كشفت تقارير أمريكية أن الولايات المتحدة قد اختبرت بنجاح صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، وفي حين أن ذلك كان في الشهر الماضي، إلا أنها أبقت المشروع سرًا لتجنب تصعيد التوترات مع روسيا، فما هي تلك الصواريخ وما مدى خطورتها؟ وجاء الاختبار في منتصف مارس في الوقت الذي كان فيه الرئيس جو بايدن على وشك السفر إلى أوروبا لمناقشة الوضع الروسي الأوكراني، وقد تم إجراء الاختبار قبالة الساحل الغربي بالصاروخ، لكن الولايات المتحدة ليست أول من أعلن عن امتلاكها لذلك السلاح الخطير، في الواقع، فقد تباهت روسيا به قبل أيام معدودة، وأطلقت عليه لقب الخنجر. استخدام الصاروخ لأول مرة قالت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة الماضية، إنها نشرت صواريخ كينزال (التي تعني خنجر باللغة الروسية) التي تفوق سرعتها سرعة الصوت في المجال الجوي للهجوم على مستودع كبير تحت الأرض لصواريخ وذخائر طيران أوكرانية في ديلاتين، في منطقة إيفانو فرانكيفسك بغرب أوكرانيا. ثم قالت الوزارة يوم السبت إنها استخدمت صواريخ كينزال التي تفوق سرعتها سرعة الصوت مرة أخرى لتدمير قاعدة تخزين أوكرانية كبيرة للوقود ومواد التشحيم في منطقة ميكولايف. وأعلنت وكالات أنباء روسية أنها المرة الأولى التي يتم فيها استخدام صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، وهو ما اُعتبر فرصة لروسيا لتتباهى بالأسلحة التي تقول إنها تطورها منذ عدة سنوات، علمًا بأن البنتاغون لم يكن قادرًا على تصنيعها حتى وقت قريب، بحسب شبكة CNBC الأمريكية. سلاح استراتيجي هائل بميزة خطيرة يُصنف السلاح الذي تفوق سرعته سرعة الصوت على أن أي صاروخ ينتقل على الأقل خمس مرات أسرع من سرعة الصوت، أو ماخ 5 (حوالي 3836 ميلًا في الساعة) أو أسرع، مما يعني أنه يمكن أن يقطع حوالي ميل واحد في الثانية، كما يمكن أيضًا تغيير مساره في منتصف الرحلة، مما يجعله سلاحًا استراتيجيًا هائلًا ويكاد يكون من المستحيل اعتراضه، على عكس الصواريخ التقليدية. منافسة شرسة بين الولايات المتحدة وروسيا والصين وقال تقرير الشبكة الأمريكية إن تطوير الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت أدى إلى منافسة شرسة في سباق تسلح بين الولايات المتحدة والصين وروسيا على إنتاج هذا النوع من الصواريخ. ويُنظر إلى روسيا والصين على أنهما تقودان الطريق في تطوير صواريخ تفوق سرعة الصوت، الأمر الذي أثار استياء الولايات المتحدة، التي يمكن القول إنها تخلفت عن الركب قليلًا. وفي عام 2018، تفاخر الرئيس فلاديمير بوتين بتطوير روسيا لصواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت عندما كشف النقاب عن صاروخ كينزال والعديد من الأسلحة الاستراتيجية الأخرى من الجيل التالي. وقال بوتين في ذلك الوقت إن روسيا طورت نموذجًا أوليًا جديدًا لصاروخ يمكن أن يصل إلى أي نقطة في العالم وسلاح أسرع من الصوت لا يمكن تعقبه بواسطة أنظمة مضادة للصواريخ. وتابع التقرير: يمكن ضمان أن مثل هذه الصواريخ قادرة على التغلب على جميع أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي الموجودة والمتطورة، وهذا النوع من الأسلحة يوفر مزايا جوهرية في أي نزاع مسلح. وأضاف: في هذا الصدد، من المفهوم تمامًا لماذا تسعى الجيوش الرئيسية في العالم لامتلاك مثل هذا السلاح المثالي. استثمرت روسيا بشكل كبير في تطوير أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت في السنوات الأخيرة، حيث أعلن بوتين أيضًا في عام 2018 عن تطوير مركبة انزلاقية Avangard التي تفوق سرعتها سرعة الصوت من المستحيل اعتراضها، ويبلغ مداها أكثر من 6000 كيلومتر، وصاروخ كروز Zircon الفرط صوتي، وكذلك كالخنجر. ويُعتقد أن الصين اختبرت بنجاح مركبة انزلاقية تفوق سرعتها سرعة الصوت خلال الصيف. الولايات المتحدة متخلفة عن الركب وفي العام الماضي، صرح الجنرال ديفيد طومسون، نائب رئيس العمليات الفضائية في القوة الفضائية الأمريكية، أن الولايات المتحدة ليست متقدمة مثل الصين أو روسيا في أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت. وقال: كان لدى الصينيين برنامج أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت بشكل لا يصدق لعدة سنوات، علينا اللحاق بالركب بسرعة كبيرة. ومن هنا، ركزت الولايات المتحدة على تصنيع أسلحة تفوق سرعة الصوت بعد إجراء تجارب ناجحة من قبل الصين وروسيا، مما زاد المخاوف من أن الولايات المتحدة متخلفة في تطوير أحدث التقنيات العسكرية، لكن اليوم أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، إن الاختبار حقق جميع أهدافه. وظلت تفاصيل هذا الاختبار الذي تفوق سرعته سرعة الصوت طي الكتمان لمدة أسبوعين على أمل تجنب أي نوع من الاستفزازات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
مشاركة :