تُعد ظاهرة التسول من الظواهر العالمية، ويختلف حجمها وتصنفيها كظاهرة أو كمشكلة من بلد إلى بلد آخر حسب معدلات ظهورها وارتباط مرتكبيها بجنسية البلد التي تظهر فيه مشكلة التسول. ويرجع ظهور مفهوم أو مشكلة أو ظاهرة التسول لعدة عوامل اقتصادية واجتماعية وسياسية وأمنية وربما تدخل فيها العوامل الثقافية لمرتكبي سلوك وأنماط سلوك التسول، غير أنها تنشط بشكلٍ كبير في البلدان التي تعيش حروباً وصراعاتٍ تخلّف أزماتٍ اقتصاديةٍ مديدة؛ بسبب الظروف التي ترافقها من ازديادٍ في معدلات الفقر وفقدان العمل والمُعيلين وضعف القوة الشرائية وفقدان الأسر لخدمات السكن ومصادر الدخل، وكذلك تخصيص عدد من البلدان التي تبرز فيها ظاهرة التسول جزءاً كبيراً من ميزانياتها لتمويل الأعمال القتالية أو دعم المنظمات الإرهابية، كما يمكن عزو ظهور مشكلة التسول أيضاً إلى التفكك الأسري بسبب الخلافات الأسرية وانفصال الأبوين أو موت أحدهما، وهو ما يعود سلباً على علاقات التكافل الاجتماعي والاقتصادي القائمة في المجتمع. منظمات إرهابية تدير شبكات لحساباتها الخاصة في جمع الأموال والمتسول اليوم لم يعد ذاك الإنسان النحيل رث الملابس حافي القدمين ذا الوجه الحزين، بل ربما تجده في كامل أناقته يلبس كما تلبس ويأكل أيضاً كما تأكل ويبتسم ويضحك بملء شدقيه، بل ويركب أيضاً من السيارات ما تركب، وقد تعدد صور التسول اليوم فلم يعد التسول عند إشارات المرور فقط، أو داخل المساجد والأسواق، بل صعد التسول إلى الفضاء الإلكتروني حيث ظهر عبر منصات التواصل الاجتماعي كشكل جديد من أشكال التسول اليوم عابراً للحدود، وكذلك تحول سلوك وشكل المتسول من المتسول المشرد ذي الملابس الرثة حافي القدمين المنهك إلى المتشرد الأنيق صاحب الملابس الفخمة والعطر الماركة والذي يظهر في صورة «ارحموا عزيز قوم ذل»، ولا تستغرب كل ذلك فعالم التسول أصبح يمثل مجالاً خصباً تديره أغلب المنظمات الإرهابية وعصابات غسيل الأموال نظراً لما تمثله قيمته السوقية. تسول عالمي النيابة العامة: الممارسات تندرج ضمن جرائم «الاتجار بالأشخاص» ومن ناحية أخرى، فهناك دول يتبع المتسولون فيها طقوساً مميزة، ففي فرنسا يرتدي المتسولون الزي الغجري في الشوارع، وخاصةً عند ساحة برج إيفل حيث ينتشر السياح، كما تقوم بعض راقصات الباليه بالرقص في الشارع على أنغام الموسيقى، وبعد انتهاء العرض يضع السائحون النقود في سلة مزينة بالورود، أما في إنجلترا فيقدم المتسولون عروضًا استعراضية لفرق عالمية، بالإضافة إلى تقديم عروض مسرحية بالشارع، خاصة في أيام الأحد والاثنين، ويقوم المتسولون في بلد الموضة إيطاليا، بتقديم عروض أزياء في الشوارع، وهناك من يرتدى شخصيات تاريخية معروفة مثل روميو وجولييت وكليوباترا، ويعتمد المتسولون في أميركا الشمالية على روح الدعابة والفكاهة في التسول، حيث يمسك المتسولون لافتات تحتوي على عبارات غريبة ومضحكة تلفت الانتباه، أمّا في الهند فيوجد بالقرب من العاصمة نيودلهي مدينة مخصصة للمتسولين، وفيها مدرسة لتعليم الأطفال فن التسول، حيث يرسل الأهالي أطفالهم إلى المدرسة لتعلم فنون المهنة، وبعد تلقي الدروس جيدًا يبدأ الطفل العمل في المناطق السياحية والأثرية هناك، ويقوم المتسول بارتداء زي فلكلوري من شأنه جذب السائحين. شبكات الجريمة والتواصل الاجتماعي عوامل عجّلت بالتسول شكل حديث والتسول الإلكتروني من أبرز أشكال التسول الحديثة اليوم، وقد عجل بظهور هذا الشكل من أشكال التسول ثورة