وفر معرض الأسر المنتجة الذي نظمته جمعية الفجيرة الخيرية بمشاركة 250 أسرة من جميع إمارات الدولة تحت شعار من صنع يدي، على مدار ثلاثة أيام بأرض المعارض بالفجيرة، فرصاً تسويقية للنساء المنتجات لسلع لقيت إقبالاً من قبل المواطنين والمقيمين، حيث جذب المعرض الزوار من مختلف الفئات العمرية؛ للاستفادة من المنتجات التي يتم تسويقها إلى المستهلكين مباشرة، بأسعار تشجيعية وتفضيلية، مقارنة مع مثيلاتها في الأسواق المحلية. تضمن المعرض العديد من المنتجات المتنوعة التي تلبي احتياجات الأسرة من المشغولات اليدوية والملابس و العطور والبخور، والحلويات والأغذية المختلفة والرسم على القماش والتصميم، فضلاً عن المشغولات التراثية، كما تضمن المعرض عرض العديد من مشغولات القش وسعف النخيل، من الأدوات والأواني المختلفة، والعديد من المنتجات التراثية عصرية بأياد إماراتية، والأكلات الإماراتية الشعبية، وأتاح المعرض على مدار ثلاثة أيام متتالية، للمرأة إبراز إبداعاتها وإيجاد فرصة تسويقية للمنتجات الأسرية ذات الجودة العالية والمتنوعة، كما قدم فرصاً لتطوير المشاريع المنزلية من خلال طرح عروض توضيحية لخدماتها وبرامجها وطريقة التسجيل للاستفادة من هذه البرامج، ويشكل فرصة للشركات والأفراد لاقتناء منتجات يدوية مميزة. علي بن عباد العبدولي مدير جمعية الفجيرة الخيرية قال: إن معرض الأسر المنتجة تحت شعار من صنع يدي بالفجيرة يعتبر حدثاً فريداً من نوعه، وهو الأكبر في المنطقة، ويهدف إلى نشر ثقافة عمل الأسر المنتجة من خلال استعراض بعض التجارب الناجحة في مجال المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتنفيذ مجموعة من الدورات على بعض الحرف والمهن، يقدمها متخصصون في مجال المشاريع المنزلية، إضافة إلى توفير نافذة لتسويق إنتاج تلك الأسر بطرق إلكترونية حديثة. وحرصت الأسر الوطنية المنتجة التابعة للجمعيات النسائية والخيرية من إمارات الدولة المختلفة، على أن تقدم الجديد في هذا المعرض، من تقديم الأكلات والحلويات الشعبية، و منتجات التمور والرسم على الدلال وعلى الهدايا، وغيرها من الإبداعات، وفي هذا الإطار نسوق تجربة بعضهن ومشاركتهن: أم راشد من الفجيرة صاحبة مشروع خفايف، وهو مشروع للأكلات والحلويات الشعبية الإماراتية تقول: إن جميع الأصناف من المأكولات والحلويات المحلية والعربية من صنع يدها، وتقوم بإعدادها بالمنزل كل يوم بمساعدة أفراد العائلة، وذلك بهدف تحسين الدخل والاستفادة من الإمكانات والخبرة في إعداد الحلويات والأكلات الإماراتية المتنوعة، مشيرة إلى أن مشاركتها بمعرض الأسر المنتجة بالفجيرة، أتاح لها فرصة لعرض منتجاتها بالمجان وتسويقها بشكل كبير، كما تقول: إن المعرض تميز بالخصوصية والراحة، متمنية استمرار إقامة مثل هذه المعرض في إمارة الفجيرة، وإمارات الدولة كافة، وتؤكد أم راشد أن مثل هذه المعارض تشجع المرأة المواطنة على ممارسة العمل الحر وتعليمها كيفية إدارة المشروعات الصغيرة، وتداول السلع التي تنتجها وإكسابها الخبرة التي تساعدها في هذا المجال. المشاركة أم سيف من إمارة عجمان، عشقت الطبخ، فأبدعت ونالت شهرتها عبر قطع البثيثة التي تصنعها، وتتحدث عن مشروعها فتقول: لم أفكر في مشروع آخر غير الطبخ، فأنا ربة منزل ماهرة في المطبخ، وأحب أن