الحرب العالمية الثالثة من منظور واقعي!

  • 4/8/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تدور كثير من التساؤلات في وقتنا الراهن عن احتمالية حدوث حرب عالمية ثالثة، خاصة بعد الأزمة الروسية الأوكرانية، التي من المحتمل أن تتوسع لتضم دول حلف الناتو. ويرى الخبراء أن حربا شاملة بين دول تمتلك أسلحة نووية ستكون مدمرة للوجود البشري. وكما هو معروف فإن السلاح النووي لم يستخدم إلا مرتين وكان عدد الضحايا يفوق 150 ألف نسمة. فالأسلحة لم تعد تقليدية كما كانت في السابق! لأن السلاح النووي لديه قدرة تدميرية لمساحات شاسعة ويحمل أضرارا إشعاعية قد تستمر لسنوات، ففي وقتنا الحالي تمتلك ثماني دول هذا السلاح الفتاك وهي: الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، الصين، المملكة المتحدة، فرنسا، باكستان، الهند، كوريا الشمالية وإسرائيل. ومن هنا نستطرد بما نعتقد أنه تحليل عقلاني للإجابة عن احتمالية حدوث حرب عالمية نووية؟ وما نعتقد أنه يحدد أو يقلل من إمكانية استخدام مثل هذه الأسلحة الفتاكة في الوقت الحالي.ويعد الردع النووي (Nuclear Deterrence) المحدد الأول، الذي يقلل من احتمالية نشوب حرب نووية بين الدول. إن الأصل في امتلاك مثل هذه الأنواع الفتاكة من الأسلحة هو ضمان الوجود والقدرة على ردع مَن يرغب في الاعتداء وتدور حول مفهوم القوة، وأنها أفضل رادع لكبح جماح الآخرين، فعندما تمتلك دولة ما سلاحا يعطيها تفوقا نسبيا على الدول الأخرى، فإنها تستطيع أولا حماية نفسها ثم فرض إرادتها عليهم. لا شك أن ذلك سيفتح بينهم سباق تسلح كما حدث ذلك إبان الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، ومن المستحيل أن تتساوى الترسانة النووية لكلتا الدولتين فلا بد من وجود تفوق نسبي لطرف على الآخر، ولكن ما يحدد قدرة دولة على ردع دولة أخرى، هو مقدرتها على استخدامها لسلاحها النووي تحت أي ظرف، وإن كانت تمتلك قوة نووية أقل، فالقدرة على استخدام السلاح النووي تعد عاملا مهما في مفهوم الردع النووي وهي في الحقيقة مقياس تقاس به فعالية هذه الأسلحة. فالأصل في حيازتها الردع لا الهجوم.وكما أن عقلانية صناع القرار تحدد وتقلل من إمكانية استخدام مثل هذه الأسلحة، حيث تنص نظرية الاختيار العقلاني (Rational Choice) على أن مَن يتخذ القرارات يقوم بعملية تحليل المنافع والمفاسد قبل اتخاذه أي قرار. ونحن هنا لا نطرح فكرة العقلانية على كل رؤساء الدول، التي تمتلك هذه النوعية من الأسلحة، ولكن نطرح فكرة ترجيح المنافع على المفاسد، فمهما اختلفت تلك الدول في أنظمتها السياسية، فسلوكها يهدف دائما لزيادة حصتها من المكاسب وتقليل نسبة الخسائر، فعندما تتعامل تلك الدول مع بعضها البعض، فهي تتعامل بحذر شديد، وتحرص على إرسال رسائل إيجابية، فالأزمة الكوبية مثال جيد على أن الأصل في تعامل الدول النووية مع بعضها تحدده حسابات الربح والخسارة. ومثال آخر نراه مناسبا لتوضيح الفكرة، قبل أيام رفضت الولايات المتحدة تزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة حتى لا تصل رسائل إلى روسيا قد تفسر على أنه اعتداء مباشر عليها.وفي الختام، وإجابة عن سؤالنا الذي طرحناه عن احتمالية حدوث حرب عالمية نووية نعتقد أنها بعيدة في الوقت الراهن، ولكنها محتملة بنسبة ضئيلة إذا تعرضت إحدى هذه الدول إلى خطر الزوال سواء كان ذلك الزوال يهدد نظامها السياسي أو الجغرافي.@shaheralsolami

مشاركة :