دخلت سفينتان محمّلتان بالوقود لأول مرة منذ ثلاثة أشهر إلى ميناء الحديدة الواقع تحت سيطرة «الحوثيين» غرب اليمن، حسبما نقلته وكالة «فرانس برس» عن سلطات الأمر الواقع في صنعاء، وذلك في إطار هدنة بدأت يوم السبت الماضي وتستمر شهرين. وتشهد مناطق سيطرة «الحوثيين» في شمال اليمن، وخصوصاً العاصمة صنعاء أزمة وقود منذ أشهر، وسط تلاعب الانقلابيين بالسوق وخلقهم سوقاً سوداء لتمويل حربهم. ويقوم تحالف دعم الشرعية بتفتيش السفن المتجهة لليمن، منعاً لتهريب السلاح لـ«الحوثيين». وقالت «شركة النفط اليمنية» التابعة لـ«الحوثيين» في بيان أمس: «وصلت الآن إلى ميناء الحديدة سفينة البنزين قيصر». وفي وقت سابق، أعلنت الشركة عن وصول سفينة أخرى تحمل اسم «سيبلاندر سافير». ودخلت هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد حيز التنفيذ، حسبما أعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرج. وتضمنت بنود اتفاق الهدنة تيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة الواقعة تحت سيطرة «الحوثيين»، والسماح برحلتين جويتين من وإلى مطار صنعاء كل أسبوع للمرة الأولى منذ 2016. من جهته، أشاد منسق الشؤون الإنسانية في اليمن، ديفيد جريسلي، في بيان، بالسماح بدخول السفن، قائلاً: «أرحب بالالتزام بالسماح بمرور سفن الوقود إلى موانئ الحديدة، فهذه الموانئ هي نقاط دخول مهمة للوقود والغذاء والسلع الأساسية الأخرى إلى اليمن». كما رأى أن استئناف بعض الرحلات الجوية التجارية، من وإلى مطار صنعاء «بمثابة أخبار مرحب بها من قبل العديد من اليمنيين». جاء ذلك على رغم من ارتكاب ميليشيات «الحوثي» الإرهابية سلسلة من الخروقات للهدنة المعلنة في يومها الأول في مختلف جبهات القتال بمحافظات الحديدة وحجة وتعز والجوف ومأرب. وأكد المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية، في تقرير، رصد أكثر من 44 خرقاً ارتكبتها الميليشيات، تنوّعت بين هجمات على مواقع قوات الجيش، واستهداف مواقع عسكرية ومدنية بسلاح المدفعية والعيارات المختلفة، إضافة إلى الدفع بتعزيزات بشرية وعتاد ضخم إلى مختلف الجبهات، إلى جانب خروقات وتحركات أخرى تأتي في إطار استعدادها لشن هجمات واسعة. وقال التقرير: «في محور حيس بالحديدة، أقدمت الميليشيات على خرق الهدنة منذ لحظاتها الأولى باستهداف مواقع عسكرية في المحور بالأسلحة الرشاشة، فيما واصلت إطلاق النار صوب مواقع عسكرية في المحور». وأضاف: «شهدت جبهات القتال بمحافظة تعز 24 خرقاً ارتكبتها ميليشيات الحوثي تركزت في جبهات شرق وشمال وغرب المدينة، إضافة إلى جبهات مقبنة والأحطوب والكدحة في الريف الغربي للمحافظة، واستخدمت الميليشيات مختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة وطيران الاستطلاع المسير لخرق الهدنة المعلنة في تلك الجبهات». وأشار إلى أن الميليشيات دفعت بتعزيزات بشرية وآليات وأسلحة وذخائر إلى شارع الأربعين شمال شرق المدينة، وإلى عدد من الجبهات الأخرى. ولفت التقرير إلى أن الميليشيات ارتكبت عدّة خروقات في جبهات القتال بمحافظة حجّة، ومنها قصف مدفعي على مواقع قوات الجيش جنوب حيران، وشنّت قصفاً مدفعياً متواصلاً على مواقع قوات الجيش جنوبي حرض. كما رصد التقرير تحليقاً مستمراً للطيران المسير في مختلف جبهات الجوف وقطاعات المنطقة العسكرية السادسة، ودفعت الميليشيات بتعزيزات إلى مختلف قطاعات المنطقة، وشنّت قصفاً كثيفاً بمدفعية الهاون على مواقع قوات الجيش جنوب شرق مدينة الحزم. وشهدت جبهات القتال المحيطة بمحافظة مأرب، تحركات كثيفة للميليشيات الحوثية، شملت الجبهة الشمالية الغربية والجبهات الغربية والجنوبية، ودفعت المليشيات بمجاميع لمهاجمة مواقع عسكرية ضاعفت عمليات حشد التعزيزات واستحداث خنادق ومتاريس وتحصينات.