أصنع خلطات خاصة بي للقهوة العربية والبهارات، وغيرها من التوابل التي تحتاج إليها كل سيدة في منزلها، وتشير إلى نجاحها في إعداد بسكويت عرف باسم المشرخ، أحبه العديد من زبائنها الذين يتواصلون معها عبر برامج التواصل الاجتماعي. وتجلس على مقربه منها في جناح الأغذية زميلتها ذات الأصول البحرينية فاطمة سعد التي تشاركها في ابتكار خلطات خاصة للبهارات، تستخدم بكثرة في المطبخ الخليجي، فضلاً عن مخللاتها المتنوعة التي تقدمها في قوالب مصغرة وسمتها ميني مخلل. مزهوة بمجسماتها وقفت أم عزان الباحثة والخبيرة في التراث الإماراتي خلف مجسماتها التراثية مزهوة بما تقدمه من ملابس تراثية، وتفتخر بأن هوايتها فتحت لها مجالاً واسعاً من الراحة النفسية، إذ شغلت وقت فراغها، وحققت من خلالها ذاتها بعد أن كبر أولادها وتزوجوا جميعهم، ووجدت فرصة للتعرف إلى الناس وترى أنها تقدم خدمة لبلدها بتعريفها للملابس التراثية وطبيعة الحياة في الماضي، وتقول: أقضي وقتي في البيت منشغلة بإنجازي لهذه المجسمات، التي أحرص على مقاربتها للواقع حيث أقوم بشراء الدمى المستخدمة في اللوحة التراثية، وأعتني بتخضيب يديها بالحناء وشعرها ليكون قريباً جداً من الواقع المحلي، كما أسرح شعرها بالجدايل وألبسها ملبوسات تراثية أصنعها بيدي، وقد يأخذ المجسم الواحد مني قرابة الأسبوع لإنجازه، وبسبب عنايتي بالتفاصيل التي أقدمها في منتجاتي ألاقي إقبالاً جيداً ولله الحمد، كما أقوم بعمل لوحات تراثية ومجسمات تراثية كبيرة الحجم، لتكون بمثابة ديكور تراثي في المنازل. وتشير فاطمة السراج مشاركة بالمعرض، إلى حبها للصناعات اليدوية التراثية، ومن أهم مشغولاتها اللوحات ذات الطابع التراثي، والإكسسوارات التراثية، والمجسمات التراثية، وخياطة الشنط وتغليف المصاحف، كما تعشق الأقمشة التقليدية في صناعاتها مثل أبوقلم أبوطيرة مزري ومنقد، وهناك أيضاً شيلات من نفس نوع القماش المنقد، بحيث يأتي طاقم كامل، وهو ما كانت تلبسه العروس والنساء في السابق، وتوضح السراج، التي قضت في هذه المهنة 20 عاماً، إلى أن هذه المشغولات التراثية هي الأكثر طلباً في المعارض، خصوصاً في المناسبات الوطنية مثل اليوم الوطني. وتنوعت أروقة معرض من صنع يدي للأسر المنتجة، حيث شمل معروضات مختلفة وإبداعات جميلة، ومن هذه المنتوجات التي عرفت إقبالاً كبيراً الرسم على الفناجين والدلال، والصواني، وتنسيق غيرها من مستلزمات الضيافة، حيث رصت بعناية فائقة وتزينت برسومات وطعمت بالكريستال والفصوص، وعن هذه الإبداعات تقول المواطنة زبيدة عباس البلوشي من إمارة الفجيرة وهي ربت منزل: أعمل في هذا المجال منذ 3 سنوات، وهذا معرض الثالث منذ انتسابي لعضوية الأسر المنتجة في جمعية الفجيرة الخيرية، مشيراً إلى سعادتها بالمشاركة بهذا المعرض الكبير التي قدمت لها الترويج الكبير لمنتجاتها. أما منى المسماري من الفجيرة، التي اختارت لنفسها مشروعاً مختلفاً عن الباقين، بل وفريداً من نوعه، حيث أبدعت يديها أشكالاً مختلفة ومتنوعة غير مألوفة لعلب الهدايا والتوزيعات، وقدمت خيارات واسعة لطرق التغليف للحلويات والتوزيعات التي تستخدم في مناسبات المواليد وأعياد الميلاد، واليوم الوطني، وفي حديثها عن مشروعها تقول المسماري: بدأت منذ ما يقارب العامين ولجمعية الفجيرة