يصر كثير من اللاجئين الأوكرانيين على اصطحاب حيواناتهم الأليفة أثناء فرارهم من القتال الدائر في بلادهم. إذ وصلت العديد من الحيوانات الأليفة من قطط وكلاب وحتى دببة إلى ألمانيا، التي ترحب بتلك الحيوانات بإبرة ضد داء الكلب. تكتظ ملاجئ الحيوانات في أوكرانيا بعد أن تركها أصحابها حيث تعذر عليهم أخذها معهم أثناء الفرار من المعارك مع احتدام القتال في أوكرانيا، لم يجد الكثير من السكان أمامهم سوى الفرار من أتون المعارك خاصة في مدن مثل خاركيف، ومن بين الأوكرانيين الفارين كانت أسرة الفتاة أدانا (21 عاما) التي تمتلك كلبة تسمى "لونا". ورغم أن الأسرة قررت في بداية الأمر ترك لونا الأليفة في أوكرانيا، إلا أن القرار النهائي كان أخذها معهم إلى ألمانيا في رحلة شاقة كانت محطتها الأولى بولندا ثم مدينة هانوفر الألمانية وحتى الوجهة الأخيرة في مدينة كولونيا. أما بالنسبة للفتاة أدانا، فإن لونا وهي من نوع "جاك راسل تيرير" وتبلغ من العمر ستة أشهر، ليست مجرد حيوان أليف بل تمثل لها الأمل؛ فهي تواسيها في الأوقات الصعبة لا سيما في الأزمة الأخيرة والفرار من أوكرانيا. وتخلص أدانا ذلك بقولها "عندما تشعر عائلتي بالحزن الشديد، نلعب مع لونا التي تمنحنا مشاعر إيجابية وتساعدنا على مواجهة المشاعر السلبية السيئة". الحيوانات الأليفة تواسي لاجئي أوكرانيا تعود قصة انضمام الكلبة لونا إلى عائلة أدانا إلى بداية العام الجاري حيث كانت هدية رأس السنة. بعد اندلاع الحرب حين كانت الأسرة تعتزم الفرار من خاركيف، فكرت في ترك لونا، لكن أفراد الأسرة رفضوا ذلك وقرروا جلبها معهم. اصرت عائلة أدانا على جلب كلبتهم لونا خلال رحلة النزوح من أوكرنيا واللجوء إلى ألمانيا وقد صب اصطحاب لونا في صالح الأسرة إذ ساعدت الكلبة الفتاة أدانا وعائلتها الصغيرة في العثور على مكان للإقامة بعد وصولهم إلى كولونيا. إذ ساعدت الكلبة في لفت انتباه الشاب يان وهو أحد المتطوعين الذين شرعوا في مساعدة اللاجئين الأوكرانيين في محطة القطارات الرئيسية في المدينة الألمانية. وأشاد يان بقرار عائلة أدانا في جلب لونا، وقال "لو كنت لاجئا واضطررت إلى الفرار بالتأكيد سأصطحب كلابي معي". وأضاف "قررت أن استضيف الأسرة، بعد أن قرأت تقريرا صحفيا أشار إلى مدى صعوبة حصول العائلات الأوكرانية التي بحوزتها حيوانات أليفة على سكن". لونا وأصدقاؤها الجدد وعمد يان إلى إخلاء الاستديو الخاص به، حيث يعمل مصورا، لتتمكن أسرة أدانا والكلبة من العيش بالمنزل فيما حظيت لونا بأوقات ممتعة مع كلبين آخرين، لكن كان يتعين في البداية الذهاب بالكلبة إلى الطبيب البيطري "ليتم تطعيم لونا ضد داء الكلب. ثم قرر الطبيب ووضعها في حجر صحي لمدة ثلاثة أسابيع" ويضيف يان بأنه تم تسجيل الكلبة لدى منظمة تسمى Blue-Yellow Cross كانت قد ساعدت في نقل أكثر من 400 لاجئ أوكراني إلى كولونيا. بيد أن جلب اللاجئين حيواناتهم الأليفة ليس بالأمر السهل، حسب يان. تقوم بابيت تيرفير بنقل الطعام للحيوانات الأليفة في أوكرانيا عدوى داء الكلب وعلى النقيض من ألمانيا، فإن داء الكلب لا يزال متوطنا في أوكرانيا، إذ لم يعلن بعد أنها خالية من هذا الداء. ولهذا لا يُسمح للحيوانات بالبقاء في مراكز إيواء اللاجئين حيث يتم إرسالها إلى مأوى للحيوانات عند الوصول ليتم تطعيمها ووضعها في