لا تتوقف الكاتبة والإعلامية الشابة هويدا الظنحاني عن البحث في جذورها المعرفية والأدبية، فتحفر عميقاً في مشروعها القصصي، وتمضي به بدقة وأناة، لتترك لها بصمة واضحة في المشهد الثقافي الإماراتي. وعلى الرغم من جهدها الواضح في المشهد الإعلامي، إلا أنها تجد نفسها مخلصة أكثر للأدب، سواء كان في الكتابة، أو بالظهور على الشاشة الصغيرة، فتتحضر لإصدار مؤلفها الثالث نهايات مؤجلة عن وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، بعد كتابيها شغب موارب ورصيف أسفل القلب. الخليج تتوقف مع الظنحاني عند مشوارها الأدبي، في الحوار التالي: } كيف كانت بداياتك مع رحلة الكتابة، ولماذا اتجهت للقصة القصيرة خاصة؟ اللحظة الأولى للكتابة لم أكتشفها بنفسي، بل خلال فترة تدريبي في تلفزيون أبوظبي، حيث شجعني من حولي، فبدأت الكتابة منذ ذاك الوقت، لكن لم أتشجع على النشر إلا منذ فترة قريبة، إذ كان لدي سابقاً كتابات عدة أشبه بالخواطر، وأثناء فترة دراستي في المدرسة كنت أتميّز دوماً بكتابة المواضيع الإنشائية، أما بالنسبة لاتجاهي لكتابة القصة القصيرة، فلا أعرف سببًا لذلك لكن، وجدت نفسي أميل لهذا النوع الأدبي. } حدثينا عن عام القراءة وكيف يؤثر في اختياراتك الثقافية؟ أنا أميل للكتب المترجمة، أجد فيها المجال رحباً للاطلاع على الثقافات الغربية، والتعرف أكثر إلى نتاجاتهم الأدبية، والعلمية، والفكرية، كما أنني أقرأ كثيراً لكتاب، وشعراء إماراتيين، وعرب. ومنذ أعلن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2016 عاماً للقراءة، قررت أن أقرأ هذا العام ما يقارب ال 50 كتاباً كنوع من التحدي الشخصي، وآمل أن أحقق هذا الهدف قبل نهاية العام، وعلى الرغم من أنها مهمة صعبة مع الالتزامات العملية، والمهنية لكنني سأبذل جهدي. وفي ما يتعلق بكتبي المفضلة، أحب قراءة الروايات، والشعر، والقصص القصيرة، ويجذبني الكتاب المميز، واللغة الممتعة المشوقة، المملوءة بالأحداث. } كيف تنظرين إلى المشهد الثقافي في الإمارات؟ بدا واضحاً في السنوات الأخيرة أن الحراك الثقافي في الدولة تطور بشكل ملحوظ، بفضل الانفتاح الثقافي على مختلف التجارب الثقافية العربية والأجنبية، وباستقطاب بعض الأسماء المهمة في هذا الجانب، وانعكس ذلك بشكلٍ إيجابي على مختلف وسائلنا الإعلامية، التي خصصت مساحات جيدة للاهتمام، ومتابعة ما يجري من فعل ثقافي. إلى جانب ذلك أسهم التراث الإماراتي العريق في هذا النهوض الثقافي، ليس على الصعيد التاريخي وحسب، وإنما أسهم بصورة واضحة في صناعة النهضة، والتطور، والحاضرة بفاعلية في حوار الثقافات، فالإمارات لديها من الفاعلية الثقافية، والفكرية دور كبير، ولها كلمتها التي تقولها في المشهد الثقافي العربي والعالمي. } كيف توفقين بين موهبتك كقاصة وعملك كإعلامية؟ باستثناء الوظيفة فأنا أجد نفسي في ما تبقى، لأن كل ما تبقى يختص بالأدب وكتابة القصة، وأنا والكاتبة تربطنا علاقة وطيدة؛ تبكيني أحياناً، وتضحكني أحياناً أخرى، وتبقيني هادئة لحد الإزعاج في الكثير من الأوقات. وأعترف بأنني أجد نفسي في الكتابة أكثر من العمل الإعلامي، حيث أعتقد أن الكتابة هي التي وجدتني ولست أنا من عثر عليها، فالقصص تكتبني بأحيانٍ كثيرة. } هل لديك طقوس خاصة للكتابة، وما هي؟ ما من طقوس خاصة، فالكتابة بحد ذاتها هي طقسي الخاص، أحياناً أكتب من دموع الدنيا، وابتسامات الألم، من كل ما يصرخ، وكل ما يفرح حولي، وأحياناً من داخلي، فقصصي دائمة التجوال والتنقل بين الأغراض الأدبية، فيها للوطن وللغزل، والوجدانيات، وأنين القلب، فأنا دائمة الرحيل إلى هناك. } ما هو مشروعك الأدبي القادم؟ وهل تفكرين في كتابة الرواية؟ سيصدر لي كتاب عن وزارة الثقافة هذا العام بعنوان نهايات مؤجلة، وهو الإصدار الثالث لي بعد شغب موارب ورصيف أسفل القلب، أما بالنسبة إلى كتابة الرواية، فأجد أنني ما زلت حتى اللحظة بعيدة عنها، ولكن لا أحد يعلم ماذا يخبئ له المستقبل.
مشاركة :