بوتشا (أوكرانيا) – الوكالات: اتهمت أوكرانيا روسيا أمس بارتكاب «إبادة» غداة العثور على عشرات الجثث في مدينة بوتشا الواقعة شمال غرب كييف بعد استعادة السيطرة عليها من القوات الروسية، ما أثار تنديد مسؤولين غربيين. وشاهد صحفي في وكالة فرانس برس السبت جثث حوالي عشرين رجلا أحدهم مصاب بجرح بالغ في الرأس في أحد الشوارع على مسافة مئات الأمتار. من جانيه، نفى الجيش الروسي قتل مدنيين في بوتشا واتهم أوكرانيا بفبركة الصور. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان «في وقت كانت هذه المدينة تحت سيطرة القوات المسلحة الروسية، لم يتعرض أي مواطن محلي للعنف». وأكدت أن الجيش الروسي وزّع 452 طنا من المساعدات الإنسانية على المدنيين في هذه المنطقة. وتابعت الوزارة أن جميع السكان «أتيحت لهم الفرصة للمغادرة بحرية» من المنطقة «نحو الشمال»، في وقت كانت الضواحي الجنوبية للمدينة تتعرض «لإطلاق نار من القوات الأوكرانية على مدار الساعة». واعتبرت أن الصور ومقاطع الفيديو التي انتشرت لجثث في شوارع بوتشا كانت «فبركة جديدة (قام بها) نظام كييف لوسائل الإعلام الغربية». ونفت وزارة الخارجية الروسية أمس ارتكاب الجيش الروسي فظائع في صفوف المدنيين في بوتشا، ووصفت التقارير عن ذلك بأنها «حملة إعلامية مخططة ومزيفة». وقال حساب الوزارة عبر تليجرام: «ظهرت قصص عن بوتشا في العديد من وسائل الإعلام الأجنبية في وقت واحد، والتي تبدو وكأنها حملة إعلامية مخططة». وأضافت: «مع الأخذ في الاعتبار أن القوات غادرت المدينة في 30 مارس أين كانت هذه المقاطع المصورة في الأربعة أيام الماضية؟ اختفاؤها لهذه المدة يؤكد فقط أنها مزيفة». وأسفرت الحرب في أوكرانيا التي بدأت في 24 فبراير عن مقتل آلاف الأشخاص على الأقل وأجبرت حوالي 4,2 ملايين أوكراني على الفرار. من جهة ثانية، أعلنت أوكرانيا أن القوات الروسية تنسحب من مدن أساسية في محيط العاصمة كييف وتشيرنيهيف في الشمال لإعادة الانتشار في الشرق والجنوب بهدف «الحفاظ على السيطرة» على المناطق التي تسيطر عليها هناك. وبعد أكثر من شهر على بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أعلنت مساعدة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار السبت «تحرير إيربين وبوتشا وغوستوميل ومنطقة كييف بكاملها من الغزاة». وعبّرت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي أمس عن صدمة إزاء ظهور أدلّة جديدة على قتل مدنيين في أوكرانيا، وحذّرا من أن تراجع القوات الروسية من محيط كييف قد لا يكون إشارة إلى انسحاب تام أو إنهاء للعنف في أوكرانيا. وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأحد لقناة «سي إن إن»، «لا يَسَعك إلّا التعامل مع هذه الصور بوصفها ضربة مؤلمة»، مضيفًا «هذا هو واقع ما يحصل كلّ يوم ما دامت وحشية روسيا ضد أوكرانيا مستمرة». وأكّد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج أمس أنه «ليس متفائلًا جدًا» بشأن ما تقوله روسيا عن سحب قواتها من محيط العاصمة الأوكرانية كييف. وقال لقناة «سي إن إن»، «ما نراه ليس تراجعًا، بل نرى أن روسيا تعيد تمركز قواتها»، مضيفًا «ينبغي ألا نكون مفرطين في التفاؤل لأن الهجمات ستتواصل ونحن قلقون أيضًا بشأن احتمال تزايد الهجمات». وقال المستشار الألماني أولاف شولتس في تصريح مقتضب نقله مكتبه الإعلامي «علينا تسليط الضوء في شكل كامل على هذه الجرائم التي ارتكبها الجيش الروسي»، مشددا على «وجوب محاسبة مرتبكي هذه الجرائم ومن خطط لها»، مطالبا خصوصا بإفساح المجال أمام منظمات دولية لدخول المنطقة «لتوثيق هذه الفظائع». واستنكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد الصور «التي لا تُحتمل» من بوتشا الأوكرانية، مطالبا بمحاسبة «السلطات الروسية». ودعت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس أمس إلى التحقيق في الهجمات الروسية على مدنيين أوكرانيين باعتبارها «جرائم حرب» مع تزايد الأدلة على ارتكاب «أعمال مروّعة» في مدينتي إيربين وبوتشا. وسمعت سلسلة انفجارات صباح أمس في أوديسا وتصاعدت ثلاثة أعمدة من الدخان الأسود على الأقل وألسنة نار في منطقة صناعية على ما يبدو، وفق ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. على صعيد آخر، لا تزال القوات الروسية «تحاصر جزئيا مدينة خاركيف» ثاني كبرى المدن الأوكرانية في الشرق.
مشاركة :