أنقرة تطوي صفحة خاشقجي مع الرياض

  • 4/8/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يمهد قرار تركيا بوقف محاكمة السعوديين المشتبه بهم في قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي وإحالة الملف رسميا إلى السعودية، الطريق لتطبيع العلاقات بين الدولتين، بعد سنوات من التوتر. وكان قرار القضاء التركي متوقعا بعدما دعا المدعي العام الأسبوع الماضي إلى إحالة المحاكمة الغيابية التي تجري في إسطنبول لستة وعشرين سعوديا إلى السلطات السعودية. ووافق وزير العدل التركي في وقت لاحق على الطلب. وشكلت قضية مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول قبل أربع سنوات، سببا رئيسيا في التوتر بين أنقرة والرياض، حيث قاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنفسه حملة واسعة ضد المملكة، واستهدف من خلالها وبشكل مباشر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في محاولة لعزله دوليا. وأعلن قاضي المحكمة في إسطنبول، حيث تجري المحاكمة منذ العام 2020، الخميس “قررنا إحالة القضية إلى السعودية”. مولود جاويش أوغلو: خطوات مهمة في سبيل تطبيع العلاقات مع الرياض وقالت خديجة جنكيز، خطيبة خاشقجي التركية، التي جرى توظيفها من قبل حكومة بلادها في حشد الرأي العام الدولي ضد المملكة، “إنها تشعر بالدهشة والحزن تجاه هذا القرار السياسي”. وأضافت جنكيز “القضية كانت تمضي ببطء نحو التوقف في الجلسات السابقة… وكنت بدأت أشعر باليأس لكنني لم أتوقع مثل هذا القرار”. ويرى مراقبون أن قضية خاشقجي تم استغلالها من قبل أردوغان منذ البداية لغايات سياسية، من بينها السعي إلى الإضرار بصورة المملكة، ومحاولة عزلها دوليا، لكن الظروف حاليا اختلفت، وقد بدأت أنقرة منذ العام الماضي في مسار تعديل سياساتها الخارجية، لاسيما تجاه دول المنطقة، بعد أن ثبت لها عقم السياسات السابقة التي لم تجلب لها سوى العداء والعزلة في المنطقة. ويواجه الرئيس رجب طيب أردوغان مصاعب اقتصادية كبيرة، وسط مخاوف من تعرضه لعقاب من الشعب التركي في الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة، ما لم يسارع إلى تحقيق انتعاشة تعيد ثقة المواطن التركي المهتزة. ويراهن أردوغان في تحقيق هذه الانتعاشة على تطبيع العلاقات مع الدول الخليجية الثرية، وقد بدأ هذا المسار مع الإمارات العربية المتحدة، وسط ترجيحات بأن يفضي قرار القضاء التركي إلى تسريع خطوات عودة العلاقات مع المملكة. وتأتي التطورات الأخيرة بعد تصريح لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، قال فيه إن هناك “خطوات مهمة” في سبيل تطبيع العلاقات بين بلاده والسعودية. وقال جاويش أوغلو خلال لقاء تلفزيوني إنّ نظيره السعودي فيصل بن فرحان بن عبدالله أعلن في وقت سابق أنّه يعتزم زيارة تركيا، مشيرا إلى أنه لم يتحدد بعد موعد “لهذه الزيارة ، بسبب الزخم الموجود في الحراك السياسي”. وكان الوزيران قد التقيا في الاجتماع الثامن والأربعين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في العاصمة إسلام أباد، وبحثا العلاقات الثنائية بين البلدين. قضية مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول قبل أربع سنوات، شكلت سببا رئيسيا في التوتر بين أنقرة والرياض وصرّح أردوغان الشهر الماضي بأن تركيا تواصل “النقاش الإيجابي” مع السعودية، وترغب في اتخاذ خطوات ملموسة لتحسين العلاقات. وحرص الرئيس التركي على مدار الأشهر الماضية على توجيه رسائل ودية إلى المملكة، قابلتها الرياض بنوع من الفتور وعدم الحماسة، لكن من المرتقب أن يتغير الوضع، لاسيما بعد الخطوة العملية لأنقرة، وطيها صفحة خاشقجي. ويشير مراقبون إلى أن الرياض تدرك أيضا أنه ليس من صالحها التخلف عن مجاراة السياق الإقليمي المتحول، لاسيما في ظل عمليات التطبيع الجارية بين أنقرة من جهة، ودول مثل إسرائيل والإمارات المتحدة ومصر من جهة ثانية. وأعلن أوغلو الخميس أن بلاده ستقدم قريبا على خطوات بخصوص تطبيع العلاقات مع مصر. جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده عقب مشاركته في اجتماع وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي “الناتو” في العاصمة البلجيكية بروكسل. وقال وزير الخارجية التركي في هذا الخصوص “أقدمنا على عدد من الخطوات في إطار تطبيع العلاقات مع مصر، وخلال الأيام المقبلة سنقدم على خطوات أخرى في هذا الخصوص”.

مشاركة :