الخرطوم - أعلنت السلطات السودانية، الخميس، حظر التجمعات وسط العاصمة الخرطوم قبيل ساعات من انطلاق تظاهرات تطالب بـ"الحكم المدني" في البلاد فيما يبدو ان السودان يتجه الى تصعيد غير مسبوق. ودعت لجنة أمن ولاية الخرطوم، في بيان، المواطنين إلى "أن يكون تجمع المواكب (المسيرات) بالميادين العامة بالمحليات، بالتنسيق مع لجان أمنها، والابتعاد عن المستشفيات والمؤسسات التعليمية". وتابعت "كما أن منطقة وسط الخرطوم غير مسموح بالتجمعات فيها". ومنطقة وسط الخرطوم يُقصد بها من السكة حديد جنوبا حتى مقر القيادة العامة للجيش شرقا وشارع النيل شمالا. وأفادت اللجنة الأمنية بأن "حركة السير ستكون كالمعتاد، وأن الكباري (الجسور) مفتوحة ولم يتم قطع الاتصالات، وستقوم بواجباتها في تأمين المواكب والتجمعات بتمكين المواكب من توصيل رسالتها". وشددت على "ضرورة الالتزام بالسلمية في المواكب وعدم السماح للمخربين بالدخول وسط المتظاهرين السلميين، تفاديا لوقوع أعمال تخريب وإصابات". ومظاهرات الخميس، خطوة أخيرة في جدول فعاليات تصعيدي لشهر مارس/ آذار الجاري، أعلنته "لجان المقاومة" (نشطاء)، ويشمل توقيت وأماكن المظاهرات والتجمعات وإغلاق الشوارع للمطالبة بالحكم المدني. وشارك عشرات السودانيين، مساء الأربعاء، في مظاهرات بالعاصمة الخرطوم ومدينة "ود مدني"(وسط)؛ للمطالبة "بالحكم المدني ورحيل العسكر عن السلطة". وقال شهود عيان، أن عشرات المتظاهرين في أحياء جنوبي العاصمة الخرطوم "جبرة والصحافة والامتداد والكلاكلة" وفي مدينة ود مدني، خرجوا في مظاهرات ليلية؛ "للمطالبة بالحكم المدني وإبعاد العسكر عن السلطة". وذكر شهود أن المحتجين رددوا شعارات تنادي بـ"مدنية الدولة وعودة العسكر للثكنات والقصاص من قتلة المتظاهرين". وبثت "لجان مقاومة ود مدني" (مسؤولة عن تنظيم المظاهرات)، على صفحتها الرسمية في "فيسبوك" مقاطع مصورة، لمظاهرات ليلية بالمدينة. على الصعيد نفسه أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، عن 16 إصابة في مظاهرات خرجت نهار الأربعاء في حي "بري " شرقي الخرطوم. وقالت اللجنة الطبية (غير الحكومية) في بيان " إنه تم حصر 16 إصابة في مظاهرات الأربعاء (30 مارس) بحي بري". وأوضحت أن "مجمل الإصابات 16 بينها حالة إًصابة بالرصاص الحي في الصدر استدعت تدخلا جراحيا، و14 إصابة بطلق ناري متناثر يرجح أنه بسلاح خرطوش من بينها إصابات في البطن والصدر، وحالة إصابة في الرأس بآلة حادة". كما دعت تنسيقيات لجان مقاومة مدن الخرطوم وبورتسودان (شرق) وود مدني، وسنار (جنوب شرق) في بيانات منفصلة للخروج في "مليونية الخميس. وقالت "تنسيقية لجان مقاومة الخرطوم" في بيان "ستخرج حشودنا في مليونية 31 مارس وستكون خير بداية لليالٍ ثورية كبيرة في شهر رمضان المبارك". وأضاف البيان "ستتوجه الحشود نحو القصر الرئاسي لأن كلمة الشعب هي العالية وسقوط الانقلاب أصبح وشيكا". ويشهد السودان، منذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، احتجاجات ترفض إجراءات استثنائية اتخذها قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، أبرزها فرض حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين. ومقابل اتهامات له بتنفيذ "انقلاب عسكري"، قال البرهان إنه اتخذ هذه الإجراءات لـ"تصحيح مسار المرحلة الانتقالية"، وتعهد بتسليم السلطة عبر انتخابات أو توافق وطني. وقبل تلك الإجراءات، كان السودان يشهد منذ 21 أغسطس/ آب 2019، مرحلة انتقالية تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024. ويُفترض أن يتقاسم السلطة خلال تلك المرحلة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاق سلام في 2020. والسبت كد عضو مجلس السيادة السوداني، شمس الدين كباشي، دعم المبادرة الأممية الإفريقية لحل الأزمة الداخلية بالبلاد وذلك في محاولة من قبل السلطات تخفيف التوتر داخليا وإنهاء الضغوط الخارجية خاصة الأميركية.
مشاركة :