الخرطوم - هدّد رئيس مجلس السيادة في السودان الفريق أول عبدالفتاح البرهان الجمعة بطرد الممثل الخاص للأمم المتحدة فولكر بيرتس بسبب "التمادي في التدخل" بشؤون البلاد. وسبق ان عبر مسؤولون سودانيون كبار عن استيائهم من نشاطات بيرتس في الشهور الاخيرة، واعتبروا ان تحركاته تخالف مبدأ الحياد المفترض ان تلتزم به الأمم المتحدة، كما ابدت قوى سياسية معارضة استياءها من دور المبعوث الأممي. وكان بيرتس قال في خطاب أمام مجلس الأمن الدولي الاثنين إن السودان يتجه نحو "انهيار اقتصادي وأمني ومعاناة إنسانية كبيرة" ما لم تُستأنف الفترة الانتقالية بقيادة المدنيين الذي أطاحهم البرهان في انقلاب عسكري العام الماضي. كما نبّه المبعوث الأممي من ارتفاع منسوب الجريمة والفوضى، وقتل المتظاهرين المناهضين للانقلاب، والعنف ضد المرأة "من جانب أفراد قوات الأمن"، و"تصعيد" استهداف النشطاء. ورد البرهان على المبعوث الاممي خلال حفل تخريج دفعات جديدة من الكلية الحربية وجامعة كرري، مطالبا إياه بأن "يكف عن التمادي في تجاوز تفويض البعثة الأممية والتدخل السافر في الشأن السوداني وبأن ذلك سيؤدي إلى طرده من البلاد". كما حضّ البرهان الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي على "تسهيل الحوار بين السودانيين وتجنب تجاوز تفويضهم"، وفق ما أورد بيان مكتب المتحدث الرسمي باسم الجيش. بدوره، اتهم رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة إبراهيم الحوري في مقال الخميس بعثة الأمم المتحدة في السودان (يونيتامس) برئاسة بيرتس بأنها "لم تلتزم بمبدأ الحياد". ورفضت البعثة الاتهام لكنها شددت على أنها "غير محايدة بخصوص الالتزام بحماية حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية". وتهزّ احتجاجات حاشدة السودان منذ الانقلاب وتواجه بحملة قمع من قوات الأمن أسفرت حتى الآن عن مقتل 93 شخصا، وفق نقابة أطباء مستقلة. وقال بيرتس إن بعثة الأمم المتحدة اتفقت مع الاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) على بذل جهود مشتركة لتسهيل المحادثات في السودان. كما دعمت مجموعة أصدقاء السودان، وهي تجمع يضم الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، الجهود الأخيرة لتسهيل الحوار. ودعت المجموعة إلى استئناف العملية السياسة بقيادة المدنيين التي بدأت اثر إطاحة الرئيس السابق عمر البشير عام 2019 لأن "من شأنها أن تمهد الطريق لاستعادة المساعدة الاقتصادية وتخفيف الديون الدولية".
مشاركة :