دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- "الحب يدفعك للإقدام على تصرفات مجنونة". بهذه الكلمات برّر الممثل ويل سميث تصرّفه خلال تسلّمه جائزة أوسكار لأفضل ممثل خلال حفل توزيع جوائز الأكاديمية، الأحد. وقال جويْل وونغ الأستاذ المحاضر ورئيس قسم الإرشاد وعلم النفس التربوي في جامعة إنديانا بلومينغتون، إنه لا ينبغي أن يشمل هذا الأمر اللجوء إلى العنف. وكان سميث هرع إلى المنصة وصفع الممثل كريس روك خلال تقديمه لحفل الأوسكار، لأنه تناول رأس زوجته جادا بينكيت سميث الحليق بطرفة. وبعد فترة وجيزة من الحادثة، عاد سميث إلى الخشبة ليستلم جائزة أفضل ممثل حيث حاول تبرير تصرفاته عازيًا الأمر إلى أنّ تصرّفه كان مدفوعًا بالحب، وأنه كان يحاول حماية عائلته. وكانت بينكيت سميث تعاني من تساقط شعرها جراء إصابتها بداء الثعلبة. قد يهمك أيضاً صفعة ويل سميث لكريس روك ستثير أسئلة لدى أطفالنا..ما هي الإجابة الأمثل؟ وأوضح وونغ أنه عندما يقدم رجل على سلوكيات ذكورية غير صحية، كاللجوء إلى العنف عند تعرّض أحد أعضاء عائلته للاعتداء، فهو يتعاطى مع الأمر على أنه شخصي ويمسّ بشرفه. وتابع أن "العائلة، وخصوصًا زوجتك، ينظر إليها على أنها امتداد لنفسك، لذلك إهانة زوجتك أو أطفالك سينظر إليها على أنها توازي تهديد وإهانة لك". وأضاف وونغ أنه بالنسبة لشخص متجذّرة لديه هذه العقلية، فإن الطريقة الوحيدة لحماية شرفه تفترض القيام بردة فعل عامة أو اجتماعية تستوجب أن مشاهدته من الناس كي يدركوا أنّ شرفه مصان. في حالة سميث، شاهد ردة فعله 15،3 مليون متابع لحفل توزيع جوائز الأوسكار، إلى ملايين المشاهدين على الانترنت. وقالت ويزدوم باول، مديرة معهد الفوارق الصحية، وأستاذة الطب النفسي المساعد لدى مركز UConn Health في مدينة فارمنغتون، بولاية كونيتيكت الأمريكية، إنّ الشعور بالخجل قد يكون لعب دورًا في ذلك. ربما شعر سميث بالخجل لأنه ضحك في الأساس من الطرفة، قبل أن يلاحظ استياء زوجته فشعر بالخجل نيابة عنها. وأوضحت أنه ليس مقبولًا اجتماعيًا أن يكون الرجال ضعفاء، لذا سيحاولون استعادة زمام الأمور بأسلوب عنيف. الحب ككبش فداء للعنف بالنسبة للناجيات من العنف المنزلي، كان خطاب سميث مألوفًا للغاية. فعندما يمارس بعض الرجال العنف، يبرّرون تصرّفهم بأنه بدافع الحب الحقيقي، وفق ما ورد في دراسة نُشرت في المجلة الدولية للبحوث البيئية والصحة العامة. ولفت وونغ إلى أنّ الأشخاص الذين يلجأون إلى سلوك سيئ، يكون لديهم غالبًا إحساس غامض بأنهم يتصرّفون بطريقة لا تتوافق مع ما هم عليه. وأوضح أنه عليهم إيجاد طريقة لتبرير فعلتهم وجعل ما بدر منهم يبدو مُحقًا. وأشار وونغ إلى أنه يعتقد "من المهم أن يوصّف الناس ما جرى بالاسم، وألّا يدعوا ويل سميث يُفلت من خلال قوله إنّ تصرفه كان دافعه الحب". وقالت باول، "نُعلّم أطفالنا منذ الصغر أنّ الحب لا ينبغي أن يتسبب بالأذى". كيفية كسر الحلقة قال وونغ إنّ عقلية "الرجولة" متجذرة بعمق في مجتمعنا، لذا سيستغرق التخلّص منها وقتًا. وأشار إلى أنه عندما يعبّر الرجل من خلال العنف، يخال ربّما أنّ رجالًا كثرًا يؤيّدون سلوكه، أكثر مما هو عليه الأمر في الواقع. وقد جاء في دراسة وضعت عام 2020، أنّ معظم الناس في الحياة الواقعية، لا تعتقد بأنّه يتوجّب على الرجال أن يكون تصرّفهم عدائيًا. قد يهمك أيضاً دواء جديد لعلاج المفاصل يشفي من داء الثعلبة والصلع أيضاَ ورأى وونغ أنّ إحدى أهم الخطوات للبدء بإحداث تحوّل ثقافي هو إدانة المتفرّج اللامبالي لأعمال العنف، أو ما يسمّى بسلوك المتفرج اللامبالي الإيجابي. وأوضح وونغ أنّه "من المهم جدًا أن يقول الرجال إنهم لا يؤيّدون هذه التصرفات"، لأنّ هذه طريقة عملية لزعزعة السلوك الذكوري غير الصحي. وأضاف وونغ إنه ضروري أيضًا التمييز بين الرجال والسلوكيات الذكورية غير الصحية، لأننا لسنا في صدد مهاجمة الرجال"، متابعًا "أنّنا نريد أن نحتفل بأخلاقيات الرجال، ونعرب عن قلقنا أيضًا عند إظهارهم سلوكًا يتوافق والأعراف الذكورية غير الصحية". وقال رونالد ليفانت، أستاذ علم النفس الفخري في جامعة أكرون بولاية أوهايو، إن ثقافة الشرف لدى الذكور والمعايير الذكورية غالبًا ما تلقّن للفتيان الصغار، لذلك على الحلول أن تبدأ من هذه الأعمار. وأوضح أنّ الشبّان يتربون على عدم البكاء أو إظهار المشاع، مشيرًا إلى أنّه على المعلّمين، والمدرّبين، والأهل، ومقدّمي الرعاية الآخرين التنبّه للرسالة التي يمرّرونها للأولاد حول مفهوم الذكورة. وأضاف ليفانت: "يجب أن يعرفوا أن هذا الأمر ليس إلزاميًا، وأنه في وسعهم أن يكونوا منسجمين مع شخصيتهم، وأنه لا يوجد مجموعة من السمات الشخصية المحدّدة مسبقًا، التي يفترض أن يتماهوا معها". ولفتت باول إلى أنّ الفتيان والفتيات يمكن أن يكونوا عاطفيين بالقدر نفسه، لكن عندما يُطلب من الفتيان "التغلّب على الأمر" أو "كن شجاعًا"، فإن ذلك يُقلّل من قدرتهم على أن يكونوا ضعفاء، ويظهروا مشاعرهم. وخَلُصَت إلى أنّه على البالغين تعليم الشبّان كيف يكونوا ضعفاء، وكيف يستخدمون الكلمات في نزاع يخوضونه بدلاً من قبضتهم.
مشاركة :