إعلام أمريكي يحذر بايدن من تشجيع نظام إيران المستبد

  • 4/3/2022
  • 03:04
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حذرت صحيفة «ذي هيل» الأمريكية من شطب الحرس الثوري الإيراني من القائمة الأمريكية للإرهاب، لافتة إلى أن الإجراء إن تم، فهو يشجع المستبدين ويثبط عزيمة الديمقراطية، ومشددة على أنها خطوة يجب تجنبها.وبحسب مقال لـ «لورانس ج. هاس»، الزميل البارز في مجلس السياسة الخارجية الأمريكية: إن ما تفعله واشنطن رداً على أي تحد عالمي كبير له تداعيات مهمة على معضلات وأزمات أخرى.وأضاف: مع تصاعد الاستبداد وتقلص الحرية في جميع أنحاء العالم منذ ما يقرب من عقدين من الزمن الآن، يجب على الولايات المتحدة تجنب الخطوات التي من شأنها أن تشجع المستبدين وتثبط عزيمة الديمقراطيين.وأشار إلى أنه في الواقع، يجب على واشنطن تشكيل استجابتها للتحديات العالمية المتباينة مع وضع سؤال رئيسي في الاعتبار وهو: ما الذي سيفكر فيه الديكتاتوريون؟وأردف: على سبيل المثال، فيما سيفكر الديكتاتوريون عقب التقارير التي تفيد بأن الرئيس جو بايدن يفكر في شطب الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية (FTO) التابعة لوزارة الخارجية مقابل التزام النظام بتقليص أنشطته الخبيثة في المنطقة، وذلك للمساعدة في استعادة الاتفاق النووي العالمي لعام 2015 مع طهران.إيران والإرهابومضى الكاتب ج. هاس، يقول: لطالما اعتبرت واشنطن طهران الدولة الراعية الرائدة للإرهاب في العالم، وإدراكًا منها أن إيران تمارس أنشطتها الإرهابية إلى حد كبير من خلال الحرس الثوري، وضعت إدارة ترامب المنظمة على قائمة FTO في أبريل 2019.ولفت إلى أن التصنيف كان انعكاسًا دقيقًا للدور الخبيث الذي يواصل الحرس الثوري الإيراني القيام به في المنطقة.وتابع: كتبت وزارة الخارجية في تقريرها السنوي الأخير عن الإرهاب أن إيران استخدمت فيلق القدس التابع للحرس الثوري لتقديم الدعم للمنظمات الإرهابية، وتوفير غطاء للعمليات السرية المرتبطة بها، وخلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة.ونبَّه إلى أن طهران كانت قد أقرت بتورط فيلق القدس في نزاعي العراق وسوريا، موضحًا أن الفيلق هو الآلية الرئيسية لإيران لزراعة ودعم النشاط الإرهابي في الخارج.واستطرد: بعد الثورة الإيرانية عام 1979، أنشأ النظام «الثيوقراطي» للخميني الحرس لحماية الثورة من التهديدات في الداخل والخارج، وهو تتبع المرشد خامنئي مباشرة، ولديه حوالي 125 ألف جندي، ويعمل مع «حزب الله» وجماعات إرهابية أخرى، ونفذ الحرس عمليات كبيرة في سوريا والعراق في السنوات الأخيرة لتعزيز المصالح الإيرانية، هذا الشهر فقط، كشف الحرس عن قاعدتين جديدتين لأنفاق الصواريخ والطائرات بدون طيار في جبال إيران.وشدد على أنه من المؤكد أن الشطب من القائمة لن يعني أن الولايات المتحدة لم تعُد قادرة على معاقبة الحرس الثوري، وتابع: في ظل سلسلة من السلطات الفيدرالية، عاقبت واشنطن مرارًا وتكرارًا أو ذراعها فيلق القدس، منذ 2007، وبحسب ما ورد، تفكر الإدارة في رفع تصنيفه كمنظمة إرهابية أجنبية فقط.