المعلومات وتعدد مواقع التواصل الاجتماعي اليوم وكثرة الجماهير المترددين على تلك المواقع، وكذلك عجل بظهور هذا النمط من أنماط التسول كشف ألاعيب المتسولين وحيلهم القديمة، وملاحقة الجهات الأمنية لهم عند إشارات المرور ومنع وجودهم في الأسواق، كذلك ساهمت أزمة كورونا خلال العامين الماضيين من وجود المتسولين في منازلهم وابتكار هذا النمط الجديد بتدريب من عصابات وشبكات التسول العالمية، ويعتبر الكثيرون مهنة التسول الإلكتروني أنها ليست مهنة الضعفاء أو الكسالى، بل مهنة محترفي استخدام «السوشيال ميديا» وأصحاب الأفكار المبتكرة، فيمكنك مصادفة إعلانات وطلبات مختلفة الأهداف، وهناك من يطلب مساعدة في تسديد فواتير المستشفى المتعلقة بمشكلة صحية مستمرة يعاني منها أحد أطفاله، ومن الأشكال التي يتخذها ممتهنو حرفة التسول الإلكتروني التـسول عبر البريد الإلكتروني، وتكون هذه الطريقة على شكل رسائل مزعجة تصل إلى عدد من الناس عبر البريد الإلكتروني توهمهم بحاجة المرسل للمال أو أنه مصاب بمرض خطير يحتاج إلى توفير تكلفة العلاج، أو عن طريق التسـول في غرف الدردشة وتتم عن طريق الدخول عبر غرف دردشة على مواقع التواصل الاجتماعي، يتم فيها سرد قصص غير حقيقية من نسج الخيال تظهر حاجة صاحبها للمال. دوريــات الأمن تباشر مهامّها بالقبض على المتسولين فـي المـناطــق والمحافظات شراء بقرة ومن الأشكال التي يتخذها ممتهنو حرفة التسول الإلكتروني التـسول في غرف «البوكر» على الإنترنت، ففي هذه اللعبة يوجد صندوق مخصص للدردشة، يتم استغلاله من قِبَل المتسولين في الحصول على نسب معينة من الأموال من أرباح لاعبي البوكر، ولكثرة الجدل حول هذا الأمر تم فرض قيود على هذه الغرف بحيث تمنع المتسول من الحصول على المال، فإذا دخل إلى هذه الغرف وحاول سحب المال يتم حظره فوراً، وهناك من يسوق بطريقة عاطفية جلوسه عن العمل والتهديد بالطرد من المسكن حال عدم دفع المستحقات المطلوبة، وهناك من يسوق حاجة والديه للحج أو العمرة ويقدم وصلة ابتزاز ديني لأصحاب المشاعر الدينية الملتهبة من أجل مساعدته ماليًا في البر بأهله. وكما تخدم التكنولوجيا كل مظاهرة الحياة وتوفر طاقات إبداعية لإنجاز المهام المختلفة، أصبحت تخدم أيضًا المتسولين الذين طوعوا تطور الوسائل التقنية وزيادة أعداد المستخدمين لمواقع التواصل لابتكار طرق جديدة في التسول، على رأسها إنشاء آلاف الحسابات الوهمية بأرقام هواتف غير حقيقية، للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص. ومن أبرز القصص المتداولة في فضاء الإنترنت رسالة ترد على جوال العديد وربما تصله الرسالة باسمه ويشير كاتبها أنه يعيش ظروفاً صعبة هو وأسرته في اليمن، وأنه يرغب في شراء بقرة عثر عليها عند أحد المعارف بمبلغ يحدده لك من أجل أن يعطي أطفاله الحليب ويستفيد منها، أو يطلب مساعدة مادية للمساهمة في شراء أرض بسعر زهيد لزراعتها والاستفادة منها، أو حفر بئر في مزرعته التي اشتراها له بعض المحسنين، وغير ذلك من القصص الدرامية المفبركة والتي ينخدع فيها الكثير من أصحاب القلوب الرحيمة. مشهد ذليل «ارحموا عزيز قوم ذل»، وهو شكل جديد من أشكال التسول ولا يقل في خطورته وحيله عن التسول الإلكتروني، ويتبع ممتهنو هذا النمط من السلوك الظهور بشكل الإنسان الراقي الكريم ذي الهيبة والمكانة الاجتماعية لكن في الوقت نفسه يظهر للطرف الآخر ممن يتم استهدافه للتسول طلب المساعدة بشكل درامي، حيث يظهر له أن الصدمات المفاجئة