الذهب ذلك المعدن الأصفر اللامع صار امل الشباب في تحسين اوضاعهم وتحقيق طموحاتهم في رحلة يحسبها البعض مفروشة بالورود ولكن طريق الذهب محفوف بالكثير من المخاطر التي لا تقبل المغامرة بالأرواح والمستقبل وحديثنا هنا عن مخاطر التعدين التقليدي واخرها الحادث المروري الذي حدث مساء الامس وراح ضحيته احدي عشر من الارواح وكلهم من الشباب ولم يكن هو الحادث الاول ولن يكون الاخير فالتهور في القيادة وعدم التقيد بالقوانين المرورية هو عنوان كل الحوادث التي تشهدها الطرق المؤدية لمناطق التعدين. ليست الحوادث المرورية هي الخطر الوحيد في تلك المناطق التي يرتادها مئات الالاف من المعدنين فهناك مخاطر الابار التي تنهار علي المعدنين ويروح ضحيتها العشرات في كل حادثة انهيار وقد تكررت ظواهر انهيار الابار بصورة كبيرة في مناطق التعدين. ايضاً هناك الخطر الكبير المتمثل في استخدام المواد القاتلة في استخلاص الذهب (السيانيد والزئبق) وهي مواد قاتلة ومسببة للعديد من الامراض في مقدمتها السرطان وهذه المواد خطورتها عند اختلاطها بالمياه (الامطار.. السيول… مياه النيل.. الابار) مما ينقل الخطر من مناطق التعدين الي المواطنين القاطنين في محيط هذه المناطق وقد ظهر ذلك التأثير جلياً علي الانسان والحيوان والنبات وهناك بعض المناطق التي اصبحت موبوءة بالأمراض (منطقة بانت بمحلية بربر كمثال). كذلك نجد أن من ابرز مسالب التعدين التقليدي عمليات التسرب المدرسي فمعظم طلاب المدارس هجروا مدارسهم واتجهوا لمناطق التعدين وكلنا يعلم خطورة استخدام الاطفال في اعمال التعدين فهم في مراحل عدم النضج مما يجعلهم عرضة كبيرة لكل المخاطر بتلك البقاع النائية والبعيدة عن القوانين بكل اشكالها فهناك الانتشار الواسع لتجارة المخدرات والخمور وهناك الجرائم الاخلاقية وجرائم القتل والسرقة وهي اسباب كفيلة ان تصدر الدولة قراراً بمنع الاطفال من ارتياد تلك المناطق واصدار بطاقات عمل للمعدنين لمعرفة هويتهم واماكن قدومهم وتحركاتهم فتلك المناطق يرتادها بخلاف السودانيين عددا من الجنسيات العربية والأفريقية واصبحت سوقاً رائجا لكل ما يخطر على البال. كل هذه المحاذير يجب أن تكون نصب اعين الدولة ممثلة في الشركة السودانية ووزارة المعادن وحكومة الولاية التي تتحمل العبء الاكبر من هذه المخاطر وذلك لتزايد اعداد المعدنين في ولاية نهر النيل بصورة مبالغ فيها وتؤكد الارقام ان عدد المعدنين يفوق عدد سكان محليتين من محليات الولاية. هذه الاعداد الكبيرة تأتي بثقافاتها وعاداتها وطبائعها التي تخالف عادات وثقافات اهل الولاية ونجد ذلك مجسدا في ظهور العديد من الامراض الدخيلة على خارطة المرض بالولاية مما يشكل عبئاً اضافيا علي الولاية هذا بجانب الجرائم الدخيلة والظواهر التي لم يعرفها انسان الولاية المتسامح. حادث الامس وما سبقه من حوادث يجب أن يجد الاهتمام من ادارة المرور لتكثيف المراقبة علي الطرق المؤدية لمناطق التعدين وتشديد العقوبات على المخالفين علما بأن طرق التعدين تمر عبر مدننا وقرانا الآمنة. ولنا عودة لهذا الملف ان اذن المولي 43
مشاركة :