(إرم نيوز): اعتبرت مجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية أن أي قرار أمريكي برفع صفة الإرهاب عن الحرس الثوري الإيراني، مقابل موافقة طهران على إعادة إحياء الاتفاق النووي، سيكون «خطوة حمقاء»، نظرًا إلى الخطر الذي يشكله الحرس. ولفتت المجلة في تقرير يوم الخميس إلى أن «الإخفاق في التطبيق الصارم للعقوبات الأمريكية الحالية، مثل تلك المتعلقة بالنفط، وضع واشنطن في موقف حرج خلال المفاوضات النووية، وأعطى إيران الضوء الأخضر للتصعيد النووي والابتزاز». وقالت المجلة إن «رفع العقوبات عن محرك جهاز إيران الراعي للإرهاب سيكون حماقة استراتيجية». ونبهت المجلة إلى أن «الحرس الثوري الإيراني شارك أو دعم أعمالا إرهابية، عبر زعزعة الاستقرار الإقليمي، وكان في طليعة جهود طهران لتصدير ثورتها». وأوضحت أن «الحرس الثوري هو الوحدة العسكرية الرئيسة المسؤولة عن عمليات إيران الخارجية، وله فروع مثل فيلق القدس الذي يدرب ويجهز الوكلاء لاستهداف العسكريين الأمريكيين ومصالح واشنطن والحلفاء». ولفتت إلى أن «إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب صنفت الحرس الثوري وجميع فروعه في 2019 أنه منظمة إرهابية أجنبية، منهية نقاشًا دام أكثر من عقد في واشنطن حول ما إذا كان الحرس الثوري كيانا حكوميا يمكن أن يعاقب لدعمه الإرهاب». وتساءلت المجلة: «هل يمكن لإيران تقويض صفقة نووية من شأنها تحرير ما يقدر بنحو 130 مليار دولار من الأصول المجمدة للدولة في الخارج، بسبب إلغاء تصنيف يعتبره البعض مجرد عملية رمزية». وأضافت: «عند الجمع بين احتمالات رفع اسم الحرس الثوري من القائمة، مع اتفاق نووي منتهٍ، فإن الصورة تزداد سوءًا.. وما لم يتم تعديل الاتفاق النووي بشكل كبير فإن الاتفاق سيحرر الحرس الثوري الإيراني في أوروبا، ما يخلق مشاكل تتعلق بتنسيق العقوبات للمجتمع عبر الأطلسي في أي اتفاق جديد». وقالت إنه «وفقا لاتفاق 2015، فقد كان مقررا أن يزيل الاتحاد الأوروبي مجموعة من الكيانات من قوائم عقوباته، بما في ذلك الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس، في أكتوبر 2023». يذكر أن الحرس الثوري الإيراني يسيطر على ما يقدر بنحو 30% من الاقتصاد الإيراني، وكان من بين المستفيدين الاقتصاديين الرئيسيين من اتفاق 2015 النووي. وقالت المجلة: «أخيرًا، فإن رفع العقوبات عن كيان يحتفظ بالقدرة على تنفيذ الإرهاب، وملطخة يداه بالدماء الأمريكية ودماء الحلفاء، لن يبشر بالخير بالنسبة إلى سياسة الولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، أو بخصوص مستقبل الشرق الأوسط». وتابعت: «يحتاج العديد من المسؤولين الأمريكيين السابقين، بمن فيهم وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، إلى حماية أمنية مكلفة على مدار الساعة؛ لأن الحرس الثوري يحاول قتلهم.. بل إن الحرس الثوري يدعو الأمريكيين إلى الانخراط في الإرهاب الداخلي.. كيف يمكن للولايات المتحدة إزالة الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، بينما تحاول إيران بنشاط اغتيال المواطنين الأمريكيين؟». وحذرت المجلة في نهاية تقريرها من أنه «إذا أسقطت الإدارة الأمريكية عقوبات الإرهاب عن الحرس الثوري فمن المرجح أن تضاعف مجموعة المليشيات الإيرانية في العراق هجماتها على المواقع الأمريكية بدلا من إلقاء أسلحتها». وقالت إنه «سواء كانت هناك صفقة مع طهران أو لا، فإن الاحتفاظ بأهم سلطة أمريكية لمكافحة الإرهاب وإنفاذها ضد الذراع الطويلة للدولة الراعية للإرهاب في العالم لا يزال في مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة.. لذلك فإن إزالة الحرس الثوري من قائمة الإرهاب ستعرض حياة الأمريكيين للخطر».
مشاركة :