن الجناح عبارة عن مجلس اجتماعي وأدبي وثقافي. وهناك تقدير عالٍ من قبل هيئة الشارقة للكتاب لتلك المشاركة في المعرض، سواء الجناح الرسمي للمملكة، أو الناشرين السعوديين الذين يحرصون على الحضور والمشاركة في المعرض، وهي مشاركة يقدرها زوار المعرض من خلال حضورهم الكثيف في جناح المملكة الذي أصبح محطة جذب لكثير من القراء والزوار، ومن خلال إقبال القراء على دور النشر السعودية وما تقدمه للقارئ. أيام الشارقة التراثية اليوم يتحمل معهد الشارقة للتراث مهمات تنفيذ وتنظيم أيام الشارقة التراثية، مواصلاً مهمة دائرة الثقافة والإعلام، وتنطلق الأيام في شهر إبريل من كل عام، وتمثل أيام الشارقة التراثية وجهاً حيوياً من وجوه التراث الثقافي الإماراتي، بما توفره من مناخ مناسب لجميع الزوار، وخبرات تمكنهم من استكشاف جماليات حياة الماضي عبر أنشطة متعددة تلبي تطلع الكثير من أبناء الإمارات، نحو الحفاظ على العادات والتقاليد الأصيلة والموروث الشعبي الإماراتي، ولأجل ذلك أصبحت الأيام منذ أبريل 2003 م واحدة من أهم المشروعات الثقافية التراثية، ومحط أنظار ومحور الاهتمامات، يسعى الجميع إلى التواجد والمشاركة والاستفادة مما توفره من مشاهد تراثية حية وممتعة. أيام الشارقة المسرحية انطلقت أيام الشارقة المسرحية في 10 مارس 1984، وهي تظاهرة مسرحية ثقافية محلية سنوية تتسابق فيها الفرق المسرحية بالإمارات، وتشكل لهذه التظاهرة لجان إدارية وفنية لتسيير أمورها والإشراف على إعدادها وتنظيمها، بالإضافة الى لجنة تحكيم ومشاهدة للعروض المسرحية المشاركة والتي تضم في عضويتها نخبة من المبدعين المسرحيين من داخل وخارج الإمارات، كما تستضيف الأيام ضيوفاً مسرحيين اختصاصيين من مختلف البلدان العربية والأجنبية، لمتابعة العروض المسرحية والمشاركة في الندوات التطبيقية والفكرية المصاحبة واللقاءات والحوارات المفتوحة، ويستضيف المهرجان عرضاً أو عرضين مسرحيين من خارج الإمارات، لتعزيز التواصل المسرحي العربي والعالم، وتختتم التظاهرة بإعلان لجنة التحكيم نتائج مشاركات الفرق المسرحية وتوزيع الجوائز الفنية الفائزة على المشاركة، ويتوج الاحتفال في ختام المهرجان بتكريم الفنان العربي الفائز بجائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي، وتكريم أحد رواد الحركة المسرحية المحلية الإماراتية. مهرجان الفنون الإسلامية يعنى مهرجان الفنون الإسلامية الذي تأسس في العام 1998، بمنجز الفن الإسلامي في بُعديه الحضاري والراهن، حيث يعرض كل عام لأنماط الفن الإسلامي الثرية والمتنوعة في الزمان والمكان، مرتكزاً على انتخاب وتخير الأجدر من المشروعات القادرة على التعبير عن أصالة الفنون الإسلامية ومقدرتها على مواكبة التحولات الراهنة في الفنون، ومدى إفادتها من التطور التقني والتكنولوجي، ويتضمن المهرجان معارض دولية ومحلية، إلى جانب النشاط الفكري المصاحب، والبرامج التفاعلية الموازية.، ويجري تنظيم المهرجان على مدار شهر بدءاً من منتصف ديسمبر تقريباً. وهناك أيضاً إدارة المتاحف التي تضم 18 متحفاً متنوعاً في الآثار والفنون والعلوم والتاريخ، ولا ننسى مكانة وحضور الشعر الشعبي من خلال مركز الشعر الشعبي، والشعر العربي من خلال بيت الشعر والبيوت الشعرية التي وجه حاكم الشارقة بافتتاحها في الدول العربية، والمسرح المدرسي، وهيئة المسرح العربي، وغيرها من المؤسسات والهيئات والجهات الثقافية والفنية في إمارة الشارقة. المسيرة مستمرة اليوم يمكن التأكيد على ما هو ملموس بوضوح بأن الإبداع الثقافي في مختلف المجالات يتطور تطوراً هائلاً في الإمارات، وعبر مسيرة 44 عاماً، حققت تقدماً كبيراً في عالم الثقافة والفنون، تجلى بوضوح في شتى المجالات، في الشعر والمسرح والأدب والرواية والقصة والسينما وفي عالم الكبار والصغار، وتحقق الحركة الثقافية في الإمارات كل يوم نجاحات جديدة، وما من شك أن الثقافة أصبحت اليوم طريقة حياة وأسلوب عيش يحكم مختلف النشاطات والقرارات اليومية، وهذه الثقافة مستمدة من تاريخ الثقافة العربية الضاربة في العمق والمتأثرة بالعديد من الثقافات والقضايا العامة التي كانت في الدول العربية، حيث بدأت الثقافة في الإمارات تؤسس وجودها بشكل قوي من خلال التعليم والنهوض به، وظهور المؤسسات الإعلامية والثقافية الجديدة التي عززت الحركة الثقافية، وأسهمت في تطورها ونضوجها بأفضل السبل. وما من شك أن الطفرة التي شهدتها وتشهدها دولة الإمارات في التنمية، انعكست على مختلف المجالات، ومنها النشاط الثقافي، حيث أقيمت الهيئات التي ترعى الفكر والأدب، وأقيمت المراكز الكبرى التي تهتم بترجمة الآداب والعلوم والفنون وإصدارها في طبعات أنيقة وقيمة، ويعتقد بأن المشهد الثقافي الإماراتي يحتل مكانة متقدمة في المشهد الثقافي الخليجي بشكل عام، حيث أخذ حكامها على عاتقهم تحديث دولة الإمارات وربطها بأحدث المنتجات العلمية والتكنولوجية في الغرب، فانفتحت سبل الحياة والبحث. وما زالت المسيرة مستمرة في ظل دعم ورعاية قادة الإمارات.
مشاركة :