غير المتوقعة هي من أظهرته في هذا المشهد الذليل الذي يتمنى أن لا يظهر فيه أمام عدو أو صديق، ومن أبرز الدراما التي يتبعها أبطال هذا النمط من السلوك هو أنه يظهر في ركوب سيارة فارهة مع أطفاله وزوجته ويقابلك عند محطة الوقود ويطلب مساعدة في دفع مبلغ يوصله لمدينته لفقدانه بطاقاته البنكية، أو غيرها من حيل وألاعيب كنقص مبلغ بسيط لإتمام عملية الابن الموجود في المستشفى وكثير من الأفكار الدرامية، ومنها أن تجد سيدة وأطفالها تبيع مجموعة من الخضار والمستلزمات التي لا تصلح للاستهلاك الآدمي، تظهر بكامل زينتها وهلم جرا..! شبكات دولية وبعد التحول الذي شهده النمط السلوكي لموضوع التسول والآثار الأمنية والاجتماعية التي تترتب على تفشيه في المجتمعات، أكدت أغلب الدراسات والحالات الجنائية التي سجلت في المملكة أن النسبة الأعلى لمرتكبي قضايا التسول هم من خارج المملكة، ومن جنسيات متعددة غالبيتهم من مخالفي نظام أمن الحدود، ومخالفي نظام الإقامة والعمل في المملكة ممن قدموا للعمرة أو الحج، أو الهاربين من الكفلاء والمؤسسات التي قدموا للعمل فيها وامتهنوا عمل التسول، إضافةً إلى أن أغلب ممن تم القبض عليهم من المتسولين سجلوا اعترافاتهم بأنهم يعملون لصالح شبكات دولية في التسول تديرهم وتستغلهم لصالحها، كما أكدت عدة دراسات أمنية أن عالم التسول أصبح يمثل مجالاً خصباً تديره أغلب المنظمات الإرهابية وعصابات غسيل الأموال نظراً لما تمثله قيمته السوقية. مكافحة التسول ومن هذا المنطلق عملت الجهات المعنية في المملكة ممثلة في وزارة الداخلية ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بمعالجة مشكلة التسول من جانبين أولاً: الجانب الأمني -الجانب الوقائي-، ثانياً: الجانب الإنساني -الجانب العلاجي-، وتم العمل على هذه الاستراتيجية العلاجية لمشكلة التسول من خلال إقرار نظام مكافحة التسول والذي يتضمن عدداً من المواد ومنها: المادة الثانية: يُحظر التسول بصوره وأشكاله كافة، مهما كانت مسوغاته، وتختص وزارة الداخلية بالقبض على المتسولين، المادة الثالثة: يحال ممتهن التسول إلى الجهة المختصة بالتحقيق في مخالفات النظام؛ لاتخاذ الإجراءات النظامية اللازمة في حقه، المادة الرابعة: على الوزارة –في حدود أحكام النظام– مسؤولية التنسيق مع الجهات ذات العلاقة فيما يخص مكافحة التسول، وعليها على نحو خاص ما يأتي: دراسة الحالة الاجتماعية، والصحية والنفسية والاقتصادية للمتسولين السعوديين، وتقديم الخدمات الاجتماعية والصحية والنفسية والاقتصادية للمتسولين السعوديين بحسب احتياج كل حالة، وذلك وفقاً للأنظمة والقرارات ذات الصلة، وإرشاد المتسولين السعوديين للاستفادة من الخدمات التي تقدمها الجهات الحكومية والأهلية والخيرية، ومتابعتهم من خلال الرعاية اللاحقة، وإنشاء قاعدة بيانات للمتسولين بالاشتراك مع وزارة الداخلية، وتسجيل كل حالة تسول يتم القبض عليها، وكذلك كل حالة تقدم لها الوزارة الخدمات المنصوص عليها في هذه المادة؛ وذلك لإثبات حالة امتهان التسول، وكذلك نشر الوعي بمخاطر التسول النفسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية، وإعداد الدراسات والبحوث وعقد الندوات والمؤتمرات ذات العلاقة بمكافحة التسول. سجن وغرامة والمادة الخامسة من نظام مكافحة التسول تقول: يعاقب كل من امتهن التسول أو حرض غيره أو اتفق معه أو ساعده –بأي صورة كانت– على امتهان التسول؛ بالسجن مدة لا تزيد على ستة أشهر، أو بغرامة لا