فتوى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

  • 12/3/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بياناً طالب عموم المسلمين بـ وجوب دعم اقتصاد تركيا بكل الوسائل المتاحة، والوقوف معها وتأييدها بكل ألوان الدعم والتأييد. وفي تصريح إلى موقع الجزيرة نت، قال وصفي أبو زيد عضو الاتحاد، أستاذ المقاصد الإسلامية في جامعة القاهرة، أن العلماء ينظرون إلى الصراع الدائر الآن بين روسيا وتركيا، إضافة إلى المصالح والبقاء والوجود، إلى البعد العقدي والديني، فهو الأساس الذي ينبني عليه أي صراع. وما يدور الآن بين روسيا وتركيا منطلقه عقدي، وخير شاهد على هذا ما قاله بوتين من أن أردوغان يريد أسلمة تركيا. وانتقد أبو زيد دعم بعض الأنظمة العربية لروسيا في عدوانها على سورية وتركيا. لا خلاف على دعم تركيا. لكن المتابع بيانات الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، سيجد أنه يغيِّب الجانب الوطني في بياناته، ويسعى إلى حشد الشعوب العربية على أساس ديني، كأن ولاء السواد الأعظم من الشعوب العربية ليس لله أولاً. وهذا النهج لا يعزّز ولاء المُواطِن لدولته، وربما أفضى به هذا الحشد، على أساس ديني صرف، إلى الزهد بروح المواطَنَة، واستبدال الجماعة بالوطن في تحديد ولائه ومواقفه، وهذه النتيجة تشكّل خطراً مستقبلياً على الوحدة الوطنية التي يُفترض أنها مظلة الجميع، فضلاً عن أن الزّج بقضية البعد العقدي في الصراعات التي تشهدها المنطقة ستكون له تداعيات خطرة، وسيذكّي الميل إلى الانغلاق والكراهية والتطرف. نشأ الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عام 2004، وشهدت مدينة لندن مؤتمره التأسيسي، وهو يضم نخبة من خيرة العلماء والمفكرين الإسلاميين. وحين أعلن عن نفسه، ظن كثيرون أنه سيصبح منارة فكرية لترسيخ قيم الوحدة الإسلامية، وتحييد الخلافات في الأمور الشرعية والفقهية، وترسيخ رؤية منفتحة لمبدأ الاختلاف بين المذاهب الإسلامية. لكن الذي حدث أن الاتحاد صار منصة سياسية بغطاء ديني، وبات يتدخل في شؤون دول عربية من زاوية حزبية، ويحدّد موقفه من هذه الدولة أو تلك من خلال رؤية القائمين عليه، وليس من منظور إسلامي صرف. ومَنْ يقارن بين بيانات منظمة التعاون الإسلامي، وبيانات الاتحاد يلحظ أن الأخير يتجه ليصبح جماعة، أو حزباً، وليس اتحاداً هدفه الدفاع عن قضايا المسلمين، وتوحيد الرؤية، ولجم الخلافات. موقف اتحاد علماء المسلمين من الأحداث التي تشهدها المنطقة يشير إلى أنه يلوّح بحروب دينية، ويطرح نفسه بديلاً من الأنظمة السياسية، فضلاً عن أنه يهمّش دور المؤسسات الدينية الرسمية في البلاد العربية، ويضعف دورها، أو يشكك فيه. الأكيد أن هذا الاتحاد يستطيع أن يلعب دوراً مهماً في دعم وحدة العرب والمسلمين، لكنه يحتاج قبل هذا إلى معاودة النظر في تغييب مبدأ المواطَنَة، وتدخله في شؤون الدول كطرف، وصاحب مصلحة خاصة. نقلا عن الحياة

مشاركة :