كشفت دراسة جديدة أن أولياء الأمور الذين يبالغون في تقدير أطفالهم قد يحولونهم إلى أشخاص نرجسيين، إذ أوضح الخبراء أنه كلما ارتفع معدل تقييم احترام الذات، كلما ساعد على تعزيز الغرور لديهم والاعتقاد بأنهم الأفضل ممن حولهم. وقامت الدراسة، وهي الأولى من نوعها، بمتابعة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين السابعة و 11 عاماً، وهي الفترة التي تظهر فيها النزعات النرجسية. وقامت بتتبع 565 طفلاً من هولندا ليختبروا السمات الشخصية النموذجية للنرجسيين، وفق ما ذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية. وقال أحد مؤلفي الدراسة، براد بوشمان: "الاطفال يصدقون آباءهم عندما يخبرونهم بأنهم مميزون أكثر من غيرهم. قد لا يكون ذلك جيداً بالنسبة إليهم أو للمجتمع. عندما بدأت في إجراء البحث في التسعينات، كنت أعتقد أن أطفالي يجب أن يعاملوا بطريقة خاصة لأنهم مميزون أكثر عن غيرهم"، مضيفاً: "من المهم إظهار الدفء والحنان للطفل، لأن ذلك يعزز من احترام الذات لديهم، ولكن زيادة قيمتها قد تزيد من النرجسية". وأوضح مشارك آخر في الدراسة، إدي بروملمات، أن الآباء المفرطين في تعزيز تقدير أطفالهم، يميلون إلى الادعاء بأن أطفالهم على علم بالعديد من الموضوعات المختلفة، حتى تلك التي لم تكن موجودة آنذاك. وأشار الباحث إلى وجود عوامل أخرى تؤدي إلى جعل الأطفال نرجسيين أكثر مثل العوامل البيئية أو الوراثية أو غيرها، لكن الآباء قد يساهمون في جعل أطفالهم أن يصبحوا نرجسيين أكثر عندما يبالغون في تقديرهم. وأكد أن التعليم والتدريب للوالدين يساعد على جعلهم يعبرون عن المودة والتقدير اتجاه أطفالهم، من دون إخبارهم بأنهم متفوقون على الآخرين، وأن لهم الحق بالحصول على امتيازات عن غيرهم.
مشاركة :