يحلّ شهر رمضان المبارك على دولة الإمارات العربية المتحدة وأهلها بنكهة جديدة هذا العام، غير تلك التي سبقته في العامَين الماضيين، اللذين شهِدا مجموعةً من الإجراءات الاحترازية، استهدفت حماية أفراد المجتمع من جائحة «كورونا»، والوصول بهم إلى برّ الأمان، وذلك بفضل رؤيتها الواضحة ومنهجيتها الناجحة التي جعلتها تواصل الخطى نحو مرحلة التعافي بثبات، وحسّنت من المؤشرات الصحية التي قادت إلى تحسّنٍ وتعافٍ واضحين، وتمكّنت، بتضافر جهود أفراد المجتمع والجهات المعنية كافّة، من تجاوز هذه الأزمة العالمية، مسطِّرةً بحروف من نور إنجازات مبهرة، يشهد لها القاصي والداني. ومع دخول دولة الإمارات مرحلة التعافي من الجائحة، يستبشر الجميع بتخفيف الإجراءات والقيود اللازمة للحدّ من انتشار فيروس «كورونا»، مع ضرورة الحفاظ على مكتسبات التعافي التي حُقِّقت، بما ينسجم مع تعليمات الجهات المختصّة بشأن الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية، لضمان العودة الكاملة إلى كل الأجواء الروحانية والمظاهر الاجتماعية التي تميّز هذا الشهر، الذي فضّله الله سبحانه وتعالى بخصائصَ عدّة، تُبقيه شهرًا للعبادة والسمو بالأرواح، والارتقاء بها عن كلّ ما يلوّثها. ولأن لهذا الشهر أهمية خاصة وصبغة إنسانية ملهِمة، فقد حرصت دولة الإمارات على مواصلة إطلاق المبادرات التكافلية والمشروعات الخيرية، في موسم مشهود للخير والعطاء والبذل والإخاء، جاعلةً من هذا الشهر الفضيل، المعروف بأجوائه الإيمانية، رمزًا لقيم التآزر والتضامن والتماسك المجتمعي، التي تتجسّد في الوقوف إلى جانب المعوزين في كلّ مكان، وإمدادهم بكلّ ممكنات العيش الكريم، عبْر مبادرات إنسانية وخيرية، جابت العالم بهمّة أهلها واهتمام مؤسّساتها، التي تمتهن عمل الخير وتعزّز حضوره بكفاءة وجودة عاليتَين. وتأكيدًا لتسيّد قيم الإحسان والعطاء في هذا الشهر المبارك، فإنّ الجمعيات الخيرية في دولة الإمارات، والقائمين عليها والمتطوّعين فيها، يؤكدون، بشكلٍ دائم، الحرص على الوصول إلى أكبر قدر ممكن من المحتاجين في العالم، إيمانًا منهم بأهمية التكافل مع الآخرين، من خلال مبادرات وحملات تقوم على شعارات كبرى، أساسها وقوف الجميع صفًّا واحدًا لتحقيق مجموعة من المستهدَفات، أبرزها التماسك الاجتماعي والتوازن بين طبقاته، وتعزيز التعاضد المجتمعي، ومشاركة أفراده في جعْل ثقافة التسامح والمسؤولية تجاه الآخرين ممارسة واقعية، تُطبَّق على أرض الواقع بالتزام وحرص كبيرَين. لقد كان الفضل في كلّ ذلك لقيادة رشيدة آمنت بأنّ عمل الخير ونشره يكتسب بركةً أعظم في الشهر الفضيل، وفرصة لابتداع قنوات عطاء جديدة، تُترجم روحانياته، وتنعكس على جعْل التضامن والبذل والإخاء بين الناس الهدفَ الأسمى والصورة الأنصع لكلّ العلاقات بين البشر. * عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.
مشاركة :