تم أمس تنفيذ صفقة تبادل العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى «جبهة النصرة» بمعتقلين متشددين في السجون اللبنانية. وقد سلّمت السلطات اللبنانية 13 سجيناً، بينهم 5 نساء، لجبهة النصرة، فيما أفرجت هذه الأخيرة عن 16 عسكرياً كانت تحتجزهم منذ 2014 لديها، كما سلمت أيضاً جثة جندي كانت قد أعدمته رمياً بالرصاص في سبتمبر 2014. وقد قابل تسليم جثة الجندي محمد حيمة إدخال قوافل مساعدات لمخيمات اللاجئين. وأعلن مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم في تصريح من نقطة تبادل العسكريين المحررين في البقاع، أن صفقة التبادل تمت بشروط تحفظ السيادة وأقل من ذلك لايمكن، وأكد الاستعداد للتفاوض مع «داعش» لتحرير العسكريين لديه إذا وجدنا من نتفاوض معه. وردًا على سؤال حول قرار السجناء المفرج عنهم البقاء في لبنان، أكد إبراهيم أنه يمكنهم البقاء في لبنان، لأن لبنان بلد الحرية، أضاف: لا داعي للشكر هذه واجباتنا. وأسدل الستار أمس على قضية العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى جبهة النصرة بعد سنة وأربعة أشهر على اختطافهم من عرسال في البقاع اللبناني في الثاني من أغسطس عام 2014. وانطلق موكب العسكريين الـ 16 المحررين، بعد وصول الدفعة الأخيرة بسيارة تابعة للصليب الأحمر اللبناني إلى نقطة التبادل في عرسال، تزامنًا مع بدء وصول الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية، بمواكبة أمنية. وعاد اللواء عباس إبراهيم إلى مركز القيادة في منطقة اللبوة بعد إتمام الصفقة في جرود عرسال. وعبر العسكريون المخطوفون بعد وصولهم إلى نقطة التبادل عن فرحتهم بتحريرهم وتمنوا إطلاق سراح الآخرين المخطوفين لدى داعش وعددهم 9 عسكريين لبنانيين. وتلا ممثل مؤسسة «لايف» الناشط الحقوقي نبيل الحلبي الاتفاق الذي تم بين الدولة اللبنانية الممثلة بالمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم والوساطة القطرية و»جبهة النصرة» في مسألة الإفراج عن العسكريين. وبدأت الخطوات الأولى في عملية التبادل بتسلم مديرية الأمن العام جثة الجندي الشهيد محمد معروف حمية الذي كان محتجزًا لدى النصرة وقتلته أوائل السنة الحالية. ثم توجه موكب من الشاحنات المحملة بمواد غذائية نحو مخيمات اللاجئين السوريين في بلدة عرسال. وقال اللواء عباس إبراهيم بعد ذلك: «أن الأمور تأخذ مجراها المتفق عليه مع ساعات الفجر الأولى والإشارة الأولى لبدء تنفيذ الاتفاقية انطلقت». وقالت عائلة الشهيد محمد حمية: «نحن لن نرتاح إلا عندما يسلم الشيخ مصطفى الحجيري «أبو طاقية» نفسه ومشكلتنا معه». فيما أعلنت، طليقة أبو بكر البغدادي، في تصريح لها بعد إطلاق سراحها ضمن عملية تبادل العسكريين المخطوفين، إلى أنها تريد العودة إلى بيروت ومن ثم الانتقال إلى تركيا بعد تسوية أوراقها، ولفتت إلى أن أخاها ينتمي إلى جبهة النصرة، وأوضحت أنها طليقة البغدادي منذ 7 سنوات.. وبدأ أهالي العسكريين المخطوفين لدى جبهة النصرة الاحتفال بصفقة التبادل. وفي ساحة رياض الصلح في وسط بيروت عمت الاحتفالات، حيث الأهالي انتظروا عودة أبنائهم الأسرى لدى جبهة النصرة منذ أكثر من عام وأربعة أشهر. وبدأ عدد من المواطنين بالتوافد إلى ساحة رياض الصلح لمشاركة أهالي العسكريين المخطوفين فرحتهم، ولمتابعة الأخبار الواردة من جرود عرسال مع الأهالي. وأعلن المطلوب الشيخ مصطفى الحجيري «أبو طاقية» في تصريح من نقطة تسليم العسكريين المخطوفين بعد تسليم العسكريين للصليب الأحمر، الاستعداد للمساهمة في الإفراج عن العسكريين لدى تنظيم «داعش». وأشار وزير العدل أشرف ريفي إلى أن لبنان يعيش جوًا من الفرحة نأمل أن يتكلل بإطلاق الجنود العسكريين الموجودين مع داعش، وأهنئ العسكريين الذين تم إطلاق سراحهم، ونتمنى الرحمة للشهداء، والتهاني الكبرى لأهالي العسكريين، واليوم نطوي جزءًا كبيرًا من ملف العسكريين على أمل إتمام الملف لإتمام الفرحة. ولفت ريفي في تصريح إلى أنه للأسف داعش أطلق ستارًا أسودًا على ملف العسكريين، ويجب الاستعانة بالأصدقاء الذين ساعدونا على إطلاق العسكريين لإنهاء الملف نهائيًا، والشكر الأكبر اليوم لقطر وأميرها. وأكد أن حياة اللبنانيين وحريتهم تساوي أغلى الأثمان، وحرية الجنود أغلى من كل الأثمان التي دفعناها. المزيد من الصور :
مشاركة :