وأوضح بولتشو هونيادي المحلل في معهد Political Capital المستقل أن "استطلاعات الرأي تتوقع فوز" حزب أوربان "فيديس"، لكن الفارق طفيف ولم يسبق لرئيس الوزراء الذي يعتمد نهجا سياديا أن واجه يوما مثل هذا الغموض في الانتخابات. وقال المحلل لوكالة فرانس برس "كل الخيارات مطروحة" معتبرا ان "التعبئة القصوى" أساسية لإقناع الناخبين الذين ما زالوا مترددين ويقدر عددهم بنحو نصف مليون في البلد الذي يضم 9,7 ملايين نسمة. ودعا أوربان (58 عاما) أنصاره الجمعة إلى تجمع في مدينة سيكيشفيهيرفار على مسافة ساعة برا من بودابست. وسيردد رئيس الوزراء بهذه المناسبة خطابه الداعي إلى "السلام والأمن"، بمواجهة معارضة يعتبرها "خطرة"، وهو فحوى الشعارات المرفوعة على لافتات انتخابية ضخمة. من جهته، يجمع بيتر ماركي زاي مؤيديه السبت في العاصمة قبل بضع ساعات من فتح مراكز الاقتراح صباح الأحد. خطاب "فعال" وأوضح هونيادي أن الحكومة التي ترفض تسليم أسلحة إلى أوكرانيا "نجحت في حصر إشكالية" الغزو الروسي لهذا البلد "بسؤال بسيط جدا: هل يجدر بالمجر الدخول في الحرب أم لا؟" وتابع أن "هذه الرسالة كانت أكثر فاعلية من رسالة المعارضة التي ركزت انتقاداتها" على روابط أوربان مع الكرملين. وما صب أيضا في مصلحة أوربان بحسبه أن الطرفين لا يتحاربان بأسلحة متساوية إذ أن "الماكينة الدعائية التابعة للسلطة لعبت دورا حاسما" من خلال "تشويه الواقع" وتحريف خطاب المعارضة، فيما تحدث آخرون عن نظام انتخابي منحاز يعطي الأفضلية لحزب فيديس. ورد المتحدث باسم الحكومة زولتان كوفاكش على هذه الانتقادات مؤكدا لوكالة فرانس برس أن "قواعد اللعبة منصفة تماما" وحمل على مرشح المعارضة معتبرا أنه دمية "لا حزب له ولا كتلة في البرلمان". ويواجه بيتر ماركي زاي (49 عاما) رئيس البلدية المحافظ الخارج عن الأنماط، مهمة صعبة إذ يتحتم عليه أن يجمع حوله ستة أحزاب متباينة ما بين اليمينيين والاشتراكيين الديموقراطيين والبيئيين. وتوحد هذه الأحزاب الإرادة في إسقاط أوربان "المتسلط"، وهي تدعو إلى وقف التحول "غير الليبرالي" الذي بدأ عام 2010 في البلد، تواكبه بحسب بروكسل انتهاكات كثيرة للديموقراطية. وشدد ماركي زاي على أن الخيار "لم يكن يوما بهذه البساطة"، داعيا إلى اعتماد "خيار أوروبا وليس الشرق" في إشارة إلى التقارب مع موسكو وبكين الذي باشره أوربان الشديد الانتقاد للاتحاد الأوروبي. "عزلة" دولية والواقع أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استهدف مباشرة رئيس الوزراء المجري فدعاه في رسالة مصورة في مقطع فيديو إلى اختيار معسكره. في المقابل، اتهمت الحكومة الدولة المجاورة بمحاولة التدخل في سير الانتخابات. وقال كوفاكش "إذا كانت العزلة الثمن الواجب دفعه لحماية المصالح المجرية، فإن رئيس الوزراء لن يتردد" لافتا إلى "اعتماد المجر" على إمدادات الغاز والنفط الروسية. وشدد على "خبرة" أوربان "عميد قادة الاتحاد الأوروبي في السلطة"، فيما وصفه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بأنه رجل "صلب وذكيّ يحبّ بلاده" معربا عن "دعمه التام" له. وفي حين أشاد المتحدث بـ"النجاح الاقتصادي" الذي حققته المجر، فإن المعارضة تنتقد سياسة السلطات "غير المسؤولة" على خلفية التضخم المتسارع وتراجع سعر العملة الوطنية "الفورنت" في مقابل اليورو. وضاعفت الحكومة خلال الحملة الانتخابية التدابير لاجتذاب الناخبين، من تحديد سقف لاسعار الوقود إلى التخفيضات الضريبية. لكن أندراس بيرو ناغي من معهد Policy Solutions أوضح هذا الاسبوع أمام صحافيين أن "كل هذه التدابير السخية التي كان يفترض أن تكون السلاح السري للسلطة تبخرت" مع الارتفاع الحاد في الأسعار. وتجري الانتخابات للمرة الأولى تحت إشراف أكثر من مئتي مراقب دوليّ وسط مخاوف من حصول عمليات تزوير.
مشاركة :