يعتقد الطفل النرجسي أن العالم يدور من حوله لتفرده وتصبح حاجته لإثبات ذلك أكثر إلحاحا. ويؤكد خبراء علم النفس أن الطفل النرجسي لا يلتفت إلى مصادر العلم والتعليم إلا عندما يحلو له الموضوع الذي يتعلمه، وبخلاف ذلك يقفز فوق الموضوعات التي لا تكون سببا في تألقه وإثبات تفوقه. وعندما لا يتلقى المدح يتوقف. ويشير الخبراء إلى أن الأبوين إذا أهملا الطفل أو أساءا إليه، فإنه يكون عرضة لأن يصبح نرجسيا في المستقبل، خاصة إذا أوهماه بتوقعات غير واقعية عن نفسيهما. إضافة إلى ذلك، فإن تضخيم الإنجازات الصغيرة والمبالغة في تقدير الذات يصنعان طفلا نرجسيا في المستقبل. فالنرجسيون لا يستطيعون تحمل المشاعر السلبية تجاه أنفسهم حيث أنهم يرون عوالمهم من منظور أبيض وأسود للغاية فقط، وفق الخبراء على الآباء أن يضعوا في اعتبارهم الخصائص المختلفة للتربية الصحية التي لن تؤدي بأطفالهم إلى أن يصبحوا بالغين نرجسيين. ولتربية طفل يتمتع بتقدير الذات الصحي والقدرة على التواصل بشكل جيد مع الآخرين، يجب على الآباء أن يضعوا في اعتبارهم الخصائص المختلفة للتربية الصحية التي لن تؤدي بأطفالهم إلى أن يصبحوا بالغين نرجسيين، يرتبطون بشركاء يعشقونهم بشكل مفرط. وأوضح خبراء علم النفس أنه لا يمكن تشخيص الأطفال باضطراب الشخصية النرجسية رسميا قبل عمر 21 عاما، خاصة أنه من الشائع أن تظهر لدى الأطفال بعض السمات النرجسية ضمن عملية نمو الشخصية الطبيعية. وقالت عالمة النفس الإكلينيكي بلوس أنجلس الدكتورة جانبيت ريموند إن هناك فرقا بين السمات النرجسية واضطراب الشخصية النرجسية، مضيفة "لدينا جميعا جوانب نرجسية في شخصيتنا تساعد في بناء احترام الذات وتقدير الذات". وأشارت إلى أن الاختلاف مع اضطراب الشخصية النرجسية هو أن الشخص لديه طريقة مستمرة للشعور بالجرح والظلم وكونه ضحية، فلا يمكنه تحمل نجاح الشخص عندما يكون بجانب نجاحه. وتابعت "إنهم يفعلون ذلك لدرجة أنهم دائما ما يكونون منزعجين، ولا يمكنهم الحفاظ على العلاقات التي تتطلب منهم العطاء والأخذ. فهم مستحقون ولا يشعرون بالخجل من ذلك". ومن سمات اضطراب النرجسية الانشغال بأوهام الذكاء أو القوة أو النجاح اللامحدود، والشعور بالاستحقاق، والعلاقات السطحية والاستغلالية والسلوك المتغطرس، واحتكار الأحاديث، والميل إلى التقليل من شأن الآخرين أو الحط من قدرهم. ShareWhatsAppTwitterFacebook