حلفاء وخصومويواصل لورانس ج. هاس، مقاله قائلا: مع ذلك، فإن القيام بذلك من شأنه أن يبعث برسالة لا لبس فيها ليس فقط إلى طهران، وليس فقط إلى حلفاء أمريكا في المنطقة وخارجها، ولكن أيضًا إلى أقوى خصومنا في بكين وموسكو.وأردف: في المنطقة، اهتز حلفاء أمريكا بسبب الانسحاب الأمريكي المتعثر من أفغانستان في أغسطس، الذي أعاد طالبان إلى السلطة وترك مئات الأشخاص الذين عملوا مع القوات الأمريكية عالقين، يبدو أن هذا يشير إلى انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة الذي من شأنه أن يترك حلفاءنا عُرضة لمخططات إيران التوسعية.وأوضح أن الأسوأ من ذلك أن حلفاء أمريكا الإقليميين كانوا يخشون ألا تثبت الاتفاقية النووية لعام 2015 مع إيران فعاليتها في منع إيران من تطوير أسلحة نووية، وما لم تتغيّر معاييرها بشكل كبير وغير متوقع، فمن المؤكد أنهم سيخشون مرة أخرى من أن الصفقة التي تم إحياؤها لن تثبت فعاليتها بعد الآن.وأضاف: نتيجة لذلك، من المناسب أن نسأل ما الذي سيفكر فيه ديكتاتور طهران بشأن الإدارة التي تفكر في شطب الحرس الثوري الإيراني؟وتابع: من المؤكد أن الاستنتاج الذي سيتوصل إليه المرشد هو أن البيت الأبيض يائس من التوصل إلى صفقة، وأن المفاوضين الإيرانيين يمكنهم الضغط للحصول على المزيد من التنازلات، وأن الولايات المتحدة ليس لديها أي استعداد للقيام بعمل عسكري لمنع نظامه من التحول إلى برنامج نووي.حرب أوكرانياويواصل مقال الزميل البارز في مجلس السياسة الخارجية الأمريكية، لورانس ج. هاس والمنشور بصحيفة «ذي هيل» الأمريكية يقول: ثم هناك روسيا، رداً على حرب أوكرانيا، حشد الرئيس بايدن الغرب لمعاقبة موسكو، وإرسال أسلحة إلى كييف، وعزل الرئيس فلاديمير بوتين، ومع ذلك، فقد أصر على أنه لن يرسل قوات أمريكية إلى أوكرانيا وميّز بشكل حاد بين كيفية رد واشنطن على الهجمات على دول الناتو مقابل الدول غير الأعضاء في حلف شمال الأطلسي.وبحسب الكاتب، فإن بكين مهمة في هذا الصدد، حيث حذر الرئيس بايدن الرئيس الصيني تشي جين بينغ من تداعيات خطيرة إذا قدمت الصين لروسيا مساعدة اقتصادية أو عسكرية في أوكرانيا.وتابع: لكن شي لم يقدم أي التزام في المقابل، وانتقدت بكين بشدة العقوبات بسبب آثارها على عامة الناس والاقتصاد العالمي، واقتربت الصين من روسيا في الأشهر الأخيرة كجزء من قوة عظمى مناهضة للولايات المتحدة.وأردف: ما الذي سيفكر فيه الديكتاتور في بكين بشأن إدارة في واشنطن تفكر في شطب الحرس الثوري الإيراني؟ على الأرجح، سيفكر في أن واشنطن ليس لديها أي استعداد لصراع طويل الأمد، سواء في أوكرانيا أو في بحر الصين الجنوبي، حيث تبني الصين جزرا جديدة ذات طبيعة عسكرية حول تايوان، التي هددت الصين بالاستيلاء عليها بالقوة.واختتم بقوله: في ماذا سيفكر المستبدون؟ إنه السؤال الذي يجب على واشنطن أن تطرحه على نفسها باستمرار. في حالة تواصل الإدارة السخي مع إيران، فإن الإجابة لن تؤدي إلا إلى استنتاجات خطيرة.

مشاركة :