أكد الدكتور أحمد عطية كبير الباحثين في التراث العربي بمركز المخطوطات في مكتبة الإسكندرية امتلاك فن التوقيعات رصيداً مشرقياً كبيراً، كونه ارتبط بنشأة الكتابة، والتي أخذت رقعتها في الازدياد مع مجيء الإسلام. جاء ذلك خلال حلقة نقاشية بعنوان «فن التوقيعات في العصر الأندلسي»، والتي نظمتها أناسي للإعلام، الثلاثاء، في إطار أنشطة وفعاليات السفارة الثقافية لدولة الإمارات لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) التابعة لجامعة الدول العربية، في المجمع الثقافي في أبوظبي بحضور الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان، سفيرة فوق العادة للثقافة العربية لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، وعدد من الحضور. نشأة التوقيع تناولت الحلقة النقاشية التي أدارتها الإعلامية فاطمة النزوري محاور عدة، وهي التعريف بالتوقيعات، ونشأتها، وقيمتها كجنس أدبي، وأهمية دراستها، واستهلها الدكتور أحمد عطية بالتعريف بالتوقيع، وقال: «المقصود به إلحاق شيء بالكتاب بعد الفراغ منه، وهذا الإلحاق له أثر أو وقع في الكتاب يشبه ذلك الأثر، الذي تتركه ماء الأمطار في الصخور التي يجتمع فيها، لذلك سُمي بماء الوقائع. وتابع: نفقد أي إشارات تدل على أن ثمة توقيعات في العصر الجاهلي، وذلك لأن الكتابة لم تكن بهذا الكم من الانتشار ومع نشوء الإسلام وجدنا أثراً للتوقيع يظهر في ربوع تلك الحياة، «فلعل أقدم ما أثر من توقيع في تاريخ الأدب العربي ما كتب به أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، إلى خالد بن الوليد،رضي الله عنه، حينما بعث للصديق كتاباً في أمر العدو، فوقَّع إليه أبو بكر «ادن من الموت توهَب لك الحياة». التوقيعات الأندلسية وأشار الدكتور أحمد عطية إلى أن العرب حملوا معهم إلى الأندلس جميع علومهم وفنونهم التي تشكَّلت منها ثقافتهم، وتابع: ظهرت التوقيعات متأخرة نسبياً في الأندلس، وهذا لأنها مرتبطة باستقرار الدولة، أو بالأدق مرتبطة بالكتابة الديوانية التي ترعرع في رحابها هذا الفن، ومرحلة الاستقرار هذه لم تتحقق إلا في عهد الإمارة الأموية، والذي بدأ بعبد الرحمن الداخل. وكان الداخل ممن اشتهر بالفصاحة والبلاغة وبكتابة التوقيعات الحسنة البليغة. وأضاف: تتجلى قيمة وأهمية التوقيعات قيمتها باعتبارها أحد الفنون الأدبية في تراثنا العربي، ومن ذلك توقيعات جعفر بن يحيى على ما كان يُرفع للرشيد من كُتب وقصص، حيث كانت توقيعاته غاية في البلاغة لدرجة أن التوقيع منها كان يُباع بدينار كما يقول ابن خلدون، كما أن دراسة مصادر فن التوقيعات تمدنا بمعلومات مختلفة عن مكان هذا الفن، وبيان المساحة التي شغلها في كتب الأدب والأخبار المختلفة. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :