الرياض - قال مصدران مطلعان إن السعودية استضافت فصائل متحالفة من حرب اليمن اليوم الثلاثاء، في الوقت الذي تحاول فيه الأمم المتحدة التوصل إلى تهدئة تتيح لسفن الوقود وبعض الرحلات الجوية دخول المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون خلال شهر رمضان. وقالت جماعة الحوثي، المتحالفة مع إيران والتي تقاتل التحالف العسكري بقيادة السعودية، إنها لن تشارك في المحادثات، لكنها وصفت في بيان مبادرة الأمم المتحدة بأنها إيجابية. وأضاف المصدران أن الخطة التي أعدها مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن هانس جروندبرغ تحظى بدعم الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى. وأحجمت إزميني بالا المتحدثة باسم جروندبرغ عن التعليق على تفاصيل الاقتراح، وقالت إن وقف إطلاق النار يهدف إلى منح اليمنيين استراحة من العنف هم في أمس الحاجة إليها. وقالت في بيان "يواصل المبعوث مناقشاته مع جميع الأطراف ويدعو الجميع للمشاركة بشكل بناء للتوصل إلى تهدئة على وجه السرعة". وتعقد المشاورات في السعودية تحت رعاية مجلس التعاون الخليجي ومقره الرياض، ومن المتوقع أن تستغرق أكثر من أسبوع. ويقول الحوثيون إنهم لن يحضروا المحادثات إلا في بلد محايد كما سبق أن رفضوا مبادرة لوقف إطلاق النار طرحتها السعودية العام الماضي. وقال المصدران إن الاقتراح يدعو إلى وقف إطلاق النار لمدة شهر مقابل السماح لسفن الوقود بالرسو في ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون ولعدد صغير من الرحلات التجارية من مطار صنعاء. وياتي هذا المقترح بعد ان أعلن الحوثيون الأسبوع الماضي عن هدنة لمدة 3 ايام يتم فيها وقف استهداف المملكة العربية السعودية والعمليات العسكرية داخل اليمن. لكن زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي وجعه تهديدات جديدة للسعودية من مغبة مواصلة التحالف العربي لعملياته التي تستهدف المواقع العسكرية للمتمردين. وتقود السعودية منذ 2015 تحالفا عسكريا في اليمن دعما للحكومة المعترف بها دوليا التي تخوض نزاعا داميا ضد الحوثيين منذ منتصف 2014. وتسبّبت الحرب في اليمن بمصرع أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو غير مباشر، في أسوأ أزمة إنسانية في العالم حسب وصف الأمم المتحدة. صنعاء - يواصل الحوثيون التصعيد في اليمن وخارجه رغم طرحهم لهدنة السبت الماضي تدوم لثلاثة أيام وقابلة للاستمرار لكن يبدو انهم يبررون سعيهم للعودة لنهج العنف. وحاول زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي تحميل المملكة العربية السعودية مسؤولية اي إخفاق لاستمرار الهدنة قائلا "انه يحذر السعودية من تفويت فرصة الهدنة" التي طرحتها جماعته. وقال عبدالملك الحوثي في كلمة بمناسبة شهر رمضان بثتها قناة المسيرة التابعة للمتمردين "لن نألو جهدا في التصدي للهجمات والحصار بكل ما في وسعنا، ولن نقبل أبدا باستمرار الحصار". وأعلن الحوثيون السبت هدنة لمدة ثلاثة أيام وعرضوا محادثات سلام شرط أن يوقف السعوديون غاراتهم الجوية والحصار المفروض على اليمن ويسحبوا "القوات الأجنبية". وأوضح الحوثيون أن المبادرة تتضمن كذلك "تعليق العمليات الهجومية في جبهة مأرب" التي تشهد قتالا عنيفا منذ أشهر وكذلك تبادلا للسجناء. وأكّد دبلوماسي مقيم في الرياض الاسبوع الماضي أنّ المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانز غروندبرغ قاد جهودا في الفترة الأخيرة للتوصل لهدنة خلال شهر رمضان الذي يبدأ مطلع نيسان/ابريل إلا أنها لم تكلّل بالنجاح. وتأتي مبادرة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران غداة شنهم 16 هجوما في ارجاء السعودية بينها هجوم استهدف منشآت نفطية لشركة أرامكو في مدينة جدة، عشية الذكرى السابعة لبدء التدخل العسكري بقيادة السعودية في اليمن لمواجهة الحوثيين. وقبل طرح الحوثيين لمبادرتهم طالب التحالف العربي، السبت، الحوثيين باخلاء مطار صنعاء الدولي (شمال)، وميناءي الحديدة والصليف (غرب) من الأسلحة. وطالب التحالف الحوثيين، "بإخراج الأسلحة من المواقع المحمية وأولها مطار صنعاء الدولي مشيرا الى ان "الحوثيين يسقطون الحماية عن المواقع المحمية باستخدامها عسكريا". وتدّخل التحالف الذي تقوده السعودية لدعم الحكومة اليمنية في عام 2015، بعدما استولى المتمردون على العاصمة صنعاء في العام السابق. وأودت الحرب بمئات آلاف الأشخاص بشكل مباشر أو غير مباشر وتركت الملايين على شفا مجاعة في ما تصفه الأمم المتحدة بأسوأ كارثة إنسانية في العالم. ورفض الحوثيون منتصف آذار/مارس مبادرة طرحها مجلس التعاون الخليجي لتنظيم حوار للقوى المتحاربة في اليمن يعقد بين 29 آذار/مارس و7 نيسان/ابريل في الرياض بسبب إجرائه "في دول العدوان" في إشارة للسعودية. كما سبق أن رفضوا مبادرة لوقف إطلاق النار طرحتها السعودية العام الماضي.
مشاركة :