الرياض – يشد الموسم الثالث من مسلسل العاصوف السعودي متابعيه بدراما تفتح الكتاب الأسود لميلاد "الصحوة" في السعودية قبل نحو اربعة عقود من الآن. ودخل المسلسل قائمة "توب 5"، عبر منصّة "شاهد في آي بي" واحتلّ المرتبة الثانية مع بث اولى حلقاته. ويستمر المسلسل بتأريخ وسرد أحداث حقبة التسعينيّات في المملكة ، وبإظهار سطوة رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على حياة الناس والمجتمع وتحريمهم لأمور كثيرة أثقلت كاهل جيل كامل من السعوديين، وأبرزها رفضهم لمفهوم "الحداثة"، وتحريمهم لها، وتكفير كلّ من حمل لواء الحداثة في ذلك الوقت؛ وذلك عبر شخصيّة يوسف الطيّان الذي يهوى كتابة الشّعر والقصائد، ممّا سبّب غضب "الهيئة" عليه. والمسلسل بجزأيه الأول والثاني لاقى نجاحا باهرا. وتطرق الجزء الثاني من المسلسل إلى حادثة اقتحام الحرم المكي عام 1979، التي تعتبر أحد الحوادث المهمة في تاريخ السعودية. وبدأت الحلقة الأولى من الموسم الثالث حيث انتهى الجزء الثاني، وذلك بعرض مشاهد من اقتحام جهيمان العتيبي للحرم المكي في حادثة شهيرة عام 1979، لتبدأ مرحلة جديدة سيطرت فيها أفكار ظلامية على المجتمع السعودي. وعرضت الحلقة التي بثتها قناة أم.بي.سي، مشاهد تشير إلى ظهور "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، حيث يسير "المطاوعة"، في الأسواق والطرقات لمراقبة المجتمع. وفي مشهد، يعترض "المطاوعة" رجلا وامرأة في السوق، مشككين في أنها زوجته، ليتم اقتيادهما إلى مخفر الشرطة والتحقيق معهما مطولا، لإثبات أن السيدة فعلا زوجته، عبر طرح أسئلة غريبة عن محتويات المنزل الذي يقطنه الزوجان. وتمتدّ سيطرة المطاوعة في ذلك الوقت إلى الإعلام، إذ أظهر مشهد آخر كيف فرض “المطاوعة” قرارهم بمصادرة مقال في صحيفة محلية، وتعهد رئيس التحرير بنشر اعتذار، وإبلاغ صاحب الرأي بتغيير نبرة كتاباته. وخلال الحلقة يتمّ الحديث عن كتاب "الحداثة في ميزان الإسلام" للكاتب عوض القرني، الذي حرّم الحداثة، وكان مرجعاً لرجال "الصحوة" في تلك الفترة، في تسلّطهم على الحياة الأدبيّة، ممّا استدعى حديثاً طويلاً عن هذا الكتاب ضمن الحلقة الثانية، ليكون رسالة واضحة من صنّاع العمل، وعلى رأسهم المشرف عليه وبطله الفنان ناصر القصبي، إلى الجمهور لتصحيح مفهوم الحداثة، الذي أفسدته "الصحوة" في التسيعنيات، بل حرّمته وكفرّت ما أطلق عليهم في تلك الفترة بـ"الحداثيين". وبدأت حلقاته بالتصاعد في الأحداث. ففي حلقته الثالثة، تطرّق إلى المرتشين من التجار والمقاولين ودورهم في توقف عجلة التنمية في السعودية. واثارت الحلقة الرابعة كثيراً من الجدل حول حكم القصاص عبر ما حصل مع حمود، الذي تورّط في عملية قتل بالخطأ. يذكر أن العمل من ﺇﺧﺮاﺝ المثنى صبح، وتأليف عبدالرحمن الوابلي، ويشارك في مسلسل العاصوف إلى جانب الفنان ناصر القصبي، عبدالإله السناني، وحبيب الحبيب، وريم عبدالله، وليلى السلمان، وعبدالعزيز سكيرين، وريماس منصور، وزارا البلوشي، وهو من إنتاج مجموعة أم.بي.سي. ناصر القصبي الذي ارتبط به المشاهد السعودي منذ الثمانينيات عبر مسلسله الأشهر "طاش ما طاش"، الذي قدّمه مع الفنان عبدالله السدحان، يحظى بإشادات واسعة من قبل روّاد مواقع التواصل الاجتماعي على جرأته في الطرح،وكان من أوائل الفنانين الذين انتقدوا وتصدّوا لما كان يحصل من قبل "المطاوعة".
مشاركة :