لندن 03 رمضان 1443 هـ الموافق 04 أبريل 2022 م واس تستقبل الجالية المسلمة في بريطانيا شهر رمضان الكريم هذا العام وسط مشاعر مختلطة بين شوق وحنين للأهل والأحبة في الوطن، والبهجة بصوم شهر الغفران بعيداً عن إجراءات الإغلاق، بسبب فيروس كورونا المستجد. ويتميز هذا الشهر الفضيل عن غيره من الشهور بعادات وتقاليد تهتم بها الأسر، في أجواء مفعمة بالبهجة والسرور، والزينة المرافقة للشهر. ويفضل الكثير من المقيمين في بريطانيا العودة إلى بلادهم لقضاء فترة الصيام في أجواء اعتادوا عليها على مر السنين، والبعض الآخر يفضل المكوث في هذا البلد، إذ يضم جالية مسلمة كبيرة تحيي تقاليد الشهر في أجواء لا تقل جمالًا عما هو عليه في البلدان العربية. وعن الترقّب للسفر إلى المملكة خلال الشهر الفضيل، قالت شادن العساكر الطالبة في أكاديمية الملك فهد "إن فرحتها لا توصف وشعور مختلف هذه المرة، فبينما كنا ملزمين بالبقاء في المنزل العام الماضي إنفاذاً للتعليمات الصحية بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، أخطط هذا العام لقضاء النصف الأول من رمضان بين أهلي وأحبائي في المملكة." وتحتضن بريطانيا أعدادًا كبيرة من الطلبة المبتعثين من المملكة وجرت العادة أن يحيي الكثير منهم أجواء رمضان من خلال إقامة إفطارٍ جماعي يسهم فيه كل منهم بإعداد طبق ومشاركة الآخرين في أجواء مليئة بالبهجة والسرور، فكلّ غريب للغريب نسيبُ. ويقول عبد الله الفيصل الطالب في جامعة كينجز تخصص إدارة مالية، إن صوم رمضان في الدول الغربية تجربة فريدة حيث لا تنحصر معاناة المسافر في الشوق للأهل والأحباب، بل تتجاوزه لتشمل الحنين للأجواء الرمضانية السمحة والطاقة الإيجابية التي تعم بلاد المسلمين خلال شهر كامل، مجددة في الشخص المسلم الإحساس بنعم الخالق والقيم الإنسانية الرفيعة التي سنتها عبادة الصوم. ويتسابق الكثير من الخيرين في شهر رمضان بتبرعات سخية وهي من سمات الشهر الفضيل إذ يسعى المسلمون إلى كسب المزيد من الحسنات والتقرب إلى الله من خلال هذه التبرعات، إذ يقول طالب اللغة في لندن مشعل الخرجي: تجمعنا نحن السعوديون واخواننا العرب والمسلمين في الحارة التي نسكن فيها روابط قوية خلال هذا الشهر الفضيل حيث ان كثير من العوائل تبرعت في رمضان الماضي بواجبات الإفطار للأسر المحتاجة وكذلك للشباب العزاب وهي عادة سوف تستمر خلال رمضان الحالي . وقالت سارة أحمد الحميدي الطالبة في جامعة كينجز " إن ما يميز العاصمة البريطانية لندن عن غيرها من المدن، أنها تحظى بالعديد من المحلات العربية التي توفر المستلزمات الرمضانية والوجبات المفضلة للأسر الخليجية والعربية، كما يمكن شراء بعض ألواح الزينة و الديكورات التي تعكس المظاهر الاحتفالية بالشهر الفضيل، ليكون لها أثر نفسي جميل، خصوصاً لدى الأطفال" . وفي جانب آخر من المدينة، تحدث عبد الله علي الجمعة الذي يتلقى العلاج في إحدى مستشفيات لندن، عن شوقه للوطن ورفقة الأصحاب في أعمال البر والخير خلال الشهر الكريم، مبيناً أن التواصل المستمر من قبل المسؤولين في سفارة خادم الحرمين الشريفين والمكاتب المعتمدة والجالية السعودية في بريطانيا يبعث بالطمأنينة لدى الزائر لكونه لن يستقبل رمضان في عزلة ويعوض بالشيء القليل عن البعد من الأهل والأحباب في الوطن. ويقول الموفد عبد الله الحربي إلى بريطانيا " إن مسابقة حفظ القرآن الكريم التي تعدها أكاديمية الملك فهد بضاحية أكتون خلال الشهر الفضيل تعد من أجمل المبادرات التي يشارك فيها الأطفال بحماس وفرحة، وتختتم بحفل لتكريم الفائزين وتقدم الجوائز بحضور الآباء والأمهات في أجواء روحانية جميلة" .
مشاركة :