رجحت صحيفة "هاندلسبلات" الألمانية أن زيادة ضغط العقوبات على روسيا، قد يؤدي إلى فشل هذه السياسة الغربية، مشيرة إلى أن روسيا مرتبطة بشكل وثيق بالاقتصاد العالمي والعلاقات معها مهمة. وحذرت الصحيفة اليومية الألمانية من وجود مجموعة كاملة من دول العالم غير الراضية عن العقوبات التي يفرضها الغرب. وذكرت أن تصريح جو بايدن المثير للجدل عن تغيير السلطة في روسيا، تعرض لانتقادات من قبل العديد من الحلفاء الغربيين، في المقام الأول لأنهم يخشون تصعيدا محتملا بسبب كلمات الرئيس الأمريكي، ولأن كلمات بايدن تضمنت إعلانا بزيادة ضغط العقوبات على روسيا. وتحذر الصحيفة من أن مسألة إمكانية تنفيذ مثل هذه الخطوة، تعتمد على ما إذا كان من الممكن السيطرة على ارتداد تأثير العقوبات على الغرب نفسه. وتشير إلى أن هذه العواقب تتراوح من ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء إلى فقدان الوظائف واستقبال ملايين اللاجئين. ونقلت "هاندلسبلات" عن المؤرخ الأمريكي نيكولاس مولدر قوله: "في الوضع الحالي، قد تفشل العقوبات ليس بسبب ضعفها (كما في السابق)، ولكن بسبب قسوتها المفرطة"، خاصة في ظل حالة الضعف التي يعيشها الاقتصاد العالمي بسبب جائحة الفيروس التاجي، التي عطلت سلاسل التوريد العالمية. كما تنوه الصحيفة إلى أن روسيا، على عكس إيران وفنزويلا وكوريا الشمالية، مندمجة بشدة في الاقتصاد العالمي، لافتة إلى أن العلاقات مع روسيا مهمة لأوروبا بشكل خاص، ولا سيما لألمانيا. وتتطرق الصحيفة إلى عامل آخر يجعل من الصعب شن حرب عقوبات على روسيا، وهو الصين، القادرة على مساندة موسكو بشكل أكثر صراحة والبدء في إلغاء العقوبات المفروضة عليها. بالإضافة إلى أن الغرب لم يتمكن من جذب بقية العالم إلى جانبه، فالعديد من الدول في إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا تنظر بسلبية شديدة للعقوبات الأمريكية والأوروبية، خاصة وأنها ستضطر إلى تحمل التكاليف غير المباشرة لهذه الإجراءات العقابية ضد روسيا. وتخلص الصحيفة إلى أن استعداد مواطني أوروبا الآن لتقديم تضحيات من أجل العقوبات، تعززه الأنباء الحالية حول الأعمال القتالية، متسائلة إذا ما كان هذا الموقف سيستمر بعد ستة أشهر، حين تصبح العواقب الاقتصادية للتدابير العقابية محسوسة بشكل أكبر؟ المصدر: وكالات تابعوا RT على
مشاركة :