تواصل سمية الزرعوني «من أصحاب الهمم» نهجها في تطوير مهارتها الفنية، ومجاراة ما تشهده الساحة الفنية من تطور وظهور بعض التطبيقات الرقمية، وإظهار جانب من مهاراتها فيه، فرغبتها الدائمة في تعلم المزيد تدفعها قدماً نحو تطوير مهارتها في المجالات الفنية كافة ومواكبة الجديد منها، وتخوض دورها كملهمة لأصحاب الهمم، ومؤثرة في المجتمع، لتسطر إنجازاتها وتشق طريقها نحو التميز. سمية لم تقف مكتوفة اليدين وعاجزة عن التعبير عن أفكارها وما يدور في «خلجات» نفسها من قدرة على التعبير عن مشاعرها الداخلية من قوة ورغبة في تغيير الواقع الذي وجدت نفسها فيه، فدائماً الإرادة تصنع المستحيل، وتجعل من مشوار حياتها أكثر نجاحاً وإنتاجية. إبداع عالم الفن نماه فيها والدها الحاضر في إبداعها والغائب عن واقعها الحياتي، وأثره بمثابة الطاقة التي تدفعها قدماً نحو التميز، وتطوير مهاراتها والإبحار في هذا العالم والغوص في أعماقه، فكل فكرة تنتابها وتسرح معها في خيالها تجدها قد دونتها وحولتها إلى قطعة فنية بصرية. وعن ذلك تقول سمية الزرعوني: للولدين دور مهم في حياتي، فهما الأساس في نشأة بذرة الفن داخلي، ووصولي إلى ما حققته من هدف، فلا يمكن أن أنسى والدي رحمه الله، وهو يحاول أن يطور مهاراتي، حتى أستطيع أن أنهض بنفسي وأتغلب على إعاقتي «الشلل النصفي»، فكنت أتابعه وهو يمزج الألوان ويرسم بها، فكان الأمر بالنسبة لي عالماً مثالياً للانطلاق من دون قيود، وكان يمسك بيدي وأنا طفلة لأرسم بالفرشاة أشكالاً وصوراً، ويعرفني على طرق المزج والخطوط الفنية البسيطة، التي يمكن أن تفرح قلب طفل وتجعله يبتهج ويستمتع بما حققه، وكان يجلب لي علبة الألوان وكراسة الرسم، ووقتها كانت سعادتي بهما لا توصف، حينما كنت أجد كل شيء حولي زاهي الألوان مبهجاً ومفرحاً، ومن وقتها لم أعد أرى الصورة القاتمة والباهتة في عدم قدرة الطفل على أن يلهو ويلعب بكل حرية، فتحولت حياتي إلى مساحة من اللهو بصحبة فرشاة الرسم. وحول رحلتها مع الفن، أوضحت الزرعوني أنها وجدت نفسها في الرسم وعاشت فيه أجمل سنوات طفولتها وما زالت، فلا يمكن أن تتوقف عن ممارسة الرسم، الذي تشعر معه بالحياة بطعمها ومذاقها، فمارست فنون الرسم المختلفة من خلال لوحات للطبيعة والبورتريه والتشكيل، موضحة أن كل نمط من هذه الفنون ترى فيه نجاحها، باعتمادها بشكل كبير على التعليم الذاتي، وخطواتها الواثقة نحو التميز، فدائماً ما تبحث عن الجديد في تقنيات الرسم، وتتحدى ذاتها وقدراتها على تعلمه وممارسته. الفن الرقمي وعن الجديد من فنونها تشير الزرعوني إلى أن وجود اللوح الرقمي وتطبيقات الرسم، جعلها تخوض الفن الرسم الرقمي، منطلقة من بوابة فن «المانجا»، والرسوم الكرتونية، موضحة أن هذا الفن القديم المتجدد، الذي انطلق من اليابان وانتشر في أرجاء العالم، فبرز كثير من الفنانين فيه، حيث يحمل الكثير من تعابير الفرح والحزن والأكشن وخطوطها واضحة وبسيطة ولكنها بحاجة إلى محاكاة الخيال كي تبدع أعمالاً غير تقليدية. وعن تطوير مهارتها توضح أن الفنان إذا لم يمارس فنه بشكل مستمر فإنه سوف يفقد مهارته، فلابد من العمل بجد وباستمرار ومحاولة تعلم كل يوم شيء جديد ومختلف ويطور من مهارته ويكتسب خبرات جديدة تفتح له آفاق المعرفة والفنون من حوله. الزرعوني تسعى دائماً أن تكون قدوة للآخرين من خلال ما تبثه من رسائل إيجابية لاقت صدى واسعاً، محلياً وأيضاً عالمياً، من خلال ما تقدمه عبر منصتها الإلكترونية، وأيضاً تواجدها في الكثير من الفعاليات والأنشطة التطوعية يجعلها أكثر تفاعلاً مع المجتمع، وهي أيضاً تحفز أصحاب الهمم على النهوض والعمل بجد وعدم الخنوع لإعاقتهم التي لم تشكل أبداً عائقاً أمام رغبتهم في التغير واللحاق بركب التطور من حولهم، لذلك لقبت بسفيرة الدمج، كما كرمت من ضمن أوائل الإمارات، أول متطوعة من أصحاب الهمم، كما لم تمنعها إعاقتها من أن تكون متطوعة بصورة فعالة في مجال الأعمال الخيرية، خاصةً التي تستهدف الأيتام وأصحاب الهمم وكبار السن والأسر المتعففة، كما أنها عضو في فريق الإمارات «رايدرز» للدراجات النارية ولها مشاركات عدة في البرامج التطوعية التي ينظمونها لأصحاب الهمم.
مشاركة :