لفت مؤتمر الأمم المتحدة لشؤون التغيرات المناخية الجاري في باريس العالم إلى قضايا الاحترار العالمي مرة أخرى. ولكن في حمى المناقشات المكرسة لتقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الجو وتطوير وتحديث شبكات المواصلات بقي موضوع واحد بعيدا من الأضواء. فحصة تربية المواشي من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون تساوي 15%، ما يعادل إجمالي كمية غازات العادم لكل السيارات والقطارات والبواخر والطائرات على كوكبنا. ويشير تقرير المعهد الملكي للعلاقات الدولية في لندن إلى استحالة تجنب الاحترار العالمي بمقدار 2 درجة مئوية من دون بذل الجهود معا لوقف الإفراط في تناول اللحوم. يعتبر مستوى تناول اللحم في الولايات المتحدة مثلا من أعلى مستوياته عالميا حيث يساوي 250 غراما من اللحم يوميا، أي ما يزيد بأربعة أضعاف عن المستوى المقبول والمعترف به من قبل المختصين. ولا تتخلف البلاد الأوروبية والبلاد المنتجة للحوم في أمريكا الجنوبية عن هذا المعدل إلا بمقادير ضئيلة جدا. بينما يقع سكان الهند في الطرف المقابل من هذه القائمة حيث يقل متوسط استهلاك اللحم في هذا البلد عن 10 غرامات يوميا. ويقول التقرير المذكور إن زيادة مستوى الرفاهية في البلاد النامية سيؤدي إلى ازدياد استهلاك اللحم في العالم بنسبة 70%. ومن أصل 120 بلدا ثمة 21 من البلدان فقط أرسلت خططها إلى مؤتمر باريس حول تقليص انبعاث الغازات الضارة الناجمة عن تربية المواشي. ولا تنص خطة واحدة من هذه الخطط على تقليص استهلاك اللحم لأن حكومات هذه الدول تخاف من ردود فعل الناخبين الذين لا يتحملون تدخل السلطات في شؤونهم الشخصية مثل فرض الحمية.
مشاركة :