بقربك حين آذنها اللقاءُ جميل حفّه منك البهاءُ يعطّر حرفها لكمْ الدعاءُ ودادك إذ يحلّ هنا الغناءُ كما يزهو على العيّ الذكاءُ كضوء الشمس عمّ به الضياءُ وشعرا لا يحيق بهِ الفناءُ ومنه يشعّ في الظلم السناءُ ويغشى حرفَه مِنكَ الحياءُ غداة الشعر ينطقني الصفاءُ وبعض الحسن يظهره الخفاءُ تدللهنّ أو عرض الجفاءُ يذوب إذا أحاط به النقاءُ يسير بخطوتَيْها الكبرياءُ إذا نظرت تحرّكتْ الدماءُ إذا ما قرّبتْ مني الظباءُ متى بالوصل ينقطع الرجاءُ!! يضيق بِهِ من الشوق الفضاءُ أحباء بلبّ القلب باؤوا وإن بعدوا فليس لهمْ نواءُ وهم سيّان إن ذهبوا وجاؤوا ومن يهوى فليس له عزاءُ بذكرك سوف يرفده البقاءُ وليس لها من الحبّ انتهاءُ ويا نورا بهِ بزغتْ ذُكاءُ يجود كما تجود لنا السماءُ جميلا لمْ يكدرْهُ العناءُ على البلوى يحُفُّ به الوفاءُ أناملها يفيض بها العطاءُ جميع بنيهِ فهو لهم وِقاءُ تجلله المهابةُ والإباءُ وأعلمُ لن يُوفّيَكَ الثناءُ قصارى الجهدِ فانهمر الرواءُ تحصنها المودةُ والإخاءُ وعين الماء يقصدها الظماءُ فأنت كما نشاء وما تشاءُ وكان لدائِها منك الدواءُ به اعتدل اعوجاجٌ وانحناءُ يقطّبُ حاجبَيْها الانزواءُ فأنتَ الرمز رفّ به لواءُ قلوبٌ يحتويها الانتماءُ تطاولَ من عزائمها البناءُ وبالإيمان يزدهرُ النماءُ إذا ما العزم حرّكهُ المَضاءُ ودام لنا بعزّكم الرّخاء قوافي الشعر جللّها الهناءُ وحلّقت الحروف بكلّ وادٍ أتيتك حاملا كلمات شعرٍ وجئتك مُنشدا لغة تغنّي تميس على الحروف بكلّ زهوٍ غداة أتتك كنتُ أريد قولا مقالا لا تغيّره الليالي به العلياء واضحة المعاني يبوح ولا يبوح سوى بحبٍّ وتعلم يا أبا سلمان إني وينطقني الجمال إذا تبدّى ويغريني الصدود وإن تمادى وقد أصبو لهنّ لأن قلبي من الغيد الحسان تميس فخرا وترنو بالجمال وربّ عينٍ وقد تتجمد الكلمات عندي وقد أشكو البعادَ وليت شعري أضمّد بالحروف شغاف قلبٍ وكم ناغيت في غسق الليالي وإن غابوا فإنّ لهم حضورٌ فهم في القلب مسكنهمْ أقاموا أناجي طيفهم في كلّ حينٍ ولكنّي أعود لأنّ شعري وباسمك أجمل الكلمات تبقى أبا سلمان يا ألق الليالي ويا أبيات قافيةٍ وشعرٍ ويا حُلما بهِ البحرين ترقى ويا خلُقا رفيعا قد تسامى ويا كفّا تجود وربَّ كفٍّ ويا قلبا يضمّ بكلّ حبٍّ كريمٌ باذلٌ سمحٌ سخيّ ملكتَ قلوبنا قلبا فقلبا ولكنّي بذلتُ بكلّ بيتٍ فيا طِيبا تضوّع في ربوعٍ ويا صفوا ترقرق من معينٍ رعاك الله منْ قلبٍ كبيرٍ حكيمٌ ليس تُعْوزهُ أناةٌ عرفتك في الشدائد ظلّ عطفٍ بِهِ ابتسمتْ وجوهٌ بلْ قلوبٌ فيا قلبا أراه فضاءَ حبٍّ وأنت أبو الجميع إليك تهفو وما قصُرَتْ عن العلياء كفٌّ بعزمك كلّ معضلة ستخبو وتخضرّ المرابع بعد جدْبٍ ودمتَ لنا أبا سلمان ذخراً محمد هادي الحلواجي
مشاركة :