(إرم نيوز): قالت مجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية إنه ينبغي على الولايات المتحدة عدم إزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب ضمن صفقة نووية مع طهران، بل عليها بدلا من ذلك العمل على حل هذه المؤسسة التي وصفتها بـ«الإرهابية». واعتبرت المجلة في تقرير أنه لأمر مروع أن يفكر البيت الأبيض حتى في تقديم تنازل بهذا الحجم لنظام يعتمد على الحرس الثوري لاستخدام الإرهاب كأداة للقوة الوطنية. وشددت المجلة على أنه يجب أن يعامل الحرس الثوري كما هو وبناء على طبيعته «منظمة إرهابية»، مؤكدة أن الحرس الثوري لا يستطيع ولن يغير سلوكه. وفي التقرير الذي نشر تحت عنوان «يجب تفكيك الحرس الثوري الإيراني وليس شطبه من قائمة الإرهاب» لفتت المجلة إلى أن واشنطن تريد التزامًا بتغيير السلوك الإقليمي للحرس الثوري على الأقل فيما يتعلق بمصالح أمريكية محددة. وعلقت المجلة: «سيكون هذا طلبًا سخيفًا لسببين: أنه يتجاهل بسذاجة سجل النظام الإيراني في انتهاك التزاماته، وسوف يغطي بشكل أساسي الحقيقة حول هدف الحرس الثوري الإيراني. إن المنظمة شبه العسكرية التي لن تشارك في مجموعة واسعة من النزاعات الإقليمية أو لن تسعى إلى تقويض المصالح الأمريكية لن تكون هي الحرس الثوري الإيراني، كما هو قائم الآن». وأوضحت المجلة أن «الإرهاب موجود في الحمض النووي لهذه المؤسسة الإيرانية»، بحسب تعبيرها. وتساءلت المجلة عن «نوع الرسالة التي ترسلها واشنطن إلى الأصدقاء والأعداء على حد سواء عبر حذف محتمل للحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب. وقالت المجلة: «كيف يمكننا نسيان دور الحرس الثوري الإيراني في الهجمات الإرهابية على مواقع البحرية الأمريكية في لبنان، وأبراج الخبر في السعودية وغيرها في سوريا وحول العالم». ولفتت إلى أن تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية كان خطوة أولى حيوية، وأنه الآن يقع على عاتق إدارة الرئيس جو بايدن وحلفاء أمريكا الأوروبيين تنسيق استراتيجيات لفرض مختلف العقوبات ذات الصلة بشكل متعدد الأطراف وتقويض القوة الإقليمية للحرس الثوري وقوته المحلية بشكل قاطع. واعتبرت المجلة أن حل الحرس الثوري مهم بشكل خاص نظرًا إلى أن إيران شهدت ثماني انتفاضات ضد الدكتاتورية الثيوقراطية منذ نهاية عام 2017، مشيرة إلى أنه في نوفمبر عام 2019، خلال أكبر هذه الانتفاضات، لعب الحرس الثوري الدور الرئيسي في حملة قمع أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 1500 شخص، بحسب المجلة. وقالت المجلة الأمريكية إن «اللافت أن هذا لم يمنع الشعب الإيراني من الاحتجاج والتعامل مع الحرس الثوري وتأثيره على السياسة الخارجية.. ففي مظاهرات لاحقة أحرق المعارضون الإيرانيون صور قائد فيلق القدس قاسم سليماني حتى في الوقت الذي حاولت فيه سلطات النظام تصويره كبطل قومي بعد مقتله بغارة أمريكية بطائرة بدون طيار بداية عام 2020». وختمت المجلة قائلة: «هناك بوادر واعدة على أن الشعب الإيراني سيواصل الوقوف في وجه الحرس الثوري، ولذلك فإن إبقاء تصنيفه منظمة إرهابية يبعث رسالة تضامن إلى الشعب الإيراني.. لكن شطبه من القائمة سيبعث رسالة معاكسة داخل إيران وخارجها.. وإذا كان البيت الأبيض يفكر بجدية في الاستجابة لمطالب طهران فعليه أن يفهم أنه من خلال القيام بذلك فإنه سيدير ظهره لمصالح الأمن القومي للولايات المتحدة والشعب الإيراني».
مشاركة :