إندبندنت: التغطية الغربية للإرهاب تغفل حقيقة وجود «داعشيات دمويات»

  • 12/2/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

اعتبرت صحيفة إندبندنت البريطانية، أن التمسك بفكرة أن إرهابية داعش في باريس، عاشت حياة طبيعية وكانت منطلقة لدرجة أطلق عليها البعض لقب فتاة الحفلات، يغفل عدم القدرة على تصديق حقيقة وجود نساء إرهابيات. وكما تقول الصحيفة، صورت وسائل الإعلام حسناء آية بولحسن بوصفها نموذجاً لامرأة، لا إرهابية، بل امرأة لا تنطبق عليها مواصفات الرقة والأنوثة. وتتساءل إندبندنت فيما إذا كانت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، خاصة، حرصت على دفعنا لأن نصدق بأن حسناء ولكونها اعتادت على ارتياد البارات، واحتساء الكحول، وإقامة علاقات عاطفية عديدة، كانت أكثر ميلاً لارتكاب جريمة عنف.وتشير الصحيفة إلى تقرير نشرته النسخة الأوروبية من مجلة نيوزويك الأمريكية، بعد هجمات باريس، ويحوي صوراً لنساء إرهابيات، ورأى كاتب التقرير أن وجود أولئك النسوة يعزز درجة الصدمة التي يمثلها النشاط الإرهابي، ويضاعف أثره النفسي. وتقول إندبندنت إن ذلك منظور خاطئ، لأننا إن واصلنا الاعتقاد بأن المجرمين، أو المتعاطفين مع داعش، بالتحديد، تنطبق عليهم مواصفات محددة، فإننا عندها نتجاهل حقيقة ماثلة أمام أعيننا. وتلفت الصحيفة لخطأ الافتراض بأن جميع النساء وديعات وعطوفات، بقدر ما يكمن الخطأ في اختزال النظرة للإرهاب بوصفه وقفاً على عالم الرجال. وبنفس الطريقة، وبقدر الصدمة التي يحدثها انضمام نساء لداعش، فإن الصدمة الأكبر تتجلى في تجاهل حقيقة أن عدداً كبيراً من المراهقات الغربيات اخترن، وبمحض إرادتهن السفر إلى سوريا، والالتحاق بصفوف التنظيم الإرهابي. وتقول إندبندنت إن خير مثال على التغطية المتحيزة لصالح النساء عامة، ظهرت عند تناول الصحافة الغربية، لشخصية حسناء آية بولحسن، أول انتحارية أوروبية فجرت بنفسها حزاماً ناسفاً في باريس. فكان اهتمام وسائل الإعلام بها مختلفاً تماماً عن التركيز على إرهابي داعش الرجال الذين كانوا بصحبتها. وبالنسبة لشخصية كانت أعمالها مكروهة ومدمرة، وتم تناول قضيتها بأسلوب مناصرة غريب ومستهجن. فكررت صحف ومجلات غربية الإشارة لكون حسناء اعتادت على استخدام الماكياج، وكانت تتعاطى الكحول وأقامت علاقات مع عدد من الرجال. كما تمت الإشارة لعدد من الإرهابيين الذكور الذين هاجموا باريس، بكونهم كانوا من متعاطي الكحول، وأنهم لم يكونوا مسلمين ملتزمين، إلى أن تم تجنديهم لصالح المتشددين مؤخراً. ولكن التركيز على ماضي أولئك المتشددين غير الورعين، لم يتم بنفس الطريقة التي تناولت فيها الصحافة ماضي حسناء آية بولحسن. وتقول إندبندنت: إن معظم تلك التعليقات كانت عابرة في حالة الإرهابيين الذكور، وتم التركيز على هوياتهم وأوصافهم البدنية، وما ارتكبوه من جرائم سابقة. وتلفت الصحيفة إلى تصوير حسناء كنمط لامرأة، ليست إرهابية وحسب، بل امرأة لعوب كان لها ماضي صاخب. وعندما أجرى أحد الصحافيين لقاء مع شقيقها بعد الهجوم، قال: لم أرها قط تفتح القرآن. وبرأي إندبندنت، تلك نقطة في غاية الأهمية، وربما تستدعي إجراء مناقشة لمعرفة أسباب تحول عدد كبير من الأشخاص من كونهم مسلمين بالاسم، أو غير متدينين بالمطلق، لمتطرفين يعملون في صفوف داعش، وذلك عوضاً عن التركيز على حياتهم الصاخبة سابقاً. وأن حسناء آية بولحسن، كانت إرهابية، وأن نشاطاتها تطرح أسئلة حول أدوار النساء ضمن داعش. من جانب آخر، تشير الصحيفة إلى اختلاف التغطية الإعلامية لشخصيات غادروا أوروبا من أجل الانضمام إلى داعش. فإن وسائل الإعلام الغربية، خاصة، تنحو للإشارة لتوجه الرجال بمحض إرادتهم من أجل القتال، فيما خضعت الفتيات لعملية غسيل دماغ، أو تم إغراؤهن بنمط من الحياة المرفهة لا يعرفون عنه شيئاً. ومن شأن ذلك أن يخفف المسؤولية عن كاهل النساء اللاتي يلتحقن بداعش، لكونهن مغررات، وأنه تم ضمهن بالقوة لصفوف داعش بعد وصولهن إلى سوريا. ولكن ذلك لا ينفي، برأي إندبندنت أنهن اتخذن قرار الانضمام لمنظمة إرهابية، وبنفس الأسلوب الذي اتبعه زملاؤهم الرجال. ولا بد من الاعتراف باستقلالية رأيهن، من أجل فهم سبب إقدامهن على تلك الخطوة المأساوية. رابط الخبر بصحيفة الوئام: إندبندنت: التغطية الغربية للإرهاب تغفل حقيقة وجود «داعشيات دمويات»

مشاركة :