طرابلس – يضرب المشاهد الليبي هذا العام موعدا مع طفرة غير مسبوقة من الأعمال الدرامية تعطيه خيارات بين الأعمال ذات الأبعاد الإجتماعية والتاريخية والكوميدية، ومسلسل "السيرة العامرية" على رأس هذه الأعمال التي استقطبت الجمهور من داخل البلاد وخارجها. والمسلسل يعد من أضحم الإنتاجات لهذا الموسم، وهو شاهد على بداية تأسيس صناعة درامية ليبية بعد سنوات طويلة من الانقطاع. ويقدم "السيرة العامرية" مسلسلا ليبيا رمضانيا بقالب فانتازي تاريخي يشارك فيه نجوم الدراما الليبية والعربية في سردية أدبية بقالب درامي، يأتي كجزء أول ويحمل اسماً فرعياً تحت عنوان "الرحلة" ومن المتوقع صدور جزء ثانٍ أو أكثر لاستكمال هذه السيرة المُشوّقة. والعمل بطولة محمد عثمان وواصف الخويلدي ونضال كحلول وسند تنتوش والفنانة جميلة المبروك وذكرى يونس، بالإضافة للمسرحي الكبير أحمد إبراهيم، مع ظهور مميز للتونسيين كمال التواتي وأحمد الحفيان . وصُوِّرت كل مشاهد العمل في تونس بمشاركة أكثر من 50 ممثلاً وممثلة، قضوا عاماً كاملاً في تصوير مشاهد العمل. وتولى المخرج نزار الحراري كتابة وإخراج العمل الذي استغرق منه عاماً كاملاً بين التحضيرات وإعداد الشخصيات واختيار الألبسة والأزياء ومعاينة الأماكن التي تحاكي الوقائع التاريخية، حيث صُوِّرت كل مشاهد العمل في تونس بمشاركة أكثر من 50 ممثلاً وممثلة، قضوا عاماً كاملاً في تصوير مشاهد العمل. ويستحضر مخرج "السيرة العامرية" الماضي الثري ثقافياً وتراثياً، اعتماداً على الكتابة السردية الشعرية وحضور الراوي والمشاهد التوثيقية ويمزج بحبكة بين الأرشيف الحقيقي الموثق والخيال الذي يخاطب المكان ويربط الجغرافيا بالنص. وتتوقف الدارما التاريخية عند حقبات مختلفة وصولا الى حي الأكواخ، بما يعني أنها تحاول الخوض في مسارات تاريخية وسياسية واجتماعية من خلال عوائل وشخصيات تصنع الأحداث المتلاحقة. وتروي شخصية السيفاو بن عامر السيرة اثناء العرض منطلقة من عدة أماكن وتمعرّجة على أحداث تاريخية شيقة وغامضة تدور في حقب زمنية متفرقة وبطريقة سرد تسير بشكل متواز، استغرقت حبكتها سنوات، حيث انتهت أعمال الكتابة عام 2015 بينما استغرق التصوير سنة واحدة. ويعمد السيفاو إلى السفر بالزمن ليحكي لنا "السيرة" كما يراها هو ويغوص بنا في ثنايا الرحلة التي قادته لأمر غامض وسر غريب لن نعرفه إلا عند نهاية الرحلة، لتزداد عوامل الجذب للمشاهد، حيث يستنطق الراوي المكان ويُسائل التاريخ ويحاكي الواقع في ثلاثية مترابطة وشيّقة. ويتجاوز "السيرة العامرية" حدود الفنتازيا، فهو إلى جانب التقنيات البصرية تعمّد كاتبه نزار الحراري التركيز على مسألة التنوع والغنى الثقافي في المجتمع الليبي، وهو تنوّع تعكسه الثقافات والأعراق ويبرز في متغيرات الشخوص والأماكن، وهي إضافة ملهمة تقترب بالعمل نحو رسالته الجدية التي تظهر في بانوراما الأحداث والوقائع والإسقاطات المعززة بالجودة الفنية والحبكة الدرامية.
مشاركة :