تزيد على خمسين ألف ريال، أو بهما معاً، ويعاقب كل من امتهن التسول أو أدار متسولين أو حرض غيره أو اتفق معه أو ساعده –بأي صورة كانت– على أي من ذلك ضمن جماعة منظمة تمتهن التسول؛ بالسجن مدة لا تزيد على سنة، أو بغرامة لا تزيد على مائة ألف ريال، أو بهما معاً، ويبعد عن المملكة كل من عوقب من غير السعوديين –عدا زوجة السعودي أو زوج السعودية أو أولادها– وفقاً لأحكام الفقرتين (1) و (2) من هذه المادة بعد انتهاء عقوبته وفق الإجراءات النظامية المتبعة، ويمنع من العودة للمملكة؛ باستثناء أداء الحج أو العمرة، وتجوز مضاعفة العقوبة في حالة العود، بما لا يتجاوز ضعف الحد الأقصى المقرر لها، أمّا المادة السادسة فتصادر –بحكم قضائي– جميع الأموال النقدية والعينية التي حصل عليها المتسول من تسوله، أو التي من شأنها أن تستعمل فيه، فإن تعذر ضبط أي من تلك الأموال؛ حكمت المحكمة المختصة بغرامة تعادل قيمتها؛ وذلك مع مراعاة حقوق حسن النية، وبالنسبة للمادة السابعة فتقول: إذا شكل التسول –مهما كانت صوره وأشكاله– جريمة بموجب أنظمة أخرى؛ فتطبق العقوبة الأشد، أمّا المادة الثامنة فتوضح أنه تتولى النيابة العامة التحقيق في المخالفات الواردة في النظام، وإقامة الدعوى أمام المحكمة المختصة، والمادة التاسعة تؤكد على إصدار الوزير –بعد التنسيق مع وزير الداخلية– اللائحة خلال تسعين يوماً من تاريخ نشر النظام في الجريدة الرسمية، ويعمل بها من تاريخ العمل بالنظام، وبالنسبة للمادة العاشرة فيعمل بالنظام بعد تسعين يوماً من تاريخ نشره في الجريدة الرسمية. الاتجار بالأشخاص وفي هذا الإطار أكدت النيابة العامة في بيانات لها بعد إقرار العمل بنظام مكافحة التسول في المملكة أن استغلال الأطفال أو كبار السن من الجنسين في ممارسة التسول يندرج ضمن جرائم «الاتجار بالأشخاص» الموجبة للتوقيف وشددت النيابة العامة في عدة بيانات لها على تأكيد حظر كافة السلوكيات والممارسات المتعلقة بالاتجار بالأشخاص بأي شكل من الأشكال باستخدامه، أو إلحاقه، أو نقله، أو إيوائه، أو استقباله من أجل إساءة الاستغلال. وقالت النيابة، العامة، في بيان لها عبر حسابها الرسمي في تويتر: «إن هذه الأفعال والممارسات تعد من الجرائم الكبيرة الموجبة للتوقيف»، وتابعت النيابة: «إنه يحظر الاتجار بأي شخص بأي شكل من الأشكال بما في ذلك إكراهه أو تهديده أو الاحتيال عليه أو خداعه أو خطفه، أو استغلال الوظيفة أو النفوذ، أو إساءة استعمال سلطة ما عليه أو استغلال ضعفه أو إعطاء مبالغ مالية أو مزايا أو تلقيها لنيل موافقة شخص له سيطرة على آخر من أجل الاعتداء الجنسي أو العمل أو الخدمة قسراً أو التسول أو الاسترقاق أو الممارسات الشبيهة بالرق أو الاستعباد أو نزع الأعضاء أو إجراء تجارب طبية عليه». تلقي البلاغات وباشرت الجهات المعنية في وزارة الداخلية ممثلة بالمديرية العامة للأمن العام من خلال شرط المناطق في مناطق ومحافظات المملكة، ودوريات الأمن بالأمن العام مهام أعمالها في العمل وفق نظام مكافحة التسول القاضي بحظر التسول بصوره وأشكاله كافة، مهما كانت مسوغاته، بالقبض على كل من يمارس التسول وإحالته إلى الجهة المختصة للتحقيق في مخالفات النظام، لاتخاذ الإجراءات النظامية اللازمة في حقه، ودعت الجهات الأمنية بالمواطنين والمقيمين بتوجيه صدقاتهم عبر الوسائل النظامية التي تضمن وصولها إلى المحتاجين، وعدم التشجيع على امتهان التسول. وباشرت الجهات المعنية أعمالها في تطبيق العقوبات