ربطت إيران استئناف المفاوضات مع المملكة العربية السعودية بالحصول على رد مكتوب على الملاحظات والمقترحات التي كانت طرحتها في وقت سابق. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة في مؤتمر صحافي الاثنين “إننا مستعدون لاستئناف المحادثات مع الرياض إذا أبدت هي استعدادها لحل القضايا العالقة بين البلدين”. وأضاف أن “المحادثات بين البلدين تحتاج إلى جدول أعمال واضح”، مشيرا “نحن قدمنا ملاحظاتنا ومقترحاتنا بشكل مكتوب للسعودية، وعليها القيام بخطوة مماثلة”. ولفت إلى أن “الخلافات بيننا وبين الرياض واضحة، لكن رغم الخلافات يجب أن نعمل على استئناف علاقاتنا؛ لأن العلاقات الطبيعية بين إيران والسعودية تصب في مصلحة شعبي البلدين وشعوب المنطقة”. وانطلقت محادثات سعودية إيرانية برعاية عراقية منذ العام الماضي، إذ عقد الطرفان حتى الآن أربع جولات تفاوضية، لكن هذه المحادثات توقفت منذ الحادي والعشرين من سبتمبر الماضي. ◙ إيران لا تبدو جدية بصفة كافية لتحقيق تسوية فعلية مع السعودية، فهي تريد من الأخيرة التراجع عن قرارات سابقة ومن بينها إعادة العلاقات الدبلوماسية وكشفت وسائل إعلام إيرانية قريبة من الحكومة الشهر الماضي أنه تقرر تعليق هذه المحادثات، بعد إعدام السعودية للعشرات من المتورطين في تنظيمات إرهابية، بعضها قريب من إيران على غرار الحوثيين. ويرى مراقبون أن إيران لا تبدو جدية بصفة كافية لتحقيق تسوية فعلية مع السعودية، فهي تريد من الأخيرة التراجع عن قرارات سابقة ومن بينها إعادة العلاقات الدبلوماسية، دون أن تسعى في المقابل لتبديد هواجس المملكة من التحديات التي يفرضها الانتشار الإيراني في المنطقة، والدعم الذي تقدمه لاسيما للمتمردين الحوثيين لمهاجمتها. وكانت وكالة بلومبرغ الأميركية نقلت في أكتوبر الماضي، عن مصدرين على دراية بالمباحثات بين الرياض وطهران، أن إيران قد دعت السعودية إلى فتح القنصليات وإعادة العلاقات الدبلوماسية. ويقول المراقبون إن التعثر الجاري في المفاوضات الإيرانية – السعودية لا يرتبط بموقف الرياض بقدر ما هو في علاقة بموقف طهران التي لا تريد اتخاذ خطوات حقيقية تجاه دول المنطقة بانتظار حسم ملفها النووي مع الولايات المتحدة. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية في المؤتمر الصحافي “لن نعود إلى فيينا لإجراء مفاوضات جديدة بل لإتمام الاتفاق النووي”. وأضاف “في الوقت الراهن، لم نحصل على رد نهائي من جانب واشنطن. إذا أجابت واشنطن على القضايا العالقة، يمكننا حينئذ الذهاب إلى فيينا في أقرب وقت ممكن”.
مشاركة :