كشف المتحدث باسم «قوات سوريا الديمقراطية»، طلال سلو، عن أن خطوط التواصل والاتصال مفتوحة بينهم وبين الروس الذين «يعرضون تقديم الدعم والتعاون لاستهداف المجموعات الإرهابية»، مؤكدا أنّه حتى الساعة لم يتم التوصل لاتفاق معهم بهذا الخصوص، نافيا ما أوردته لجان التنسيق المحلية بالأمس عن أن طائرات شحن روسية ألقت بواسطة المظلات نحو خمسين طنًا من الأسلحة الخفيفة والذخائر لوحدات حماية الشعب الكردية في حي الشيخ مقصود بحلب شمال سوريا. وإذ أكد سلو لـ«الشرق الأوسط» أن «قوات سوريا الديمقراطية» لم تتلق أي سلاح من قبل الروس، استغرب الحديث عن رمي الطائرات لأطنان من الأسلحة الخفيفة في حي الشيخ مقصود، وهو حي ضيق وسكني ولا إمكانية لإتمام عملية مماثلة بداخله. وأضاف: «قيادة عفرين (في قوات سوريا الديمقراطية) تدرس التعاون مع الروس، وهناك احتمال باتخاذ قرار مماثل لمحاربة جبهة النصرة وأحرار الشام». وتردد في الأيام الماضية، أن «قوات سوريا الديمقراطية»، وعلى رأسها «قوات حماية الشعب الكردي» تخوض معاركها شمال سوريا وبالتحديد على الحدود السورية - التركية بوجه فصائل معارضة بغطاء جوي روسي، إلا أن المتحدث باسم هذه القوات نفى الموضوع، لافتا إلى أن تزامن المعارك التي تخوضها قواته مع الضربات الجوية الروسية التي تستهدف أعداءه (النصرة وأحرار الشام)، مرده أن «عناصر هذه الفصائل يتجمعون في نقاط معينة لخوض المعارك البرية ما يسهل مهمة طائرات موسكو الحربية باستهدافهم». وشن الطيران الحربي الروسي يوم أمس (الأربعاء) نحو عشرين غارة على نقاط تسيطر عليها المعارضة في خطوط الاشتباك مع «قوات سوريا الديمقراطية» شرق مدينة عفرين، الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية في ريف حلب. وأفاد مصدر عسكري من «حركة أحرار الشام الإسلامية»، بأنَّ الغارات استهدفت بالصواريخ الفراغية نقاطا للمعارضة في قرى تنب وكستعار والشواغرة والمالكية، ما أدى إلى دمار في المنازل والممتلكات. ونقل مكتب أخبار سوريا عن «حركة أحرار الشام الإسلامية»، قولها إن الغارات جاءت «مساندة» لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، بعد ما بدأ الأخيرة بخسارة النقاط التي سيطرت عليها منذ أسبوع لصالح فصائل المعارضة، بين مدينة عفرين ومدينة أعزاز الخاضعة لسيطرة «الجبهة الشامية». وقد استفاد تنظيم داعش من المعارك المحتدمة في ريف حلب بين «قوات سوريا الديمقراطية» وفصائل معارضة، فسيطر على بلدة الكفرة والمزارع المحيطة بها وبلدة جارز، اللتين كانتا تخضعان لسيطرة المعارضة شرقي مدينة أعزاز في ريف حلب الشمالي. وأفاد الناشط الإعلامي أبو العبد الشمالي «مكتب أخبار سوريا» بأنَّ قوات التنظيم استغلت المعارك الدائرة بين فصائل المعارضة و«قوات سوريا الديمقراطية» في ريف حلب الشمالي، على محور مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية، ليتقدم باتجاه البلدتين ويسيطر عليهما، بعد اشتباكات وصفها بـ«العنيفة» مع قوات المعارضة، استخدم فيها الطرفان الأسلحة الخفيفة والمتوسطة. وأكد الشمالي سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين، لم يعرف عددهم حتى الآن، بسبب استمرار الاشتباكات بينهما. وردّ المتحدث باسم «قوات سوريا الديمقراطية»، طلال سلو، اندلاع المعارك بينهم وبين فصائل المعارضة في ريف حلب.. «لكون الجهات الإقليمية الداعمة لهذه الفصائل تنظر بعين الريبة لقواتنا وتخشى من فرض الإدارة الذاتية من عفرين وحتى الجزيرة». وإذ أكد لـ«الشرق الأوسط» استمرار التنسيق مع الأميركيين، نفى أن تلقي أسلحة جديدة من واشنطن قائلا: «هي شحنة كبيرة تلقيناها من واشنطن يوم إعلان تشكيل قواتنا في العاشر من شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وكانت عبارة عن 50 طنًا من السلاح ألقته طائرات حربية فوق منطقة الجزيرة».
مشاركة :