المقررة على من يقبض عليه وهو يمتهن التسول أو من يحرضه أو يتفق معه أو يساعده أو يدير ذلك بأي صورة كانت، وهي السجن مدة لا تزيد على سنة، أو بغرامة لا تزيد على مائة ألف ريال، أو بهما معًا، إضافةً إلى إبعاد كل من عوقب، بموجب نظام مكافحة التسول من غير السعوديين عن المملكة بعد انتهاء عقوبته وفق الإجراءات النظامية المتبعة، ويمنع من العودة للمملكة، كما خصصت الجهات الأمنية خطاً لتلقي البلاغات عن المتسولين على الرقم 911 بمنطقتي مكة المكرمة والرياض، و999 في جميع مناطق المملكة. جانب علاجي وباشرت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية أعمالها فيما يخصها من جانب نظام مكافحة التسول من تفعيل الجانب العلاجي وذلك من خلال مكاتب مكافحة التسول التابعة لها في مناطق ومحافظات المملكة، والتي تهدف من خلال الخدمات التي تقدمها إلى تحقيق أسس التوجيه والإصلاح السليمة للمتسولين السعوديين، حيث يوجه ذوو العاهات والعجزة إلى دور الرعاية الاجتماعية للاستفادة من خدماتها، ويحال المرضى إلى المستشفيات المتخصصة، حيث تقدم لهم الرعاية الصحية المناسبة دون مقابل، أمّا المحتاجون مادياً فتصرف لهم المساعدات المالية من الضمان الاجتماعي أو الجمعيات الخيرية بعد دراسة حالتهم، كما يحال الصغار والأيتام الذين تنطبق عليهم لوائح دور التربية إلى هذا الدور، حيث توفر لهم الإقامة المناسبة والتنشئة الاجتماعية السليمة، أما المتسولون الأجانب الذين يشكلون نسبة عالية من المتسولين، فإن مهمة متابعتهم وإنهاء إجراءات ترحيلهم تعنى بها الجهات الأمنية المختصة. أربعة مكاتب ويوجد أربعة مكاتب تابعة لإدارة مكافحة التسول تقوم بالتالي، وفيما يخص المتسول السعودي يتم استضافته من قبل اللجان الميدانية وبحث حالته اجتماعياً واقتصادياً ونفسياً وصحياً، وتقديم الخدمات الاجتماعية الصحية والنفسية والاقتصادية حسب احتياج كل حالة، والقيام بالرعاية اللاحقة، ومن أبرز المهام التي تقوم بها مكاتب مكافحة التسول استضافة العمالة الهاربة من منازل أصحاب العمل، وكذلك استضافة العمالة المنزلية المحالة من جوازات المطارات والتي يتأخر أصحاب العمل عن استلامهم، أمّا مكاتب المتابعة الاجتماعية فمن أبرز مهامها صرف إعانات ذوي الاحتياجات الخاصة، ومتابعة الأطفال ذوي الظروف الخاصة لدى الأسر البديلة وصرف الإعانات للأسر الحاضنة، ومن مهام مراكز رعاية شؤون الخادمات القيام باستقبال الخادمات الهاربات من منازل أصحاب العمل بالتعاون والتنسيق مع الأجهزة المعنية الأخرى في المملكة، وكذلك استضافة خادمات المنازل القادمات للعمل من خارج المملكة وتعاني بعض الظروف مثل عدم استقبال أصحاب المنازل لهن في المطارات والإشراف على رعايتهن اجتماعيًا وصحيًا وتقديم الخدمات الأخرى كالإرشاد والتوجيه والإعاشة والكسوة وإشغال وقت فراغ الخادمات بما يعود عليهن بالنفع من خلال البرامج والأنشطة لحين تسوية حقوقهن وإنهاء وضعهن من قبل الجهات الأمنية، كما تعمل مراكز الأطفال المتسولين الأجانب باستضافة الأطفال ما دون سن الثامنة عشرة وإيداعهم بالمركز الإيوائي بفرعيه الرجالي والنسائي وتقديم أوجه الرعاية المتكاملة لهم لحين التحقيق معهم من قبل الشرطة والجوازات وإنهاء أوضاعهم. تويتر أصبح وسيلة للتسول بتغريدات تحريك المشاعر حمل دمية عند إشارات المرور نساء وأطفال تم ضبطهم في الرياض استغلال الأطفال لكسب المال وسيلة إجرامية لاستعطاف الناس قراءة - د. مناحي الشيباني
مشاركة :