بيروت - قال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي اليوم الثلاثاء إنه سيبقى في منصبه لتجنب إعطاء أي مبرر لتعطيل الانتخابات النيابية المقررة في 15 مايو/أيار. والانتخابات المقررة هي الأولى منذ الانهيار المالي اللبناني في عام 2019 والمظاهرات التي شارك فيها الآلاف احتجاجا على النخبة الحاكمة التي ينظر إليها باعتبارها المسؤولة عن الفساد والهدر المستشريين منذ سنوات. وقال ميقاتي في تصريحات بثها التلفزيون خارج جلسة للبرلمان "لا يمكن أن أنساق إلى الاستقالة كي لا تكون مبررا لتعطيل الانتخابات". وأضاف ميقاتي "لهذا السبب لن أقدم على الاستقالة" مشيرا إلى أنه دعا لتصويت بالثقة على حكومته وهو ما رفضه نبيه بري رئيس مجلس النواب. وقال ميقاتي إن طلبه جاء بعد انتقادات من بعض المسؤولين لحكومته دون ان يوضح هويتهم. وتابع رئيس الوزراء الذي بدا منزعجا قائلا إن المصالح الانتخابية لبعض الأطراف تضر بمحاولات الحكومة إخراج لبنان من أسوأ أزمة يشهدها منذ الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990. وقال "كفى تغليبا للمصالح الشخصية على المصالح الوطنية، لأن الوطن هو من يدفع الثمن". ولم تتمكن حكومة ميقاتي من الاتفاق على إجراءات مالية وإصلاحات طلبها مانحون غربيون وصندوق النقد الدولي الذي يسعى لبنان للحصول على خطة إنقاذ منه. واجه مشروع قانون لتقييد تحركات رؤوس الأموال في لبنان مزيدا من التأجيل الاثنين وسط أزمة مالية متفاقمة في عامها الثالث الآن. ووضع ضوابط رسمية على رؤوس الأموال هي توصية متعلقة بسياسة صندوق النقد الدولي الذي يأمل لبنان في الحصول على حزمة مساعدات منه بعد انهيار النظام المالي في البلاد عام 2019، مما أصاب النظام المصرفي بالشلل وجمد حسابات المودعين بالدولار الأميركي. وقال أعضاء في مجلس النواب اللبناني الاثنين إنهم لم يعتمدوا على مستوى اللجان مشروع القانون الذي تضغط الحكومة والبنوك من أجل إصداره، بعد أن أعلنوا في مطلع الأسبوع الحالي عن محاولة جديدة لإقرار القانون في جلسة عامة لمجلس النواب يوم الثلاثاء. وفي وقت سابق هذا الشهر قال ميقاتي، وهو ملياردير تولى رئاسة الوزراء ثلاث مرات، إنه لن يترشح لعضوية مجلس النواب الذي يضم 128 عضوا قائلا إنه يريد إتاحة الفرصة للوجوه الجديدة. وسعى ميقاتي من ضمن خططه الى تحسين العلاقات مع دول الخليج الشريك الاقتصادي التاريخي والاستراتيجي للبنان وسط تفاؤل بامكانية عودة العلاقات بعد التزام بيروت بالمبادرة الكويتية. وفي 29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، سحبت السعودية سفيرها لدى بيروت وطلبت من سفير لبنان المغادرة، وفعلت ذلك لاحقا الإمارات والبحرين والكويت واليمن، على خلفية تصريحات حول حرب اليمن أدلى بها جورج قرداحي قبل توليه وزارة الإعلام وتسببت باستقالته. كما تسبب تورط جماعة حزب الله اللبناني في دعم الحوثيين سواء بالتدريب او باطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على المملكة العربية السعودية في تعقيد الوضع اللبناني وتازيم علاقات البلد مع محيطه العربي.
مشاركة :