التعبير عن الحب للأمكنة واللحظات بأعمال فنية تضجُ بالألوان

  • 12/12/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بحثاً عن مدينةٍ منحوتةٍ في ذاكرة مليئة بالمدن والأمكنة، تتسمرُ الفنانة ثاجبة نجيب أمام اللوحة، لتسترجع مدنًا علقت في ذاكرتها منذُ سنوات حياتها الأولى، ففي معرضها الأخير، الذي عنونتهُ بـ عشقي المستمر، والذي أقامتهُ في بهو مجمع المرفأ بمرفأ البحرين المالي، مساء الأحد (6 ديسمبر)، تنبشُ ثاجبة سجلات ذاكرتها الأولى، لتسترجع مسقط رأسها، مدينة لاهور الباكستانية التي ولدت فيها، وارتسمت على صفحات الذكريات بعمارتها، وطرقها، وناسها، وضجيجها بالحياة. في هذا الأعمال التي ضمها المعرض، والتي تفاوتت أحجامها، نبحرُ في ذاكرة الفنانة، لنجول عبرها في تراث وعمارة مدينة لاهور، إلى جانب أحيائها وأسواقها الشعبية التي تضجُ بالناس البائعين والمشترين. تؤكد لنا الفنانة ثاجبة أمام أحد أعمالها الكبيرة الحجم، بالقول الحب ليس شعوراً محصوراً بين كائنين بيولوجيين لتتابع في مجموعة أعمالي هذه، أنا أعبر عن الحب للأمكنة واللحظات، عن ذلك الحب للحظة الطفولة، والمدينة الأولى التي أبصرتُ النور فيها، مدينة لاهور بجمالها، وحياتها، هذه المدينة التي هي مسقطُ رأسي، تعج بالجمال والبساطة والألوان والفوضى.. تلك الفوضى الجميلة التي حُفرت في ذاكرتي بأزميل الزمن. أجول بنظري مستقصياً لوحة تعجُ بالحروفيات والأرقام الهندية.. أسألها: ما الصلة بين الحروفيات والأرقام والعمارة، وحياة الناس التي تدمجُ جميعها في أعمالك المختلفة؟ لتجيب اللغة هي عائق التواصل بين البشر، وأنا عبر دمج كل هذه العناصر في لوحاتي، أحاول كسر هذا الحاجز، فالفن واللون يكسران حاجز اللغة، ويخلقان تناغماً يخاطب المناطق الأعمق من مناطق اللغة في دماغ الإنسان؛ تلك المناطق التي لا نستطيع التعبير عنها باللكتابة والكلمات، فيكون الإحساس واللون الذي ينعكس على اللوحة، ليخلق موسيقى داخلية تلتقطها أذان المتلقي، مهما اختلفت لغتهُ. لكن الألوان تثير فضولي.. ليس هناك واقعية للون على اللوحة، انها فوضى، فوضى جميلة كما تقول الفنانة، التي تعقب على سؤالي حول استخدامها للألوان بهذه الكثافة بالقول لا أفكر بمنطقية في استخدام الألوان، ولا أخوض حروباً داخلية حول اللون المناسب لهذا المكان وذاك، انهُ الإحساس الداخلي، والطاقة الروحية التي تقودني للتلوين.. إذ انني أتركُ لاحاسيسي حرية أن تنعكس على اللوحة كيفما تشاء تقف قليلاً لتتابع حياتنا مليئة بالألوان، لكننا وسط الضجيج الذي نعيشهُ لا نراها إلا ألواناً باهتة، ولهذا عمدتُ لجعلها ألواناً تضجُ بالحياة، رافضةً الخضوع لهذه البهاتة. من جانبه أعرب أنجر كامبل، الرئيس التنفيذي لشركة مرفأ البحرين المالي، عن سعادته بتقديم هذه الفرصة للفنانين المحليين، لإبراز مواهبهم الفنية، معبراً بأن هذه الفرصة تشجع الطاقات الإبداعية البحرينية، التي من خلالها تضيف قيمة كبيرة للحياة الثقافية على صعيد المرفأ، وعلى صعيد الساحة الثقافية البحرينية.

مشاركة :