جانب من هذا النجاح، حيث حرصت في منتجي الخاص على تقديم شيء جديد وبمواد غير متوفرة في سوقتنا المحلي، حيث أستعين بمواقع خارجية لشراء الورقيات التي أستخدمها في صناعاتي لعلب الهدايا والحلويات. عائشة سالم الزحمي، مشاركة بمشروعها لتجهيز مواقع حفلات أعياد الميلاد أو المناسبات الخاصة بالأسر، التي تكون على مستوى ضيق من الأشخاص، مشيرة إلى أن الطلب عليها يتزايد في مناسبات المواليد، خصوصاً من الإمارات الأخرى، ولفتت إلى حبها للديكور والتنسيق الذي أبدعت فيه، وتؤكد أن الموضوع بدأ بهواية خاصة عبر تنسيق الهدايا وتغليفها، وتطور إلى أن أصبح تنظيم حفل بجميع مستلزماته. عفراء اليعقوبي أم عبد الله من مدينة العين تقول: شاركت في المعرض في مجال العطور والدخون والإكسسوارات والديكور وتصميم أدوات الزينة من الفضيات والنحاسيات، تقول: أحرص على المشاركة في المعارض والمهرجانات، لما لها من أهمية من ترويج منتجاتنا وتسويقها، ساهم المعرض في تسويق منتجاتي المتنوعة كما كان فرصة كبيرة لإبراز قدرتي في صناعة العطور وتصميم أدوات الزينة والإكسسوارات. وتؤكد أن صناعة العطور بحاجة إلى إلمام كامل بمواصفات المواد الداخلة فيها، ولذلك خضعت لدورات عدة، ولكن استفادت، أيضاً من الورش والدورات التدريبية التي أقيمت على هامش المعرض، وتعلمت فيها صفات المواد والصبغات وأنواع المسك والعود، وكيفية مزج المواد من دون إتلافها. أما أم عيسى، التي شاركت بمدخان مزينة بأشكال وألوان مختلفة، فتقول: المعرض تجربة فريدة لصقل مواهب وإبداعات السيدات حيث كانت لمشاركتي فرصة كبيرة لإبراز قدراتي في تزيين المدخان والرسم عليها بطريقة ابداعية. وتضيف أنه منذ 3 سنوات وأنا أعمل بهذا المجال وكانت البداية كهواية ولكن بفضل تشجيع الجهات والمؤسسات النسائية والخيرية ومشاركتي في المعارض والمهرجانات أصبحت تجارة ناجحة وعليها إقبال كبير من قبل الجمهور والمعرض ساهم بشكل كبير في تسويق منتجي. صباح سالمين أم بدر، من منطقة مسافي بالفجيرة، مشاركة بالعديد من المشغولات اليدوية بما يخص المناسبات مثل الأعراس وأعياد الميلاد والعطور وزيوت المساج، وهدايا لكافة المناسبات تقول: إن مثل هذه المعارض تتيح للأسر المنتجة المواطنة لتسويق منتجاتهن ودعمها في إيجاد فرص تسويقية على مستوى الدولة. مريم عبد الله الضنحاني من دبا الفجيرة مشاركة بالعديد من المنتجات، منها: أطقم الضيافة المزينة بالزجاج واللؤلؤ وأطقم دلال القهوة العربية الأصيلة بطريقة تراثية عصرية، كما عرضت من خلال ركنها مجسمات صغيرة لمنتجات تراثية وإكسسوارات تراثية منزلية، وتقول : من خلال تواجدي بمعرض الأسر المنتجة من صنع يدي، أعتبره تجربة مفيدة للنساء والفتيات المشاركات للتعارف واستغلال مواهبهن وعرضها على الناس، كما أن المعرض حقق تسويقاً كبيراً لمنتجات الأسر المشاركة. المساعد أول موزة صالح، مشاركة بركن تسويق منتجات المؤسسات العقابية، تقول: نشارك من خلال هذا المعرض ببعض منتجات المؤسسات العقابية بالفجيرة ومن تلك المنتجات التحف الفنية والمشغولات اليدوية والأزياء النسائية وملابس الأطفال واللوازم المنزلية، مشيرة إلى أن المعرض ساهم في تسويق تلك المنتجات بشكل كبير وتعريف الجمهور بمنتجات المؤسسات العقابية. تنافسية وتمكين للمرأة تقول فاطمة محمد