الحجر الصحي. ومن شأن هذا الأمر أن يزيد عدد الحيوانات التي تعيش في مآوي الحيوانات بألمانيا، ويزعج هذا الأمر العديد من الأطفال الأوكرانيين الذين اعتادوا على وجود حيواناتهم الأليفة معهم. وفي هذا السياق، يطالب توماس شرودر، رئيس الجمعية الألمانية لرعاية الحيوان، بضرورة توفير مساكن "تسمح للأوكرانيين بالاحتفاظ بحيواناتهم الأليفة". تخشى منظمات الرفق بالحيوان على مصير الحيوانات ومنها الدببة التي تعيش في محميات طبيعية في أوكرانيا حماية الحيوانات الأليفة في أوكرانيا ورغم إصرار عائلة أدانا على جلب لونا، إلا أن العديد من الأسر الأوكرانية لم يكن بمقدورها اتخاذ قرار مشابه. فيما لا تزال العديد من الحيوانات الأليفة تعيش في ملاجئ للحيوانات في أوكرانيا. وإزاء ذلك، بدأت بابيت تيرفير وهي ناشطة ألمانية في مجال رعاية الحيوان، في الذهاب إلى الحدود الأوكرانية لإحضار الحيوانات الأليفة إلى ألمانيا. وفي رحلتها التالية خلال الأيام القادمة ترغب في إنقاذ 35 كلبا. وتقول إنه من "غير المقبول نقل مسؤولية (الحيوانات الاليفة الأوكرانية) إلى دول مثل هنغاريا وبولندا وهما دولتان يوجد بهما أزمة في رعاية الحيوانات. وبسبب المخاوف من انتشار داء الكلب، فإن "السلطات الألمانية لا تسمح بدخول الحيوانات التي كانت تعيش في ملاجئ حيوانات في أوكرانيا بشكل مباشر، إذ تصر على وضع هذه الحيوانات في حجر صحي لمدة ثلاثين في إحدى دول الاتحاد الأوروبي، كما يجب أن يتم تطعيم هذه الحيوانات حتى لو كانت قد حصلت على التطعيمات اللازمة في أوكرانيا" تقول تيرفير. وكانت أول رحلة للناشطة في رعاية الحيوانات تيرفير، إلى أوكرانيا لإنقاذ الحيوانات الأليفة قبل أسبوعين إذ شرعت في تسهيل دخول شاحنة تزن 12 طنا وأربع سيارات تحمل 18 طنا من أغذية الحيوانات حيث قامت بإفراغ هذه الحمولة قرب الحدود الهنغارية-الأوكرانية. تم إنقاذ بعض الدببة من الحرب في أوكرانيا ونقلها إلى ألمانيا ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أخذت معها في طريق العودة ستة لاجئين أوكرانيين وحيواناتهم الأليفة و 35 كلبا من ملجأ للحيوانات في كييف. وقالت إن "اللاجئين وحيواناتهم في حالة إرهاق كبير، لقد اضطررنا إلى وضع العديد من هذه الحيوانات في أكياس تسوق لأنه كان يتعين الفرار بسرعة من أوكرانيا". وليست تيرفير الوحيدة التي تقوم بانقاذ الكلاب من أوكرانيا إذ هناك نشطاء في مجال رعاية الحيوان يخاطرون بحياتهم بالذهاب إلى كييف لإحضار عشرة أو 15 كلبا في كل رحلة. فرار حيوانات الدببة إلى ألمانيا بدورها، قالت ماجدالينا شيرك تريتين، وهي ناشطة أخرى في رعاية الحيوان وتعمل مع منظمة تسمى "Vier Pfoten" أو الكفوف الأربعة"، إن ملاجئ الحيوانات الأربعة في أوكرانيا ليست فقط مليئة بالكلاب والقطط وإنما أيضا بحيوانات أخرى. وتقول "إننا نتعاون منذ فترة طويلة مع منظمات شريكة في أوكرانيا. وعقب اندلاع الحرب اتصلت بنا منظمة تدير ملجأ للحيوانات في كييف يأوي سبعة دببة تم إنقاذها في السابق". وتضيف بأنه "كانت المنظمة تخشى على مصير الحيوانات، لذا قمنا بجلبها إلى ملجأ نديره قرب مدينة لفيف". يشار إلى أن محمية "دومازير" للدببة في غرب أوكرانيا تأوي قرابة ثلاثين حيوانا فيما تم نقل عدد منهم إلى ألمانيا ووضعهم في حديقة للدببة". أوليفر بيبر/ م.ع
مشاركة :