اتهم وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أمس روسيا بارتكاب «مجزرة متعمّدة» في بوتشا غداة العثور على عشرات الجثث في هذه المدينة الواقعة في شمال غرب كييف بعد تحريرها من القوات الروسية. وكتب كوليبا على تويتر «إن مجزرة بوتشا كانت متعمّدة، الروس يريدون القضاء على أكبر عدد ممكن من الأوكرانيين، يجب أن نوقفهم ونطردهم، أطالب بعقوبات جديدة مدمرة من مجموعة السبع حالًا». من جهته كتب أحد مستشاري الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك على تويتر «منطقة كييف، الجحيم في القرن الحادي والعشرين، جثث رجال ونساء قُتلوا وأياديهم مكبّلة، عادت أسوأ جرائم النازية إلى أوروبا، قامت روسيا بذلك بشكل متعمّد». من جهته، توعد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أمس بفرض مزيد من العقوبات على موسكو متهمًا القوات الروسية بارتكاب «فظاعات» في محيط العاصمة الأوكرانية كييف. وأعرب ميشال على تويتر عن «صدمته بالصور المخيفة للفظاعات التي ارتكبها الجيش الروسي في منطقة كييف المحررة» مع الإشارة إلى مدينة بوتشا حيث دُفن نحو 300 قتيل في مقابر جماعية. وأضاف: «الاتحاد الأوروبي يُساعد أوكرانيا والمنظمات غير الحكومية في جمع الأدلة الضرورية لملاحقات أمام المحاكم الدولية». وأشار إلى تحضير «المزيد من العقوبات الأوروبية والدعم». بدورها، دعت وزيرة الخارجية البريطانية الأحد إلى التحقيق في الهجمات الروسية على مدنيين أوكرانيين باعتبارها «جرائم حرب» مع تزايد الأدلة على ارتكاب «أعمال مروّعة» في مدينتي إيربين وبوتشا. وقالت ليز تراس في بيان: إن الحكومة البريطانية ترى «أدلة متزايدة على ارتكاب قوات الغزو أعمالاً مروعة في مدن مثل إيربين وبوتشا». وأكّدت تراس أنه «يجب التحقيق في الهجمات العشوائية على مدنيين أبرياء أثناء الغزو الروسي غير القانوني وغير المبرر لأوكرانيا باعتبارها جرائم حرب». وأضافت: «لن نسمح لروسيا بالتستر على تورطها في هذه الفظاعات من خلال التضليل الإعلامي الخبيث»، لافتةً إلى أن المملكة المتحدة «ستدعم بشكل كامل أي تحقيقات من جانب المحكمة الجنائية الدولية». ودعت إلى عقوبات أقسى على موسكو، بعدما كان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون كتب عبر تويتر مساء السبت أن المملكة المتحدة «ستواصل تكثيف الدعم العسكري والاقتصادي والدبلوماسي بما في ذلك زيادة العقوبات». وقالت تراس: إن من الأساسي أن يستمر المجتمع الدولي في «تزويد أوكرانيا بالدعم الإنساني والعسكري التي هي بحاجة ماسة إليه، وفي زيادة العقوبات لقطع التمويل عن آلة بوتين الحربية من مصدره». وفي برلين، ندد النائب المستشار الألماني ووزير الاقتصاد روبرت هابيك الأحد «بجريمة حرب مروعة» في بوتشا في أوكرانيا، مطالبًا بفرض عقوبات أوروبية اقتصادية جديدة على روسيا. وأكّد هابيك لصحيفة «بيلد»، غداة اكتشاف عشرات الجثث في مدينة بوتشا في شمال غرب كييف بعد تحريرها من القوات الروسية، «لا يمكن أن تبقى جريمة الحرب المروعة هذه دون رد عليها»، وأضاف: «أعتقد أن هناك إشارة إلى تشديد العقوبات، هذا ما نعدّه مع شركائنا في الاتحاد الأوروبي». موسكو تعلن تدمير مصفاة في ضربات على أوديسا استهدفت سلسلة ضربات صباح الأحد مدينة أوديسا الواقعة على البحر الأسود في جنوب غرب أوكرانيا، على ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس بينما ذكرت روسيا أنها دمرت مصفاة ومستودعات وقود. وقالت وزارة الدفاع الروسية في موسكو في تقريرها اليومي «هذا الصباح، (أمس) دمرت صواريخ بحرية وبرية عالية الدقة مصفاة وثلاثة مواقع لتخزين الوقود ومواد التشحيم بالقرب من مدينة أوديسا». وأوضحت أنّ هذه المواقع كانت تزود القوات الأوكرانية بالوقود في اتجاه مدينة ميكولايف، في شرق البلاد. وكانت مدينة أوديسا قالت في بيان إن «النازيين الروس نفذوا ضربة بصواريخ أسقطت الدفاعات الجوية الأوكرانية بعضها». وكتب مستشار وزير الداخلية الأوكراني أنطون جيراتشينكو، على حسابه في «تلغرام»، «تعرضت أوديسا لهجوم من الجو، وتم الإبلاغ عن حرائق في بعض المناطق، وأسقطت الدفاعات الجوية قسماً من الصواريخ، ويوصى بإغلاق النوافذ». مسؤول أممي في موسكو سعيا لوقف إطلاق نار يسعى مسؤول كبير من الأمم المتحدة في موسكو للتوصل إلى «وقف إطلاق نار لأغراض إنسانية» في أوكرانيا حيث أفيد عن تجاوزات في حق مدنيين في منطقة كييف التي استعادها الأوكرانيون من القوات الروسية، فيما سمعت سلسلة انفجارات في مدينة أوديسا الساحلية. وكانت روسيا حتى الآن ترفض أي زيارة لمسؤول كبير في الأمم المتحدة يكون موضوعها الرئيسي أوكرانيا. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة أن نائبه للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث «سيزور موسكو الأحد (أمس) ويتوجه بعدها إلى كييف»، مذكرا بأنه كلفه «السعي لوقف إطلاق نار إنساني في أوكرانيا». موافقة روسية شفهية على مقترحات أوكرانية أكد كبير المفاوضين الأوكرانيين في مفاوضات السلام مع روسيا ديفيد أراخاميا السبت أن موسكو وافقت «شفهيًا» على المقترحات الأوكرانية الرئيسية باستثناء مسألة شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا العام 2014، مضيفًا: إن كييف تنتظر تأكيدًا خطيًا غير أن روسيا هددت الجمعة بتشديد موقفها في المفاوضات بعد ضربة على أراضيها اتهمت أوكرانيا بشنها بواسطة مروحيات.
مشاركة :