رئيسة قسم الأسر المنتجة بجمعية الفجيرة، إن مثل هذا المعرض يتيح مساحة واسعة من التنافسية التي يبنى عليها إبداع الأسر، كما أن المعرض يمنح فرصة العرض مجاناً للتعريف بمنتجاتهن والتسويق لها، وقد ضم المعرض جناحاً كبيراً للمأكولات الشعبية في قرية تراثية خارج أجنحة المعرض ساهمت فيه 60 مشاركة من الأسر المنتجة العاملة في مجال المشغولات التراثية مثل الخوص والتلي والصناعات الغذائية المنزلية مثل اللبن والسمن والعسل والبهارات، فضلاً عن المأكولات التراثية التي امتزجت بأهازيج الفرق الشعبية والعيالة المشاركة على مدى أيام المعرض. وأعربت عن سعادتها بما قدمه جانب الأسر الوطنية المنتجة في المعرض، خاصة في مجال إدخال التزيين والرسم على إكسسوارات البيت من دلال ومباخر ومرشات وفناجين الشاي والقهوة، وصواني، وتضيف: كل ما تستعمله العائلة الإماراتية من أوان في ضيافتها تحول إلى تحف فنية، وذلك بإدخال رسوم وألوان وإكسسوارات عليها، بحيث تم تزيينها بالرسم بمختلف الألوان وتم تطعيمها بالكريستال، وتمت أيضاً زخرفتها بالورود، وهذا أعطاها طابعاً حديثاً ومميزاً جداً. وتشير زينب محمد سالم إدارية في قسم الأسر المنتجة بجمعية الفجيرة الخيرية إلى أن جناح التصميم والأزياء عرض الملابس الإماراتية التراثية وأدخلت عليها إضافات جميلة، مثل تطريزات على هذه الملابس بألوان مختلفة ومزجت بين التقليدي والحديث، وخاصة على الجلابيات وذلك يدخل في صيغة تحبيب الملابس التقليدية للجيل الحالي. كما تفخر بما تقدمه الأسر الوطنية المنتجة من منتجات العطور والبخور التي باتت تنافس العلامات التجارية الرائدة في جودتها، حيث طرحت المشاركات في جناح العطور والبخور مجموعة واسعة من العطور والصناعات المنزلية الخاصة بالبخور الإماراتي الذي نفخر به. ثلاثة فروع قال سعيد الرقباني، رئيس جمعية الفجيرة الخيرية: المعرض يستهدف الجمعيات النسائية والخيرية والجهات الحكومية والمجتمعية ذات العلاقة في الدولة التي تحتضن وتدعم تنمية مشاريع الأسر المنتجة، حيث إن المعرض ضم ثلاثة فروع متخصصة، الأول خاص بأجود الصناعات الغذائية المنزلية، والثاني بصناعات العطور والبخور والمشغولات اليدوية، والثالث للأزياء وتصاميم الملابس والعبايات الخاصة بالأيدي النسائية، فضلاً عن قرية تراثية مصاحبة للمعرض تحوي كافة أشكال التراث الإماراتي والمطبخ الشعبي، وأوضح أن مضامين المعرض تدور حول تأصيل مفهوم الأسر المنتجة في المجتمع الإماراتي، وتشجيع مشاريعهم الذاتية لتمكين الأسر، كما يكشف عن الدور الحيوي الذي تقوم به جمعية الفجيرة الخيرية، في دعم وتبني تأهيل وتدريب الأسر المنتجة، من طور الفكرة، حتى التنفيذ والتسويق، إضافة إلى استعراض أفضل التجارب الناجحة في مجال الأسر على مستوى الجمعيات النسائية في إمارات الدولة كافة، ودور تلك الجمعيات والجهات الحكومية في تمكين الأسر من الاعتماد على الذات، بإنجاح المشاريع الخاصة. وأكد الرقباني أن المعرض قدم خلال أيامه الثلاثة العديد من الورش والدورات التدريبية والمنافسات على جودة المنتج بين المشاركات، ما يشجع على تحسين الإنتاج إضافة إلى استضافة شخصيات متخصصة في مجال التراث المحلي والتسويق الإلكتروني، ونماذج إماراتية ناجحة في المشاريع التي تقوم على الصناعات المنزلية.
مشاركة :