مقالة خاصة: متحف بجنوب لبنان يجمع مقتنيات تراثية واثرية من عدة دول

  • 4/3/2022
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

بابتسامة دائمة على وجه هادئ يخفي لمسة من البراءة يستقبلك الشاب الخمسيني مازن عطوي عند مدخل متحفه التراثي وسط بلدته حاروف بجنوب لبنان الذي يجمع مئات المقتنيات من لبنان ودول عربية وأجنبية. من باب خشبي قديم تلج إلى عمق المتحف الذي رتبت بداخله وفوق جدرانه الكثير من الأدوات والمقتنيات والقطع واللوحات الاثرية التراثية الموثقة لحقب تاريخية تسمح للزائر قراءة تبدلات ومتغيرات مرور الزمن. وخلال انشغاله في ترميم إحدى المقتنيات القديمة مستعينا بمطرقة صغيرة وبعض المسامير أشار عطوي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إلى أنه منذ كان في الـ 14 من عمره راودته فكرة اقامة متحف تراثي يحاكي تاريخ الأجداد والأمجاد في لبنان وغيره من الدول. وقال "بحثت خلال 30 عاما عن كل ما هو قديم وقيم في مختلف مناطق لبنان، كما كانت لي جولات في عدة دول مكنتني من اغناء متحفي بمجموعة مقتنيات وتحف قديمة يحن اليها الناس لما تعنيه من بساطة وثقافة وجمال". وأضاف "نجحت بعزم قوي في إنجاز متحف احلامي الذي يحوي قطعا قديمة ونادرة منها ما هو عائد لسلاطين عثمانيين وإلى الحربين العالميتين الأولى والثانية، ناهيك عن أسلحة حربية وأسلحة صيد قديمة وأدوات الفلاحين وفوانيس وقناديل الإنارة العاملة بالكيروسين والسبيرتو ومعدات صناعة النبيذ اللبناني الفرنسي وبيت القرية". وأوضح عطوي أنه حرص على تنظيم محتويات متحفه بطريقة هندسية مميزة، عبر توزيعها على شكل مجموعات أو أجنحة تحاكي كل منها وجها محددا حافلا بالأحداث حيث لكل جناح قصته وحكايته وتاريخه المميز. وقال "الجناح الأول جسد البرجوازية في عهدها القديم، وهو صالة تضم مجموعة من المقاعد والطاولات الفخمة المستقدمة من فرنسا، وفي وسط الجناح طاولة مستطيلة عليها صور عدد من عظماء التاريخ العالميين ومجموعة من الكتب السماوية باعتبار ان التراث لا دين له ويعني كل الناس". أما في ركن البريد فقد خصص عطوي مكانا بارزا لبريد الرئيس الألماني أدولف هتلر كان اشتراه عطوي من المانيا بعدما فاز بمزاد مبيعات خاص باعتباره من التحف العالمية النادرة. اما جناح العملات فجمع اعدادا كبيرة من العملات اللبنانية القديمة الورقية والمعدنية اضافة لمجموعات متعددة من عملات عربية وأجنبية قديمة خارجة عن التداول منذ فترة طويلة. ويروي جناح الحرف قصة الأجداد وكيفية تعايشهم مع واقعهم وحاجاتهم، بحيث عرضت معدات الطبيب القديمة والحلاق المتجول ومطحنة القمح، ومحدلة الأسطح الترابية، أدوات الحراثة، البيت القروي، صندوق العروس الخشبي، الأواني المنزلية النحاسية وأدوات غزل الصوف، معدات صناعة الصابون البلدي، معدات صناعة النبيذ اللبناني والفرنسي. اما جناح "الأنتيكات" الذي شغف به عطوي كما قال لـ((شينخوا)) فهو أشبه بطفله المدلل الذي يمضي معظم أوقاته بين محتوياته، عازفا تارة على الناي أو الربابة، وأخرى يدقق بمعدات الإسكافي والمطهر ومجبر العظام وطبيب الاسنان المتجول. وأكد عطوي ضرورة الحفاط على التراث وحمايته من الضياع باعتباره يحفظ هوية الأمة الذاتية المتنقلة من جيل لآخر وصلة الوصل بين الجيل الجديد وتاريخ الأجداد المشرق.

مشاركة :